مسك الروس بناصية سورية وأمست الدولة القادرة على التحكم بمسار الأحداث فيها وبالطريقة التي تراها مناسبة وقد ساعد الروس على سيطرتهم في سورية إدارة أوباما التي سهلت للروس دورهم كجهة مسؤولة عن الوضع السوري وعجز الأوروبيين عن المبادرة دون إذن مباشر من الولايات المتحدة الأمريكية كما كان للعرب الدور الأبرز في تشجيع الروس على دخول الحرب السورية لوضع حدّ للدور والنفوذ الإيراني وساهم الإيرانيون أيضاً في تهيئة الظروف لاستقبال الروس على طبق من دم بعد عجزهم عن حسم المعركة في حيّ من أحياء دمشق وكل ما فعلوه صفقات تبادل في المناطق السهلة عليهم والصعبة على المعارضة السورية.
دخلت روسية الحرب في حركة استعراضية عسكرية استخدمت فيها كل أنواع الأسلحة كدعاية للبضاعة الحربية الروسية وهذا ما دفع بتجار السلاح الى اعتماد السلاح الروسي بعد عرضه الناجح وتجربته الحية في سورية وتمكنت وبسرعة قصوى من إعادة التوازن المفقود ما بين النظام وحلفائه والمعارضة وحلفائها ومن ثم تمكنت من ميل كفة الميزان لصالح الأسد ولولا وجود جنود أميركيين وفرنسيين في سورية لكانت سورية قطعة واحدة في صحن النظام.
نجاح الروس في مهمتهم الروسية عائد الى ظروف متعددة ومنها المساعدة القائمة من جميع الدول والأطراف المعنية في الحرب السورية حتى أن المعارضة السورية نفسها نظرت للوجود الروسي كضرورة بديلة عن الوجود الإيراني وراحت المعارضة السورية تتعاطى مع روسيا تعاطي المستخف بها وقد جرها بوتين الى قفص النظام من خلال مشاركتها في أعمال سوتشي الذي أرادته روسيا بديلاً عن جنيف وبعد أن وهّن من تمثيلها كونها لا تمثل المعارضة بل طرفاً في معادلة المعارضة بعد أن اجترح الروس معارضات من سنخ النظام.
إقرأ أيضًا: إيران غير محجبة وغير ملتحية
إن ما يجري في جنوب سورية من حرب أبادت فيها الطائرات الروسية قرى بكاملها وأطلقت من خلالها موجات من النزوح الكثيف الى المجهول بعد أن رفضت المملكة الهاشمية فتح الحدود للقوافل السورية النازحة من بيوتها المدمرة بعد أن وضعت روسيا المعارضة داخل فخها من خلال ما يسمى بمناطق خفض التصعيد انقلبت على الاتفاقيات وحسمت سريعاً أمر هذه المناطق دون أي حركة تُذكر للدول الغربية والعربية وهذا ما دلّ على أن الروس مؤيدون من قبل الدول التي تدعي وصلاً بالمعارضة السورية.
لو أن إيران هي من تقوم بما تقوم به روسيا دون زيادة أو نقصان هل وافق الغرب والعرب على دور إيران المشبوه تجاه السوريين؟
حتى المعارضة السورية بالكاد أن يطلع صوتها ضدّ روسيا فسكوت الجميع ودون اتخاذ مواقف جريئة ضدّ الروس يعني أن هناك مبايعة ومباركة للدور الروسي حتى أن السياسات الاعلامية للأطراف والجهات المعنية في سورية والتي تقف الى جانب المعارضة السورية ولكن بدون مسؤولية تعمل لصالح الدور الروسي بحيث لا نسمع من وسائلها ووسائطها الإعلامية عن الروس ما تقول فيه عن إيران المشوّهة والمشبوهة دائماً.
في نظرة سريعة للحرب السورية يتبيّن لنا حجم الدمار والكوارث المرتكبة من قبل النظام والمليشيات المتطرفة وكل من إيران وروسيا إلآّ أن للروس بصمة كبيرة على جبين كل مقتول ومصاب سوري تجاوزت فيه بصمات الآخرين.
يبدو أن العرب في هيصة من أمرهم طالما أن ذبح رقاب العرب السوريين يتم بواسطة السكين الروسي وهو ذبح ذو أصول شرعية لذا يندرج تحت عنوان الذبح الحلال في حين أن الذبح الإيراني الفارسي غير شرعي ولهذا يندرج تحت عنوان الذبح الفارسي الحرام.