"السنة الحالية أفضل السنوات سياحيا..." قالها الرئيس ميشال عون أمام زواره قبل أيام، مبشرا بصيفٍ واعدٍ سياحياً على الرغم من التعثر الحكومي.
حمل "ليبانون ديبايت" هذه الكلمات إلى أهل الاختصاص للتأكد ما إذا كان الكلام يتوافق وأرقام الواقع السياحي أم أنه مجرد كلام سياسي يحاول إطفاء حمّى الاقتصاد بقشور التفاؤل.
متفائلٌ هو الإعلامي المختصّ بشؤون مطار رفيق الحريري الدولي الزميل درويش عمار، ويرى أن الموسم السياحي هذا الصيف سيكون واعداً ومزدهراً، بعكس بعض التوقعات والنظريات التي تتحدث عن ركود سياحي في البلد.
ويسند عمار تفاءله على الأرقام ويؤكد لـ"ليبانون ديبايت" أن الرحلات تبين أن أعداد الوافدين إلى لبنان عبر مطار بيروت بدأت منذ شهر حزيران الماضي بالارتفاع تدريجيا حتى لامست في أواخر الشهر ذاته ما يزيد عن 18 ألف وافد من معظم البلدان يومياً. بينما تراوح عدد الوافدين في الايام السابقة من حزيران بين 12 و15 ألف وافد يومياً. وهي الأرقام التي لامست هذه الأعداد في السنوات الماضية وزادت عنها بقليل.
أما حركة المغادرة من المطار، تحافظ على مستواها النسبي في مثل هذه الفترة من السنة، والسبب ما تنظمه شركات الطيران ومكاتب السياحة والسفر من رحلات سياحية متعددة إلى الخارج. وهذه الرحلات ترفع من نسبة المغادرين ومن ثم وصول الوافدين ما يجعل من نسبة الوافدين ترتفع إلى 18 ألف. علماً أن العام الدراسي في معظم دول الخارج انتهى، ما يشجع المغتربين المحبين للبنان، خصوصاً، وأجانب وعرب، عموماً، على زيارة البلد.
يتوقع درويش أن تزيد نسبة السياح هذا العام خلال شهري تموز وآب لا سيما أنه في النصف الأخير من آب يصادف عيد الأضحى المبارك، ما يزيد من عدد الوافدين الى لبنان لقضاء إجازة العيد، عدا عن الذين جاؤوا بداية الصيف.
وعن جنسية الوافدين، يلفت عمار إلى أن معظم زوار لبنان هم من المغتربين اللبنانيين الوافدين من دول الخليج، والولايات المتحدة، وكندا، والبرازيل، والأرجنتين، ممن ينتظرون الصيف لقضاء اجازتهم في لبنان الذي اشتاقوا له.
أما نسبة الوافدين من العرب (معظمهم قطريين، بالإضافة إلى سعوديين وكويتيين). فيما نسبة الأجانب خجولة لأن وجودهم مرتبط بالاستقرار السياسي والأمني في لبنان، اذ كلما زاد الاستقرار السياسي كلما زاد عدد الوافدين العرب والأجانب الى لبنان. فالعرب وتحديداً الخليجيون بانتظار قرار من دولهم للسماح لهم بالعودة إلى لبنان، والأجانب يهتمون لزيارة لبنان صيفاً لما يتميز به من تنظيم مهرجانات فنية وسياحية وثقافية.
ويرى عمار أن تشكيل الحكومة يشجع المترددين على حسم قرارهم والمجيء إلى لبنان مع بداية فصل الصيف. ويلفت إلى أن أمور كثيرة اخرى تشجع السواح لزيارة لبنان مثل مراقبة الدولة للأسعار، وقطاع الخدمات من تحسين لزحمة السير واسعار ونوعية الاتصالات والكهرباء. وهي الأمور التي تقع مسؤوليتها على الوزارات المعنية. ويشير إلى أهمية الترويج السياحي للبنان في الخارج من قبل وزارة السياحية ومكاتب السفارات والقنصليات.
بدوره، يؤكد نقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر لـ"ليبانون ديبايت" أن الموسم لا يزال في بدايته، لكنه أفضل من السنة الماضية بنسبة توازي 8 في المئة، وإذا ما قورن بسنوات ما قبل 2010، فهو متراجع بنسبة 30 في المئة.
ويلفت إلى أن نسبة الإشغال للفنادق تحسنت عن السنة الماضية، إذ تبدو بداية شهر تموز جيدة، فاقت نسبة الإشغال فيه خلال أول 10 أيام 65 في المئة، بينما كانت في السنة الماضية 50 في المئة وما قبل 2010 كانت تصل إلى 80 و90 في المئة. وكما في المطار كذلك في الفنادق، أغلب الحجوزات هي للمغتربين بينما إقبال العرب والاجانب خجول.
إلا أن لا حجوزات لشهر آب المقبل بعد، كون الإشغال تحسن لكن من دون تحسُّن السعر، كون الأخير يتأثر بالإقامة الطويلة. وهي الخطوة التي لم يعد يُقدم عليها الوافدون إلى لبنان. الأمر الذي لا يسمح بارتفاع عدد الوافدين عبر المطار أن ينعكس ايجاباً على الفنادق، لأن مدة الإقامة قصيرة. وتتأثر الإقامة عادةً بالعوامل السياسية والأمنية بشكل كبير.
ويتمنى الأشقر أن يتم تشكيل الحكومة ببيان وزاري يريح المنطقة بأسرع وقت لتشجيع المغتربين والعرب والاجانب على زيارة لبنان وقضاء فصل الصيف فيه، لأن الاستقرار السياسي يعطي صورة أفضل عن لبنان.