رعى رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع ممثلا بالنائب الدكتور انطوان حبشي حفل افتتاح مركز الحزب في منطقة بنت جبيل في بلدة رميش الحدودية، في حضور محازبين، رجال دين، فاعليات بلدية واختيارية، تربوية واجتماعية.

بعد النشيدين الوطني والقوات وتقديم من كريستيل حنا ولين حبيب، ألقى راعي الاحتفال الدكتور جعجع كلمة عبر شاشة عملاقة اعتذر فيها عن عدم الحضور وبإرسال ممثل عن القوات النائب حبشي، وشكر الذين أسهموا في افتتاح المركز من رفاق وأهالي من رميش، دبل، عين ابل، القوزح، وقرى منطقتي بنت جبيل ومرجعيون.

وقال: "ليس الشكر فقط على افتتاح المركز وإنما على الدور الذي قاموا به أثناء الانتخابات النيابية.. كما اوجه تحية إلى فادي سلامة الذي ضحى في سبيل ما يؤمن به من فكر وعقيدة وقضية. وأن هذا الافتتاح في رميش حدث صغير في الحجم ولكنه كبير في معناه، وسبب نجاح القوات اللبنانية في الانتخابات النيابية اضافة إلى الحملة الدعائية هي الأنشطة التي أقيمت خلال السنوات الماضية، لأننا كالتلميذ الذي يدرس يوميا وعندما يصل وقت الامتحان نكون مستعدين، وهكذا نحن في كل الانتخابات، وانتم جمعتم وبنيتم مركزكم وهذا النشاط مميز، وهناك نشاطات متعددة ومجموعها يؤدي إلى النجاح".

وتابع: "القوات كخلية نحل وافرادها أصحاب قضية، والدليل ما قمتم به في رميش من تعاون ومثابرة في بناء المركز".

وأضاف: "الوضع في لبنان صعب في الوقت الحاضر، وعلينا أن نعمل لكي نتخلص من هذه الحال المزرية وبجهود السياسيين المتعاونة نستطيع أن نتخلص من كل هذه المحنة، ونخدم الوطن، وأن الأوطان تبنى على أيدي الناشطين".

وختم بتقديم التبريك لبناء المركز في رميش على أمل في أن يعطي النتيجة المطلوبة.

والقى حبشي كلمة أشاد في مستهلها بدور أهالي رميش وبتثبتهم في أرضهم، واهتمامهم ب الزراعة.

وقال: "علاقتهم بالارض عضوية وأن 80 % من أهلها يعيشون فيها صيف شتاء، وربط رميش بالقوات اللبنانية اليوم له رمزية كبيرة، وهي أن أهل هذه المنطقة هم الذين رسموا حدود لبنان جنوبا سنة 1920 في الوقت الذي رفض الكثير من القبائل والعشائر انضمام هذه المنطقة إلى لبنان الكبير، ورميش دفعت الثمن الغالي ورسمت بدماء شهدائها الحدود الجنوبية حتى كان لبنان الكبير الذي عاش فيه أجدادنا وآباؤنا إلى اليوم".

وأضاف: "عندما نعرض تاريخ رميش نرى أن هذه المنطقة عادت بعد أيام الحروب والصعوبات كما كانت موجودة مع أهلها منذ كان الأجداد بالثقافة والاتجاه التاريخي نفسه، واليوم يسعدني افتتاح هذا المركز للقوات اللبنانية في رميش، ونحن وبعد مئة سنة نقول سنرسم حدود لبنان الكبير إلى مئة سنة للأمام".

وأشار الى "ان هذه المنطقة التي يسمونها أطرافا يعتقدون بأنهم هم القلب ويضخون إلى الأطراف، ولكن رميش وبنت جبيل والبقاع الشمالي، هم الذين يضخون إلى القلب وليس العكس ومثل هذه المعاناة تدفعنا لكي نعبر عن هذا الوجود بصوت عال وبصراحة تامة وبدون أي تهجم على أي أحد، أن منطقة بنت جبيل فيها أكثر من خمسة عشر ألف ناخب على لوائح الشطب تستحق من يتحدث باسمها وتكون ممثلة بالمجلس النيابي، واليوم بعد مجلس نيابي جديد نأمل في تشكيل حكومة تكون أولى أولوياتها الاهتمام بملف المبعدين، قبل الاهتمام بالذين تركوا الوطن من مئات السنين وحقهم استرداد الهوية اللبنانية، ولكن علينا أن لا نترك أهلنا وناسنا المبعدين يبحثون عن هوية وطن ثاني هذا الوطن وطنهم وهويتهم. واليوم نفتتح مركزا في رميش بعد العملية الانتخابية لا قبلها وأكدتم مشاركتم باختيار 15 نائبا في عملية تجديد لبنان، وأن كتلة الجمهورية القوية واجبها الاهتمام بمعاناة رميش وبنت جبيل وكل وهذه المنطقة".

