قال متمردون سوريون يوم الاربعاء إن المحادثات مع روسيا حليفة النظام بشأن جنوب البلاد انهارت بعد أن هددت موسكو بشن هجوم عسكري جديد إذا لم توافق على شروط استسلام صارمة.
وفي حين، تدعم روسيا الهجوم الذي شنّته قوات الرئيس السوري بشار الأسد منذ أسبوعين ضد المتمردين في محافظتي درعا والقنيطرة الجنوبيتين. غير انها تتوسط في وقت واحد في المحادثات مع بلدات المتمردين من أجل الاستسلام عن طريق التفاوض .
وافقت أكثر من 30 بلدة على العودة إلى سيطرة النظام وتركزت المحادثات على ما تبقى من أراضي المتمردين في ريف غرب درعا والنصف الجنوبي من المدينة. كما اجتمع المتمردون مع وفد روسي بعد ظهر الأربعاء لتسليم قرارهم بشأن اقتراح موسكو باستيلاء النظام على بقية الجنوب.وبعد حوالي 90 دقيقة من بدء الاجتماع، أعلنت قيادة المتمردين المشتركة في الجنوب أن المحادثات "فشلت".
وقالت القيادة في بيان على الانترنت "فشلت المفاوضات مع العدو الروسي في بصرى الشام بعد أن أصروا على تسليمن أسلحتنا الثقيلة."وقال المتحدث باسمهم إبراهيم جباوي إن المحادثات لم تسفر عن أي "نتائج" لأن موسكو أصرت على تسليم المتمردين لأسلحتهم الثقيلة دفعة واحدة.
وانتهت الجلسة". وقال جباوي لوكالة فرانس برس انه لم يتم تحديد اجتماعات مستقبلية.
وحسب مصدر مقرب من المحادثات فان المتمردين سيكونون مستعدين لتسليم أسلحتهم الثقيلة على مراحل متعددة. وجاء الاجتماع بعد جلسة استمرت ساعات يوم الثلاثاء، حيث اقترح المتمردون انسحاب الجيش من البلدات التي أعيد الاستيلاء عليها والمرور الآمن إلى أراضي المعارضة في أماكن أخرى للمقاتلين أو المدنيين غير المستعدين للعيش تحت سيطرة النظام.
لكن موسكو رفضت بشكل قاطع الشروط، حسب المصدر، ورد عليها بمقترح مضاد.
وأبلغت المفاوضين أن عمليات نقل السكان لم تكن على الطاولة في الجنوب، رغم أنها وافقت عليها في مناطق أخرى مثل الغوطة الشرقية وحلب.
وأصرت روسيا على عودة الجيش إلى مواقعه قبل عام 2011، وستتولى الشرطة المحلية المدن بالتنسيق مع الشرطة العسكرية الروسية.وكان المصدر قد قال قبل اجتماع الأربعاء إنه من المتوقع أن يقدم المتمردون "إجابتهم النهائية".
واضاف المصدر "اليوم ستكون الجولة الأخيرة - إما أن يوافق المتمردون على هذه الشروط ، أو سيتم استئناف العمليات العسكرية".
ونقلًا عن المرصد السوري لحقوق الإنسان فالغارات الجويّة توقفت لعدة أيام للسماح بإجراء مفاوضات.ولم ترد تقارير فورية عن استئناف القصف أو أي أعمال قتالية أخرى بعد انهيار المحادثات.واستخدمت موسكو مواعيد نهائية صارمة في الماضي مع المتمردين لكنها مددت في بعض الأحيان.
لقد وسع هذا المزيج من الضغط العسكري والاستسلام المتفاوض عليه من سيطرة النظام على محافظة درعا إلى حوالي 60 بالمائة، وهو ضعف ما كان عليه عندما بدأ عملياته في 19 يونيو.
وتسببت أعمال العنف في نزوح ما بين 270 ألفا و 330 ألف شخص وفقا للأمم المتحدة التي يقع العديد منها جنوبا إلى الحدود مع الأردن أو الغرب بالقرب من مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل.وأبقت الدولتان حدودهما مغلقة على الرغم من الدعوات المتزايدة من جماعات حقوق الإنسان للسماح لسوريين بالهروب إلى بر الأمان.
يعقد مجلس الأمن الدولى اجتماعا طارئا مغلقا يوم الخميس حول الهجوم.
تجمع الأهالي والنازحون من سكان درعا أمام مكاتب الأمم المتحدة في بلدة يسيطر عليها المتمردون في محافظة القنيطرة احتجاجاً على التقاعس العالمي.وقال علي سلهدي وهو معارضون "المدنيون الذين فروا وانتهوا من العيش في خيام أو بدون خيام في العراء نظموا هذا الاحتجاج أمام مكاتب الأمم المتحدة ليطلبوا من الأمم المتحدة والعالم الحماية والضمانات الدولية لحياتهم".وكان وزير الخارجية الاردني ايمن الصفدي في موسكو يوم الاربعاء لاجراء محادثات مع نظيره الروسي سيرجي لافروف. ودعا الصفدي إلى وقف إطلاق النار في الجنوب، قائلاً إن الوضع المتطور "ذو أهمية كبيرة" للأردن.
وفي الوقت نفسه قال لافروف إن موسكو تساعد الجيش السوري "على إقناع" المتمردين بإلقاء أسلحتهم.
ترجمة وفاء العريضي
نقلًا عن عرب نيوز