وسالم زهران هذا هو أحد أبرز "مُطبّلي ومُزمّري" الطبقة السياسية الحاكمة والمدافع بضراوة عن مواقفها وسياساتها واهواءها وفسادها وطغيانها، يتحدث على الهواء مباشرةً في مقابلة مع قناة Nbn التلفزيونية عن مخازي العهد ورئيسه بتوقيع مرسوم التّجنيس - الفضيحة، حسب تعبير زهران نفسه، وبما أنّ زهران مُقرّب من الرئيس بري ودوائر "حزب الله"، وعلى صداقة وتواصل (كما يدّعي) مع مدير عام الأمن العام اللواء إبراهيم، فهو على اطّلاعٍ تام على ما يحويه هذا المرسوم من فضائح ومخازي وتجاوزات وانتهاكات، فقد تبيّن بعد تحقيقات وتدقيقات الأمن العام أنّ خمسةً وثمانين (85) شخصية حظيت بالجنسية اللبنانية هم في عداد المشبوهين بقضايا احتيال وسرقات وتجارة ممنوعات وتبييّض أموال، لا بل إنّ عدداً منهم مُدان بجرائم قضائية داخل لبنان وخارجه، وإمعاناً في الفضيحة واستخفافاً واستهتاراً بتقرير اللواء عباس إبراهيم ، جرى استدعاء هؤلاء "المشبوهين" الذين أسبغ الله عليهم نعمة الجنسية اللبنانية إلى دوائر وزارة الداخلية "للبصم" والحصول على الهوية وذلك حتى الساعة الحادية عشرة ليلاً (مع أنّ الموظفين نادراً ما تراهم خلف مكاتبهم في وضح النهار).
إلاّ أنّ أكثر ما يستفزّ الإعلامي - البوق سالم زهران أنّ "حزب الله" لم يكن على علمٍ بالمرسوم، إذ لو كان على علم ودراية لهان الأمر، كرّرها زهران عدّة مرات في مقابلته، إلاّ أنّ زهران لم يتورّع كما تورّع أمينُ "حزب الله " عن ذكر مخازي المرسوم وتجاوزاته، وتركها للقاءٍ مغلق مع رئيس الجمهورية، فعمد زهران للافصاح عن اشتمال المرسوم على إسم "نصّابٍ" جزائري وآخر إيراني، والأدهى والأمرّ أنّ بعض من نال الجنسية لم تطأ "قدميه" أرض لبنان، هكذا ردّدها زهران مرّتين، ذلك أنّه لم يتناه لمسامع رئيس مركز الارتكاز الإعلامي أنّ المُثنّى يُرفع بالألف ويُنصب ويُجرّ بالياء، إلاّ أنّ زهران فضّل "النصب" بدلاً من الرّفع، جرياً على عادة المسؤولين الذين يأكلُ من خبزهم ويضرب بسيفهم.
إقرأ أيضًا: فداء عيتاني لا تبتئس في غربتك، فقد اعتدنا ثقافة الاستبداد الداعشية