أولاً: الشهيد رفيق الحريري ونجله سعد...
ويتساءل المواطنون ومعهم المسؤولون عن سبب أو أسباب تردّي الأوضاع في البلد على كافّة المستويات! ذلك أنّه وفي غمرة الأحداث، ومنذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري فقد البلد معظم رجالاته العظام خلال سنواتٍ معدودة، رجالات سياسة قضت اغتيالاً، ولم يتمكّن أحدٌ من ملئ مقاعدها أو سدّ الفراغات السحيقة التي خلّفتها وراءها. فقد حلّ الرئيس سعد الحريري مكان والده الشهيد، وغنيٌ عن القول أنّ شخصية سعد ما زالت باهتة وقاصرة أمام شخصية الشهيد رفيق الحريري.
ثانيا: الشهيد بيار الجميل وأخوه سامي...
بغياب الشهيد بيار أمين الجميل فقد لبنان قامة وطنية شابة وواعدة وطموحة، صحيح أنّ أخيه النائب سامي الجميل حاول بجرأة وشجاعة أن يملأ الفراغ الذي تركه بيار، إلاّ أنّ الآمال المرتجاة ما زالت في حالة قصور وضبابية.
إقرأ أيضًا: ميشال عون وجبران باسيل..معاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص
ثالثاً: جورج حاوي وخالد حدادة...
غاب أمين عام الحزب الشيوعي السابق جورج حاوي بعد أن اغتالته يدُ الجبناء، وحاوي كان مناضلاً في مقدمة صفوف الحركة الوطنية خلال الربع الأخير من القرن الماضي، وترك بصماتٍ واضحة في مسيرة مقاومة الاحتلال الإسرائيلي مع رفيقه السيد محسن إبراهيم. ليحُلّ محلّه السيد خالد حدادة، الذي أُصيب بإغماءة بعد انتخابه أميناً عاماً للحزب الشيوعي، إغماءة كانت مدخلاً لوضع الحزب بكامله في حالة غيبوبة بعد إلحاقه بقوى المقاومة والممانعة.
رابعاً: محمد شطح والوزير المشنوق...
تمّ اغتيال الوزير السابق محمد شطح، وكان شطح قامة وطنية وعلمية واجتماعية لا تُقدّر بثمن، ليلمع بعده نجم الوزير نهاد المشنوق، والذي دارت وتدور حول أدائه وممارساته علامات استفهام عدة.
خامساً: الرئيس عون والوزير باسيل...
خرج الرئيس ميشال عون سالماً (بحمد الله ورعايته) ، من معارك حامية (سياسية وعسكرية)، وعاد من منفاه ليبني قاعدة شعبية عريضة وكتلة برلمانية وازنة، وتحالفات مشهودة أدخلته القصر الجمهوري، إلاّ أنّ فخامة الرئيس ومنذ تخلّيه عن قيادة التيار الوطني الحر، وهو يتعرض لعملية عزل سياسي بطيء، يقودها صهره الوزير جبران باسيل، ليتحول بعدها الجنرال إلى مجرّد أيقونة، أو صورة تعلو المكاتب وقاعات المؤسسات العامة، وليطفو على السطح قامة سياسية باهتة، والتي مهما تطاولت فلن تبلغ ربع ما بلغته قامة الجنرال عون خلال مسيرته السياسية والعسكرية الحافلة.