فاوضت المعارضة السورية قاتلها الروسي واستسلمت له بتسليم السلاح والمدن والقرى" الدرعوية " بحيث انتهى أمر المدينة التي أطلقت شرارة الثورة السورية وأصبحت الحدود مع الأردن بعهدة الشرطة العسكرية الروسية بعد أن دُمرت مناطق درعا وهُجّر أكثر من نصف مليون سوري الى جهات الموت الذي يحاصرها أينما ذهبت بطائرة أو بصاروخ روسي ومجلس الأمن مازال منعقداً للنظر في المجازر المرتكبة في قرى درعا والجامعة العربية تعد السوريين بموقف مسؤول في يوم من الأيام.
تصرف الروس كما يشتهون في سورية دون حسيب أو رقيب وهذا ما أدّى الى تصفية الحساب مع الثورة السورية بسرعة كبيرة ، حاصرت المعارضة في حيّز ضيق تمهيداً لخنقها بعد أن تأكل بعضها بعضاً تلبية لرغبات المتاجرين بدماء السوريين من أطراف" زوربة " الثورة وجعلتها تمرّ في مصالح الثروة وهذا ما كان أحد مقاتل المعارضة السورية.
وحدها أميركا مرتاحة لما يفعله الروس ومعها اسرائيل التي تنظر الى الدور الروسي كحرس جديد لأمنها خاصة و أنها ترتبط مع موسكو بصداقة قائمة على علاقة خاصة واستثنائية جعلت من روسيا ثاني دولة بعد أميركا ضامنة لأمن " اسرائيل " . وهنا يبدو ترمب أسوأ من أوباما رغم تحميل الثاني مسؤولية إطالة الحرب السورية ورفضه لإسقاط نظام الأسد وترك إيران حرّة في سورية لأن الأول سمح للروس بحصد سورية وجعل الدول الأخرى خارج المعادلة وأوكل الى المرتزقة الروس أمر إنهاء دور المعارضة وتصحيح وضع النظام على حساب مستقبل سورية بما يعني أن القادم هو عودة للنظام وبجرعة استبداد أقوى لقطع الطريق أمام من يفكر في تغيير الوضع العربي لصالح الديمقراطية والشراكة السياسية.
إقرأ أيضًا: نشرة المنار الإخبارية يقرأها المستقبل وصوت الكتائب وتلفزيون القوّات
تبدو المصالح الاقتصادية أدسم للروس ولأميركا من مصالح الشعوب في أنظمة تحمي مصالحها لذلك يتم التعاون بين البلدين بظاهر خلافي وبباطن اتفاقي على سورية لتقاسم مغانم البلد ودوره كممر للغاز باعتبار سورية إحدى الدول التي تشملها خطوط النقل الجديد للنفط ومشتقاته إضافة الى دورها الضامن للمصالح المشتركة القائمة ما بين أميركا واسرائيل وروسيا في مرحلة ما بعد حروب المنطقة.
لقد خرج السوريون ومعهم العرب والإيرانيون ومن معهم من تنظيمات شيعية من المعادلة الجديدة وقد استخدموا جميعاً لصالح الأميركي و الروسي و الاسرائيلي وهذا واضح من الغياب الكلي لأدوارهم التي كانت مؤثرة في الحرب السورية فالنظام معلق بحبال الهواء الروسي والمعارضة أسيرة طموحات أفراد يبحثون عن الثروة في الثورة وهي متوزعة بطريقة يسهل قضمها ساعة تشاء الولايات المتحدة التي رفعت الغطاء التدريجي عنها فكان نهاية دورها في العاصمة السورية وفي درعا وفي المناطق التي عصفت بها الطائرات الروسية التي لن تقلع من مكانها دون إذن مسبق من أميركا.
لقد انهزم العرب في سورية منذ أن أوكلوا قطر في إدارة المعارضة السورية ومنذ ان ارتبطوا بالممنوع و المسموح الأميركي في سورية وانتهى دور إيران منذ مجيء ترمب حيث فوضى موسكو إدارة الحرب السورية فذهبت تضحيات إيران لصالح الروس ولم تحصد شيئا بعد أن أصبح الروسي هو الفاعل في سورية وهو الوكيل الحصري و المعني الوحيد في الملف السوري وما نال إيران الاّ الإفلاس السياسي و المالي والعداوة من قبل مليار مسلم وهذا ما حولها من مشروع صحوة إسلامية الى مشروع فتنة مذهبية.