أكدت إختصاصية التغذية، ناتالي جابرايان، لـ»الجمهورية» أنّ «تعرّض أيِّ نوع من الهورمونات المرتبطة إمّا مباشرةً أو غير مباشرةً بالوزن للاختلال، يؤثر سلباً في وظائف الجسم ليؤدّي بالتالي إلى زيادة الوزن ومشكلات صحّية جدّية. دورُها فائق الأهمّية لأنّ تعرّض واحد منها لأيّ خلل ينعكس على وظائف أخرى في الجسم».
وتطرّقت في ما يلي إلى الهورمونات الأكثر تأثيراً في البدانة ودهون الجسم:
إنسولين
هذا الهورمون مسؤول عن تنظيم مستويات السكر في الدم، وفي حال معاناة مقاومة الإنسولين، التي تكون شائعة جداً بين أصحاب الوزن الزائد، فإنّ الخلايا لا تستجيب له ولا تستخدم الطعام للطاقة. كما أنّ ارتفاع مقاومة الإنسولين يؤدي إلى كمية إضافية من الإنسولين في الدم تقوم بتخزين الدهون التي كلما زادت ارتفعت البدانة ومعها مشكلات صحّية أخرى كالتريغليسريد، والكولسترول، والضغط، وتشمّع الكبد. ارتفاع الإنسولين سريعاً يؤدّي إلى انخفاض السكر في الدم، والعصبية، والانزعاج، والعجز عن التركيز، والسكري ومشكلات أخرى. تبيّن أنّ الحميات المرتكزة على السكر، والكربوهيدرات المصنّعة، والدسم هي الأكثر تحفيزاً لزيادة الوزن ومقاومة الإنسولين. لخفض هذه الأخيرة يجب على الشخص الحصول على كمية معتدلة من الدهون الجيّدة، كاللوز والجوز والأفوكا والسمك وزيت الزيتون، وتناول البروتينات المنخفضة الدهون، والتقيّد بحمية قليلة الكربوهيدرات. كذلك من المهمّ الصوم المتقطّع نحو 16 ساعة والاكتفاء بالأكل 8 ساعات مع اختيار المواد الصحّية، والحرص على ممارسة الرياضة بانتظام.
كورتيزول
يُعرف بهورمون التوتر الذي يدفع الجسم إلى حرق سعرات حرارية كثيرة، الأمر الذي يستدعي لاحقاً التعويض بكميات طعام أكبر. أيّ نوع من التوتر يمكن أن يرفع الكورتيزول، ما يزيد الشهية على الكربوهيدرات، ويُفاقم دهون البطن، ويسبب خسارة العضلات، ويزيد السكر في الدم. لتفادي ذلك يُنصح بالانخراط في تمارين مُهدِّئة كاليوغا، والتأمل، والمشي في الطبيعة. فضلاً عن ضرورة معالجة مشكلات النوم لأنّ الساعة البيولوجية ستتأثر في هذه الحال ما يؤدّي إلى مقاومة الإنسولين.
غدّة درقية
وتحديداً قصور الغدّة الدرقية الذي يسبّب زيادة الوزن، جنباً إلى أعراض أخرى تشمل تساقط الشعر، وهشاشة الأظافر، وإمساك، وتعب، وكآبة... يمكن تصحيح ذلك عن طريق الأدوية، والرياضة، والحمية، لكنّ خسارة الوزن تستدعي بعض الوقت. من الضروري حذف السكر، والأطعمة المصنّعة والغنيّة بالملح، والتمسّك بالمأكولات الطبيعية كالفاكهة والخضار والمكسّرات والبيض، وتناول مكمّلات اليود في حال نقصه في الجسم.
تستوستيرون
إنه يرفع الرغبة الجنسية عند الرجل، وكثافة العظام، والكتلة العضلية، والذاكرة، وحرق الدهون. لكنّ تدنّي مستوياته يؤدّي إلى انخفاض العضلات، وزيادة الدهون، ورفع البدانة والتوتر.
إستروجين
كثرة هذا الهورمون لدى النساء والرجال على حدّ سواء هو عامل خطر للبدانة لأنه يؤثر في الدماغ، ومسؤول عن استهلاك الطعام، وتوزيع الدهون في الجسم. أظهرت الأبحاث أنّ ارتفاع الإستروجين يزيد الدهون، ويُصعّب القدرة على خسارة الوزن، ويسبب مشكلات في الذاكرة، ويحفّز الكآبة.
سيروتونين
أو الهورمون المُعزِّز للمزاج. انخفاضه في الجسم يزيد الشهيّة خصوصاً على الكربوهيدرات والسكريات، ويرفع الكآبة، ويؤثر في القدرة على تحمّل الألم، وعملية الهضم، وتنظيم حرارة الجسم. يمكن تعويضُه من خلال التعرّض لأشعة الشمس، والحصول على مكمّلات الفيتامينات B في حال نقص مستوياتها في الجسم، وممارسة الرياضة بانتظام، وتغيير العادات التي تنعكس سلباً على المزاج.
لبتين
عبارة عن هورمون يؤثر في زيادة الوزن، ويتمّ إنتاجُه من الخلايا الدهنية. الحصول على كمية عالية من الأطعمة الدهنية المصنّعة يؤدّي إلى ارتفاع اللبتين الذي يخرج من الخلايا الدهنية لمنح الشعور بالشبع. لكن مع مرور الوقت ينتج من ذلك عدم استجابة الجسم له، فتغيب إشارات الشبع ويرتفع الإدمان على الطعام. لخفض هذه المشكلة يجب تقليل كمية الكربوهيدرات، وزيادة الدهون الصحّية والبروتينات باعتدال.
وختاماً، علّقت جابرايان بالقول إنّ «الغذاء الجيّد، والرياضة المنتظمة، وإجراء فحوصات دورية للتأكّد من أنّ كل شيء يسير على ما يُرام، والعلاج بالهورمونات البديلة عند الحاجة، كلها مفاتيح أساسية لضمان التوازن الهورموني وإتمام أهمّ وظائف الجسم بأقصى فاعلية».