وتطرق إلى تفاهم معراب، قائلا: "أن هذا التفاهم أزال الحاجز النفسي بين المسيحيين وأراح المجتمع المسيحي، ولكن لم يكن هدفه محصورا بالإطار المسيحي بل بني على مبادئ وطنية كتبت في تفاهم معراب، هدفه بناء الدولة وبناء الوطن الذي نحلم به، بناء دولة خالية من الفساد والصفقات والزبائنية".

وختم حبشي: "سنبقى نحافظ على اتفاق معراب في الاتجاه الذي نطمح له وهو الانفتاح على الآخر ومد اليد للتعاون لإمكانية قيام دولة وبناء وطن بسيادة كاملة دون أي عدائية لأحد، وهنا في منطقة بنت جبيل افرقاء سياسيون كبار لا نتشارك معهم الرؤية السياسية نفسها، هذا ليس خطأ لأن الإختلاف في الرأي السياسي حق طبيعي، ولهذا نقول أن رؤيتنا السياسية لا تشبه بالكامل رؤيتكم وهناك اختلاف كبير، ولكن لا بد من بناء وطن ودولة أن نتحدث سويا لتذليل العقبات والصعوبات، وأفضل مكان للنقاش والتفاهم حول الاختلاف هي المؤسسات الدستورية ومؤسسات الدولة اللبنانية، ونؤكد إنه بيننا وبين هذا الفريق مساحة مشتركة وهي مواجهة الفساد، وأن مقاومة الفساد مهمة وتساوي الرؤية السياسية لبناء الدولة في لبنان ومنه نستطيع الانطلاق لتذليل عقبات كبيرة موجودة أمامنا والانطلاق لبناء دولة تخدم مستقبل أجيالنا".

ثم ألقى المسؤول الإعلامي جوزيف خيامي كلمة أشاد فيها بدور شباب القوات اللبنانية في رميش "الذين عملوا على إنجاز فتح المركز".

وقال: "نريد أن نكون أسيادا في بلدنا وأحرارا على مساحة وطن 10452 كلم الذي قدمنا له الشهداء، لا وطن بلا حرية أو سيادة أو عدالة ولا وطن بدون قوات لبنانية".

وتابع: "سنكون في هذا المكتب قدوة لكل شخص يعيش ببلد حر يتطلع إلى المستقبل بتفاؤل. نحن في أمس الحاجة إلى زيارة جميع المسؤولين في الدولة للاتطلاع على همومنا وشؤوننا، وهذا البيت القواتي سيكون حجر الزاوية الذي سنبني عليه مستقبلنا ومستقبل أولادنا ووطننا".

وألقى مسؤول المكتب كابي الحاج كلمة القوات في رميش شكر في مقدمها راعي الاحتفال الدكتور جعجع، وأشاد بدور النائب الدكتور حبشي.

وقال: "نرى فيه حلم الشباب وحلم لبنان الرسالة والتعايش والشفافية والعيش الكريم وإبن القضية المندفع المؤمن والمؤتمن الذي زار رميش في زمن النضال وكسر الصمت وجدار الخوف وبعث فينا الحلم، حلم افتتاح مركز للقوات اللبنانية في رميش".

وختم: "نعاهد أهلنا في رميش والجوار أن نكون بجانبهم في السراء والضراء حاملين همومهم ومطالبهم كما نعاهدهم أن نحذو حذو الدكتور حبشي ورفاقه في كتلة الجمهورية القوية ونشكل حاضنة للمبادئ وجسرا للتواصل والانفتاح، هكذا نشأنا في القوات اللبنانية وهذا ما اكتسبناه من حكمة القائد الحكيم".

