شهد كأس العالم المقام حاليا في روسيا مشاركة إعلامية نسوية غير مسبوقة، مما يوحي بحدوث تقدم على صعيد النوع الاجتماعي، لكن هذا الأمر لم يبرز كثيرا بسبب طغيان أخبار التحرش الجنسي في المونديال.
وقالت صحيفة "غارديان" البريطانية في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، إن مونديال روسيا شهد حوادث تحرش "مروعة" طالت مشجعات وصحفيات وغيرهن في روسيا.
واستعرضت الصحيفة البريطانية حوادث التحرش في المونديال، التي بدأت في يومه الأول مع انتشار فيديو يهين فيه مشجعون برازيليون امرأة روسية، إذ كانوا " يعلمونها" ترديد كلمات نابية بلغة لا تفهمها.
وتكرر الأمر مع سيدة أخرى، عندما طلب مشجعون لمنتخب كوستا ريكا سيدة روسية بالمشاركة في أغنية بالإسبانية فيها كلمات بذيئة، وحاول مشجع كولومبي إجبار مشجعتين يابانيتين على قول كلمات لا أخلاقية.
اعتداء على الصحفيات
أما حال الصحفيات فقد كان أسوأ، إذ كان التحرش الجنسي بحقهن جسديا، حين حاول شخص تقبيل المراسلة الرياضية البرازيلية جوليا غيمارايش عنوة، لكنها تصدت له قائلة: "لا تفعل ذلك. لن أسمح لك بفعل ذلك. مطلقا".
أما مالين وهالبرغ فهي مراسلة تلفزيونية سويدية تعرضت هي الأخرى لقبلات مباغتة من مشجع، بينما كانت تتحدث على الهواء مباشرة، وحاول الاستمرار في عملها لكن الإحراج بدا واضحا عليها.
ولم تكن مراسلة تلفزيون "دوتش فيلا" الألماني أفضل حالا، إذ أمسك بها رجل وطبع قبلة على وجهها عنوة ووضع يده على جسدها، وقالت جوليث جونزاليس ثيران بعدما تعرضت للتحرش: "نحن لا نستحق أن يحصل معنا هذا".
وطال التحرش أيضا مديرة المراسلين الرياضيين في صحيفة "غارديان"، مارثا كيلنر، التي قالت إنها تعرضت لمحاولة تحرش وسرقة بينما كانت تتناول عشاءها في موسكو، كما حدث ذلك مرات عدة بينما كانت عائدة إلى مقر إقامتها.
تحرش غير مسبوق
وقالت شبكة "fare"، التي تكافح العنصرية والتحيز الجنسي في كرة القدم، إنها وثقت 35 واقعة تحرش واعتداء جنسي في كأس العالم بروسيا، غالبيها في موسكو، وأكدت مسؤولة فيها: "هذا أكبر رقم نشهده في كأس عالم".
واعتبرت الشريكة المؤسسة للشبكة آنا كيسيل، أن القصص عن الاعتداءات الجنسية في المونديال غير مفاجئة، إذ سمعت من كثير من المشجعين قولهم إن كرة القدم هي مكان للذكور، متجاهلين حقيقة أن كثير من النساء يعشقن هذه الرياضة مثل الرجال.