القوات: تبدي أسفها على ما يفعله باسيل، إذ لم يعُد بإمكانها السكوت، فهل نفذ صبرها؟
 

لاشك أن الأجواء المتوترة عادت بين «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر»، بعد الهدنة القصيرة بين الطرفين، والتي أطاح بها وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل كما أطاح بالمبادرة الرئاسية الرامية إلى التهدئة السياسية من أجلِ مواصلة مفاوضات تأليف الحكومة، الأمر الذي أدى إلى أسف القوات بإطاحة باسيل لتلك المبادرة.


وفي هذا السياق، أبدت مصادر «القوات اللبنانية» أسفَها من ما يفعله باسيل وقالت نقلاً عن صحيفة "الجمهورية":  إنّ "للصبر حدوداً، إذ لم يعُد بإمكانها السكوت عن الإساءات التي استهدفتها"، مستغربةً "خرق باسيل للهدنة، وهجومه العنيف الذي أدى إلى خرقٍ فاضح للهدنة المتفَق عليها معه والتي رعاها الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية"، معتبرةً "أن القوات هي من أعلنت الهدنة أولاً ومن طرفٍ واحد في مرحلة أولى، ثم بالاتفاق مع باسيل في مرحلة ثانية".


وقالت المصادر نفسها، أنه "لو كان الوضع معاكساً، بمعنى انه لو خرَجت القوات عن هدنة دعا إليها رئيس الجمهورية لكانت قامت الدنيا ولم تقعد وانهالت الهجومات على القوات بأنّها تستهدف العهد ولا تقيم وزناً لدور رئاسة الجمهورية ومقامِ الرئاسة، ولكن في الوقت الذي التزَمت القوات الهدنة ولو على حسابها، وأطاح باسيل هذه الهدنة على رغم انّه الأَولى بالمحافظة عليها"، متسائلةً عن "الخلفيات الكامنة وراء تصعيد باسيل الذي يفترض به أن يكون أوّلَ من يلتزم الهدنة احتراماً لمبادرة الرئيسين عون والحريري".


وأعتبرت المصادر أنّ "القوات قدّمت كلّ ما يمكن تقديمه، وسهّلت كلّ ما يمكن تسهيله، وتجاوبَت مع مبادرة الرئيس المكلف ومن ثمّ مبادرة رئيس الجمهورية، ولكن ما المطلوب منها أكثر من ذلك؟".
كما وأكّدت "أنّ من يؤلف الحكومة هو الرئيس المكلف بالتعاون مع رئيس الجمهورية وليس الوزير باسيل"، واضعةً "كلّ محاولات باسيل الالتفافية على مبادرة رئيس الجمهورية في عُهدةِ الرئيس عون ليحكمَ ويبنيَ على الشيء مقتضاه".