وألقى عضو المجلس المركزي في الحزب جان علم كلمة قال فيها: "جئنا إلى هنا لا لنفتتح مركزا فحسب، وإنما لنحمل راية الحق والوطن، معطوف عليها محبة الناس مضاف إليها مبادئ حزب قدم الشهداء والأبطال ليكون هو حزب القضية ليصير هو عنوان القيم النضالية. نحن هنا في أرضنا نحمل أمجاد القرون الماضية، وتحديات الواقع الحالي وتطلعات المستقبل الآتي".

وأكد "أن تفاهم معراب هو مشروع استقرار وتفاهم داخل المجتمع الواحد وهو مشروع صالح على مستوى الوطن. فنحن نحترم جميع الأحزاب والتيارات والمكونات السياسية على الساحة اللبنانية، وقربنا من أي حزب أو من عدمه هو بمدى قرب تلك الجهة من مفهوم الدولة الفعلية. فحرصنا على الشريك هو أيضا حرصنا على الدولة وسيادتها والدفاع عن مصالح الناس والتصدي للهدر ومحاربة الفساد".

وتابع: "نحن نحمل مشروع الدولة الفعلية الذي هو مشروع مشاركة وسيادة ونزاهة وكرامة، وانماء وعدالة وهوية واحدة جمهورية قوية وما نريده وتريدونه هو لبنان الحرية والسيادة والاستقلال، هو لبنان العدل والنظام والقانون هو لبنان المؤسسات والخير العام".

وختم: "على هذا الأمل نفتتح مركز رميش في القوات اللبنانية ونحمل الأمانة ونجتهد سعيا وراء وطن لطالما حلم أجدادنا وآباؤنا به".

وألقت البروفسور إيمان عون كلمة أهالي بلدة رميش تحدثت فيها عن تاريخ رميش وعطاءاتها والأزمات الصعبة التي مرت بها من الفقر والعزلة وشح المياه والقلق الدائم على الوجود والمصير، وبخاصة أثناء الاحتلال الإسرائيلي".

وقالت: "عزلنا يومها داخل ما سمي بالحزام الأمني فضاقت الأفق وانقطعت العلاقة مع العلم والإبداع إلى حد كبير. إلا أن ابن رميش لم يقف مكتوف اليدين بل شمر عن ساعد البطولة والعزة وحب العمل، فكانت شتلة التبغ التي ارتوت من عرق جبينه رفيقة دربه ومعجن خبزه واليوم وفي محطة مهمة من محطات السياسة وحرية التعبير فإن رميش تقف سعيدة لتحتضن بيتا للقوات اللبنانية بعدما حضنت قبله بيتا للتيار العوني".

وختمت: "أن افتتاح هذا البيت هو تأكيد وترسيخ للوجود المسيحي في هذه المنطقة التي تعد من الأطراف وهو قيمة إضافية لنا، نريد هذا البيت للقوات أن يكون بيتا لكل رميشي وكل جنوبي، مسلما كان أم مسيحيا يعمل على مصلحة ومستقبل جنوبنا ولبناننا".

والقى عضو القيادة في القوات الياس حصروني كلمة تحدث فيها عن جهاد وتاريخ رميش والمنطقة الحدودية الجنوبية، قائلا: "اننا نعيش في منطقة مختلفة منذ اكثر من اربع مئة سنة، نعيش مع جيراننا في السراء والضراء، الطائفية عندنا كبيرة الكبائر والمذهبية اثم، وكما عاش اجدادنا في هذه المنطقة نحن على دروبهم سائرون وراحتنا ممدودة للجميع، وقلوبنا وبيوتنا وعقولنا مفتوحة امام الجميع، نحترم خصوصية الاخر ويحترمنا الاخر، ونحن باقون على وصية الاباء والأجداد وهي محبة الجار واحترامه وقبوله كما هو". 

وختم مطالبا بفتح مركز جديد اخر في بلدة دبل، معاهدا ب "البقاء على العهد والوفاء للقضية وللقوات ولدماء الشهداء والتعلق بلبنان والعيش بحرية وكرامة".

وتخلل الاحتفال أفلام وثائقية عن تاريخ رميش بين الماضي والحاضر. وعن نشأة القوات والمراحل الاولى التي مرت بها مرورا بالأحداث اللبنانية إلى قيام الدولة إلى الوقت الحاضر.

واختتم الاحتفال بقص شريط افتتاح المركز، وقص قالب الحلوى وحفل كوكتيل على شرف الحضور.