حذر مصدر فرنسي رفيع نقلاً عن صحيفة "الحياة"، "أن تأخير تشكيل الحكومة في لبنان يقلق أوساط باريس المسؤولة، لأن البلد لا يستعيد حركته، ومن ناحية أخرى فإن عدم تشكيل الحكومة يعني أن رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري يصمد بعض الشيء ولا يتنازل، وأنه من الأفضل ألا تراه الأوساط يوافق على أمور غير مناسبة، فالأفضل أن يصمد".
أما على صعيد المنطقة لاسيما فيما يخص (الأزمة السورية)، قال المصدر ذاته إن "لدى باريس معلومات مفادها أن (حزب الله) يعيد نصف مقاتليه من (سوريا) إلى لبنان ويقدر عددهم ببضعة آلاف"، موضحاً: "أن عناصر الحزب المقاتلين في (سوريا) كان يتراوح عددهم ما بين ٥٠٠٠ و٨٠٠٠ والآن نصفهم يعود".
وعما إذا كانت باريس ترى أن التأثير السوري في لبنان لا يزال قوياً، قال المصدر: "إن الملاحظ ان بعض اللبنانيين لا يزالون يخشون ذلك، وأن المخابرات اللبنانية مرتبطة جزئياً بدمشق وما زالت هناك لسوريا قدرة على القيام باغتيالات وعمليات إرهابية في لبنان، ولكن هناك انقلاباً في المعادلة بين الحزب ودمشق، اذ أصبحت الآن الأخيرة هي التي تحتاج إلى الحزب وليس العكس".
مضيفاً، و"هذا يعني أن وحدها طهران التي تعطي الأوامر للحزب، حتى ولو أن الحزب اكتسب استقلالية محدودة لأنه حارب وحده من دون الإيرانيين في دمشق، ولم يكن تحت قيادة الحرس الثوري في (سوريا) عسكرياً".
وقال المصدر إن "باريس تقول للدول الخليجية إنها إذا عززت دعمها لكل الأطراف اللبنانيين الذين ليسوا تابعين للحزب فستتمكن من أن تكون أقوى منه لأن القاعدة الشعبية للحزب لم تعد راغبة بخوض حرب، في حين أن الحزب بنى شعبيته لمدة طويلة على أنه السبيل لتحقيق كرامة الشيعة اللبنانيين وحصلوا الآن على ذلك، وهذا واضح من إعمار منطقة الجنوب والأثرياء الشيعة في لبنان غير الراغبين بالحرب، في حين أن الحزب يستمد قوته من الحرب" على حد قول المصدر.