إنّ الاكتئاب أسبابه كثيرة، ومن الصعب التعافي منه في بعض الحالات. إنّ حالة الاكتئاب التي تمرّ بها الأم مختلفة عن تلك التي تمرّ بها المرأة العزباء، إذ إنّ اكتئاب الامومة سواءٌ عانت منه قبل الولادة او بعدها، له تأثير على أطفالها، ومن الممكن أن ينعكس سلباً عليهم دون قصدها ذلك. في سياق متصل أثبتت دراسات أنّ الامهات المصابات بالاكتئاب لا يتفاعلن مع اطفالهن بالقدر اللازم، كما يؤثر اكتئابهن في ذكاء الطفل حيث يتراجع معدل ذكائه.
من هنا أوضح اختصاصيون أنّ هناك تأثيراً لاكتئاب الام على الاطفال خلال مراحل أعمارهم المختلفة، وذلك في أطر متعددة أبرزها:
• يؤثر الاكتئاب في نموّ الطفل الصحي، ويكون هناك تباعد بين الام وطفلها خصوصاً في الاعوام الثلاثة الاولى من عمره
• يؤدّي الاكتئاب لدى الام الى آثار سلبية في سلوك الطفل
• عدم التفاهم بين الام وطفلها، ما يؤدي الى عدم استيعاب الطفل لاوامر والدته
• القدرات العقلية لدى الطفل ايضاً تتأثر، فقد اثبت الدراسات أنّ التحصيل العلمي لبعص الاطفال يكون سببه اكتئاب الام
• تعلّق الطفل بالأب والتواجد معه طوال الوقت، والهروب من الام
• اصابة بعض الاطفال بأمراض نفسية يصعب التعامل معها.
كذلك أجريت دراسات عدة حول هذا الموضوع ووجد الباحثون في هذا الاطار دوراً حاسماً لأنماط التفاعل بين الأم وطفلها، فعندما كانت التفاعلات أكثر تزامناً أي أكثر انسجاماً مع بعضها، وعندما كانت الأمهات أقل تدخّلاً، أظهر الأطفال مستوى معالجة أعلى لفهم حالة الآخرين في هذه المنطقة الحساسة من الدماغ.
من جهة أخرى أشارت دراسة أيضاً بشأن الوقاية من الإصابات أنّ احتمالات تعرّض الأطفال خلال سنّ ما قبل المدرسة للإصابات يزيد إذا كانت أمهاتهم قد أصبن بأعراض اكتئابية خلال الحمل أو بعده، كما أنّ هذا الخطر المتزايد يكون أكبر بالنسبة للبنات عن الصبيان.
كما أظهرت دراسة أُقيمت في البرازيل أنّ أعراض الاكتئاب لدى الأمهات لها صلة بخطر تعرّض الأطفال لإصابات وتزيد من فرضية جديدة بأنّ اكتئاب الأمهات ربما يكون خطراً بالنسبة للفتيات بشكل خاص.
بالاضافة الى أنّ الحوادث مثل السقوط على الأرض والحروق والغرق والتسمّم وحوادث السيارات من الأسباب الرئيسة للوفاة بين الأطفال.
ويمكن أن تساهم عوامل كثيرة في وقوع إصابات بين الأطفال مثل المساكن غير الآمنة وسوء متابعة الأطفال والضغوط في الأسرة وشخصية الطفل. وربطت دراسات من بريطانيا واليابان أيضاً بين اكتئاب الأم وزيادة خطر تعرّض الأطفال لإصابات.
من هنا أجمعت الدراسات على أنّ اكتئاب الأم قد يسهم في خطر تعرّض الأطفال لإصابات بعدة طرق. فعلى سبيل المثال إنّ أطفال الأمهات المكتئبات يزيد لديهم احتمال الإصابة بمشكلات سلوكية والتي تمثل أحد عوامل خطر التعرّض لإصابات.
كذلك إنّ أعراض الاكتئاب نفسها قد تجعل الأم أقل اهتماماً بالنصائح الأمنية ومتابعة الطفل بالإضافة إلى أنّ استجابتها الفورية للأوضاع غير الآمنة تكون أقل.
من ناحية أخرى بإمكان الأم العمل على ضبط هذه الحالة من خلال إرشادات علاجية للتخلّص من اكتئاب الحمل:
• جلسات استرخاء: من الضروري ان تهتم الأم بنفسها، باعتبار انها تؤثر على الطفل ونموّه، لذلك هي بحاجة الى الاسترخاء
• تقليل الاعمال وعدم بذل جهود اثناء فترة الحمل والحصول على وقت كاف من الرحة
• التواصل الدائم مع الاصدقاء و الاقارب وعدم الابتعاد عنهم
• ممارسة الرياضة المناسبة للحمل إذ تساعدك على التخلّص من آلام الحمل والتوتر وتنشط الدورة الدموية
• استشارة طبيب عند الحاجة وطلب المساعدة.
وأخيراً إنّ تأثير اكتئاب الام على الاطفال متفاوت ولا يمكن تعميمه على الجميع، نظراً الى ان هذا المرض اسبابه مختلفة واشكاله متنوّعة.