تؤكد اوساط قيادية في القوات اللبنانية ان نشر اتفاق معراب اتى ليضع حداً للهجوم المستمر لرئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل منذ ما قبل الانتخابات النيابية ومن البترون وحتى اليوم لم يتوقف عن الافتراءات والاتهامات والتجني على القوات ورئيسها الدكتور سمير جعجع وممارسات وزراءها في الحكومة وهو امر لم يعد السكوت عليه امراً ممكناً وخصوصاً ان الوزير باسيل انكر مراراً وتكراراً مضمون الاتفاق وحرّف في بنوده الموقعة من اربعة شخصيات ومنهم الرئيس ميشال عون والوزير باسيل. وتؤكد الاوساط ان القوات التزمت بالاتفاق منذ اليوم الاول ومشت بتعهداتها وانتخبت الرئيس عون بينما لم يلتزم باسيل بمضمون الاتفاق منذ اللحظة الاولى. وتلفت الاوساط الى ان مسألة الحكومة وحصة القوات واضحة مساوية لحصة التيار في الاتفاق كما هي حصة رئيس الجمهورية.
وترفض الاوساط القواتية القول ان نشر الاتفاق هو اعلان وفاته بل هو رد على الافتراءات ولمنع سقوطه وتأويله. كما ترفض القول انه موجه ضد العهد والرئيس عون للضغط عليه اعلامياً وسياسياً للقبول بمطالب القوات بغض النظر عن اعتراضات باسيل.
وتلفت الى ان باسيل لم يترك للصلح "مطرح" وهو اليوم يشتبك مع كل القوى من حزب الله الى الرئيس بري الى الرئيس الحريري والوزير جنبلاط ومعنا ايضاً وهذا يؤكد ان الخلل ليس في الجميع وليس الكل هم "اصحاب مشاكل" بل هناك من لا يريد الا ان يسمع صوته وان يلغي كل الناس وان يتحكم بأمرهم وكأنه الحاكم بأمر الله. وتؤكد ان الدكتور جعجع والقوات يدعمون العهد ويحترمون الرئيس عون ولا مشكل لديهم معه انما من يسيئ اليه هو ما يقوم به باسيل وهو الذي قفز فوق التهدئة الاعلامية التي اعلنها الدكتور جعجع من جانب واحد كما مسح بلحظة واحدة كل الخطوات الايجابية التي قامت بها القوات تجاه باسيل من زيارة "الحكيم" الى بعبدا الى ايفاده الوزير ملحم الرياشي للقائه واتصاله بباسيل.
في المقابل ارخى نشر القوات للاتفاق بكل مضامينه جواً سلبياً في مداولات 8 آذار وحزب الله وهو الامر الذي اظهر ان باسيل لم يحترم مضمونه وهو "يلحس" توقيعه عليه كل يوم خلال التفاوض الحكومي اليومي مع القوات وكل ما صرح به باسيل في العلن هو عكس ما التزم به في الاتفاق. وهذا الجو السلبي تنقله اوساط بارزة في 8 آذار وتقول الاوساط ان هناك نقزة واضحة من قبل فريقنا وحليف باسيل اي حزب الله والذي من حقه ان يخاف ويحذر ويتوقع ان يقوم باسيل بالتنصل من مضمون ورقة التفاهم الموقعة في مار مخايل. ومن اليوم وصاعداً من حق 8 آذار والثنائي الشيعي تجمع علاقات بالتيار ان يحذر من تنصل باسيل من اي اتفاق مكتوب او شفوي معهم. ففي المرحلة الماضية وقبيل الانتخابات باسابيع وخلال التحضير لها صدر عن الوزير باسيل تصريحات غير مألوفة في ادبيات المقاومة وجمهورها وفريق 8 آذار وحزب الله بنوا كل مبادئهم وشعاراتهم على فكرة العداء للصهيونية وان هناك صراعاً وجودياً وايديولوجياً مع الكيان الغاصب لفلسطين وهذا الكيان المصطنع والدخيل على منطقتنا جوبه بالمقاومة والتضحيات وسقط آلاف الشهداء فلا يمكن القول ان لا صراع ايديولوجياً معه.
وتضيف الاوساط ورغم كل ذلك "غفر" حزب الله لباسيل "زلاته" وتجاوزها حفاظاً على التفاهم وعلى العلاقة بين الرئيس عون والسيد حسن نصرالله وحفاظاً على الوعود والعهود الموقعة بين الرجلين في مار مخايل.
وتختم الاوساط بالقول ان نشر الاتفاق سيكون له تداعيات حكومية وعلى العلاقة مع باسيل وسينعكس حتماً على العهد ولا بد من جلسة توضيحية ولقاءات لتبيان ما يجري ولوضع الامور في نصابها الصحيح ولا ندري اذا كانت الامور من اليوم وصاعداً باتت تحتاج الى ضمانات من الحلفاء كباسيل قبل الخصوم!