توجه الناشط الجنوبي محمد لاما بكتاب مفتوح إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري عبر حسابه في الفايسبوك جاء فيه :
" أتوجه إليك بالسؤال مباشرةً، علّ الفايسبوك يسعفني بإيصال صوتي إليك بعدما عجزت عن ذلك بالواسطة و عبر النواب الذين انتخبناهم.
أخاطبك اليوم بشأن موضوع محدد فلا مجال للحديث عن واقع لبنان المزري على الصعد كافّة. و قد أخاطبك برسالةٍ أخرى فيما لو نجحت تجربة اليوم.
أنا متيقّن بأنك علمت بأمر احتراق محطة التحويل الرئيسية لمدينة النبطية و قضائها صباح يوم أمس.
في بلدٍ عاديّ قد لا يكون لك شأنٌ بالموضوع بل وزير الطاقة هو من يوعز بإصلاح الضرر و يعود التيار.
أما في لبنان الذي أنت تعرفه بل تحفظه عن ظهر قلب، لبنان الذي تشارك بحكمه منذ 26 عامًا، بثلث القرار السياسي و أكثر عبر ما كان يعرف بالترويكا. لبنان العجيب بنظامه و كلّ ما فيه، يدخل في صلب عمل رئيس البرلمان كلّ شيءٍ في البلد. و هذا أمرٌ تقرّ أنت به و لا تخجل منه أبدًا، و لك مقولةٌ شهيرة بأنّك جاهزٌ لإلغاء نظام المحاصصة طالما التزم به الباقون. أمّا إذا ما كان هناك من تقاسُمٍ للجبنة فإنك تريد حصّتك كاملةً، و كلامك منطقيّ و مقبولٌ في هكذا بلد و ضمن نظام الطوائف الحاكم حاليًا.
و من حصّتنا في الجبنة أخاطبك اليوم.
نحن يا رئيس برلماننا، في قضاء النبطية و منذ عقودٍ من الزمن نعاني من أقسى تقنين كهربائيّ في لبنان، و السبب هو أمران: شبكة النقل من الزهراني إلى كفررمان و التي سمعنا (لست متأكدًا) بأنّ أخرى أقوى منها استُبدلت بها منذ فترة و صارت جاهزةً لنقل مزيدٍ من الطاقة. و الامر الثاني هو محطة التحويل في كفررمان، التي لم يتم توسيعها و لا تكبيرها منذ مدّة بعيدة، علمًا أن سكان القضاء قد تضاعفوا و الطاقة تناقصت حتى بلغنا هذا الواقع المتردي.
لم نترك بابًا إلا طرقناه بالمراجعات. شركة الكهرباء، الاحزاب، النواب، البلديات، الاتحادات.. و الجواب واحد: يجب توسيع محطة التحويل في النبطية.
و مؤخرًا أيضًا طرقنا باب وزير الطاقة فأتى الرد المفاجئ: يحتاج استبدال المحطة قرارًا من مجلس الوزراء، لكن وزراء الجنوب لم يطالبوا بالامر مطلقًا، و لم يتم طرح الموضوع على طاولة البحث أبدًا. قد يكون كلام الوزير غير دقيق خصوصًا أنّه ينتمي إلى تيارٍ خصمٍ لتيّارك، لكنّ توضيحًا من نواب كتلتك يدحض مزاعم وزير الطاقة، لمّا يصدر حتى الساعة.
و مؤخرًا شاهدنا مقابلةً على التلفزيون مع مسؤول بالشركة قال فيها إن استبدال المحطة تم إقراره في مجلس الوزراء و يبقى على البرلمان أن يشرّع التمويل.
أنا لا أفهم كثيرًا بأمور البرلمان، لكن ثقافتي القليلة تخبرني بأن توقيع عشرة نواب يكفي لطرح أي مشروع و عدد أعضاء كتلتكم زائد كتلة المقاومة يتجاوز هذا الرقم بكثير كما أن رئاسة المجلس وحدها تكفي لتمرير هذه المشاريع.
يوم أمس كتب عضو كتلتكم هاني قبيسي على صفحته إنه اتصل بالشركة من أجل إصلاح العطل الناجم عن الحريق و قد استجابت الشركة.
طبعًا هذا الموضوع إعلاميّ بحت. فنحن نعلم أن الشركة تحركت نحو المحطة فور اشتعالها و بدأت التصليحات و الصيانة فورًا و قبل اتصال النائب، و هي لا تحتاج اتصالًا في هكذا حالات لأن أكثر من مليون مواطن دون كهرباء.
نحن نجدنا اليوم نخاطبك مباشرةً و دون واسطات لأننا لم نعد ننتظر من النائب أن يتحرك. نخاطبك مباشرةً لنقول لك: يا رئيس البرلمان منذ 26 عامًا، يا رئيس السلطة التشريعية، و الشريك القوي بالحكم، و يا مسؤولًا عن وزير المال الذي يصرف كلّ قرشٍ في البلد، و يا مسؤولًا عن الوزراء الذين تعاقبوا على شركة الكهرباء دون ان يلتفتوا إلى النبطية مع أنهم أبناء الجنوب. نناشدك اليوم أن ترفع هذا الغبن عنّا فنتساوى مع غيرنا من المناطق. نحن نرى جزين مضاءةً على مدار الساعة، و بدءًا من صيدا تزيد التغذية كلما اتجهت شمالًا و كأنّ هذا الجنوب يدفع فاتورة التحرير بعدما دفع فاتورة الاحتلال، و كأنّ هناك من يعاقبنا لأننا دحرنا الصهاينة.
إني أخاطبك اليوم لأن ثمة من يقول إن تيارك السياسي هو المسؤول عن الاجحاف بحق مدينتنا أو بدرجةٍ أخفّ، قادرٌ على رفع الغبن، فبيروت تدَبّر أمرها رفيق الحريري قبل موته و أخذ موافقتك في مجلس الوزراء، و زحلة منارة على مدار الساعة و أنت سهّلت لهم الامر في البرلمان، و الشمال يتغذى من قاديشا، و معامل المياه محتكرة من قبل طوائف معينة. وحدنا في الجنوب نتنشق دخان الفيول في الزهراني بينما تحمل شبكات النقل الطاقة إلى البلدات البعيدة و نحرم منه نحن.
إن الثنائيّ الشيعيّ اليوم، يعني حركة أمل و حزب الله مدعو إلى رفع الغبن عن النبطية. ألا يكفي أزمة معمل الكفور ذات المنشأ السياسي و التي نشرت العداوة بين القرى و الموت عند مداخلها، حتى تنقطع الكهرباء أيضًا؟
أنا أخاطبك و أعلم أنك تستطيع و تملك من القدرة و السلطة ما يكفي لاستبدال المحطة. و أقول لك إن الهوة بين الأرض و المسؤولين باتت عظيمةً، فانظر و أنت الكيّس الفطن، و السياسيّ المحنّك ذو اللسان الطليق، انظر ما أنت فاعلٌ قبل فوات الاوان، فقد ضاقت الارض بما رحبت و الحبل يلتفّ حول عنق المواطن… و الضغط يولّد الانفجار... أقول قولي هذا و أنا لك ناصحٌ أمين، عاجزٌ عن لقائك و جاهزٌ له متى أحببتَ.. و السلام.."