كشفت مصادر الثنائي الشيعي نقلًا عن صحيفة "الجمهورية" أنّ أزمة المعايير المتناقضة تكاد تقترب من أن تكون "أم العقد" على خط التأليف، إذ يبدو هناك من يَستسهِل الدخول في لعبة فاشلة وخاسرة سلفًا، منذ فترة حاولنا أن نلفت انتباه من "يخَبّص" في الصحن الحكومي، ويقارب ملف التأليف بطريقة تعكس "فَجع" فئة معيّنة واندفاعها لأن تستحوذ على كل شيء تقريبًا ونَفخ أحجامها الوزارية على غير حقيقتها الشعبية والنيابية.
وفي الوقت نفسه تنطلق في حراك التأليف بما يمكن تسميتها "معايير بسمنة ومعايير بزيت"، وكأنّ هناك طرفًا إبن ست وطرفًا إبن جارية، فهنا يعتمدون معيار وزير لكل 4 نواب، وهناك وبلا أي سبب يعتمدون معيار وزير لكل 3 نواب، وفي مكان آخر يعتمدون وزيرًا لكل نائبين، إضافة الى فتح باب التمثيل في الحكومة لفئات معينة وإغلاقه أمام فئات أخرى ومن دون سبب، رغم أنّ لها وجودًا تمثيليًا وازِنًا في مجلس النواب.
في السياق ذاته، قالت المصادرنفسها: "هذا الأمر غير مقبول، ويجب أن يتوقف "التخبيص" الذي اذا ما استمر سيدفعنا الى كلام آخر وتصرّف آخر، لقد سبق وأطلق الأمين العام لـ (حزب الله) "السيد حسن نصرالله" إشارة تحذيرية بضرورة اعتماد المعيار الموحّد، ثم استكمل هذا التحذير بشكل اكثر صراحة ووضوحًا وحدّة على لسان المعاون السياسي للرئيس بري الوزير علي حسن خليل، الذي قال: نحن لنا أكثر بكثير ممّا قبلنا به في الحكومة، لم نرفع الأسقف لأننا ظننّا أنّ المعنيين بالتأليف لديهم الحس الوطني لمواجهة التحديات، لكن العقلية التي يُدار بها ملف تشكيل الحكومة لا توحي بالثقة، ونكرر ما قاله الرئيس بري: "لقد قدّمنا ما علينا، ولا تجعلونا نعيد الحسابات ونطرح الموضوع على أساس القواعد التي وضعتموها".
وردًا على سؤال، قال خليل نقلًا عن "الجمهورية": "قلنا هذا الكلام ونؤكد عليه، لا نستطيع أن نبقى مكتوفي الأيدي حيال ما يحصل، وبالتالي، يجب أن يتم تصويب الأمور وتحريكها في الاتجاه الصحيح الذي يولد الحكومة الجديدة في أقرب وقت ممكن، ووفق معايير واضحة وواحدة على الجميع".