قدّرت منظمة الصحّة العالمية أنّ نحو نصف حالات الأنيميا في العالم ترجع إلى نقص الحديد. وهذا الأخير يُصيب خصوصاً الحوامل، والأولاد، والنساء اللواتي يتعرّضن لدورة شهرية شديدة، والأشخاص الذين يتبرّعون بالدم بانتظام، والنباتيين.
من المعلوم أنّ قلّة الحديد تسبّب التعب، والدوخة، وشحوبَ البشرة، وضيق التنفس، لكن هذا ليس كلّ شيء! في الواقع، يمكن للجسم أن يقوم بردّات فعل أخرى وصَفها العلماء بالـ»غريبة» عند وقوعه في هذه المشكلة الصحّية:
شهيّة غير غذائية
في حين أنّ الباحثين في صدد معرفة السبب، إلّا أنّ المصابين بنقص شديد في الحديد يرغبون غالباً في تناولِ مواد لا علاقة لها بالغذاء، كالأوساخ، والوحل، ونشا الذرة، والكرتون، ومعدّات التنظيف، إستناداً إلى «National Heart, Lung and Blood Institute». تُعرف هذه الحالة بالـ»Pica» ويصعب رصدها بما أنّ الأشخاص يخجلون من الاعتراف بهذا النوع من الإدمان الغريب. إنّها تُصيب تحديداً الأولاد أو الحوامل، لكنّ الدراسات وجَدت أيضاً أنها تُطاول البالغين. إذا كنتم تشكون من هذه الشهيّة الغريبة، فإنّ تعزيز استهلاككم للحديد قد يساعدكم إذا كان النقص موجوداً بالفعل.
أظافر على شكل ملعقة
إلى جانب ضعفِ الأظافر وهشاشتها، فإنّ أطافر الملعقة قد تُشير أيضاً إلى مشكلة كامنة في الحديد. سُمّيت كذلك لأنها تكون رقيقة بشكل غير طبيعي، وفاقدة للتحدّب لتصبح مسطّحة أو مقعّرة الشكل، تماماً كالملعقة. وبما أنّ هذه الحالة قد ترجع أيضاً إلى التعرّض لمُذيبات بترولية وغيرها من الأمور، تنصح «American Academy of Family Physicians» الأطبّاء بإجراء اختبار دم لأنيميا نقص الحديد عندما لا تكون الأسباب الأخرى واضحة.
تشقّق الشفاه
المصابون بنقص الحديد قد يعانون نوعاً معيّناً من تشقّق الشفاه يُعرف بالتهاب زاوية الشفاه الذي يجعل من الصعب الأكل، أو الضحك، أو حتى الصراخ. في دراسة شملت 82 شخصاً يعانون التهابَ زاوية الشفاه، وجد الباحثون أنّ 35 في المئة منهم يعانون انخفاض الحديد. في مِثل هذه الحالات، فإنّ علاج هذا الالتهاب بمفرد بواسطة المرهم لن يكون فعّالاً. يستدعي الأمر معالجة قلّة الحديد الكامنة لمنع التشقّق من الحدوث مرّة أخرى.
تنميل الساقين
الأطبّاء غير متأكّدين بعد كلّياً، لكنّ الأبحاث وجَدت أنّ مستويات الحديد المنخفضة قد تكون السبب وراء متلازمة تململِ الساقين التي تسبّب الشعور بالحرق، والألم، والتنميل، أو الإحساس بحشرات تزحف داخل الساقين. في الواقع، توصّلت دراسة عام 2013 شملت 251 شخصاً يعانون أنيميا نقص الحديد إلى أنّ انتشار هذه المتلازمة بلغ نحو 24 في المئة، أو 9 مرّات أكثر من الطبيعي.
إنتفاخ اللسان بغرابة
هناك عارض آخر مجهول قد يُشير إلى نقص الحديد، يُعرف بالتهاب اللسان الضموري، أو اللسان المنتفخ والأملس. في هذه الحال يتّسع اللسان حتى تختفي النتوءات التي تكون ظاهرة عادةً على سطحه. هذا الانتفاخ قد يسبّب مشكلات في المضغ، أو البلع، أو التحدّث. في دراسة عام 2013 أجريَت على 75 شخصاً يعانون فقر الدم المرتبط بنقص الحديد، خلصَ الباحثون إلى أنّ نحو 27 في المئة منهم يشكون من التهاب اللسان الضموري، إلى جانب جفاف الفم، والشعور بالحرق، ومشكلات أخرى تُصيب صحّة الفم.
شهيّة مستمرّة على الثلج
وفق سلسلة تقارير نُشرت في مجلّة «Pediatric Hematology and Oncology»، فإنّ هذه الحالة تندرج ضمن الشهيّة على مواد لا علاقة لها بالتغذية، كما وإنّها من الأعراض الشائعة لنقص الحديد الشديد. رغم أنّ أسبابَها غير واضحة، يعتقد بعض الخبراء أنّ مضغَ الثلج يرفع الوعي لدى المصابين بقلّة الحديد التي تؤدّي حتماً إلى الخمول والتعب، أو أنه يُهدّئ اللسان المنتفخ.