رأى النائب السابق نضال طعمة، أنّ "جدلية التأثير الخارجي في الملف الحكومي، ما زالت غبارها تخفي تصرّفات وسلوكيّات، تختصر منظومة لبنانية قائمة في الأساس على الإفادة من جنة الحكم وللأسف الشديد"، مشيرًا إلى أنّ "الروح الحزبية ما دامت تعمل لمكاسبها الآنية، والحصص الطائفية هي نواة الحوارات الفكرية، والمصالح الفئوية هي الأساس الّذي ننطلق منه كقوى سياسية، ستبقى حالنا انتظارات فارغة لفرص قد تقتنع فيها المكوّنات المشاركة في جنّة الحكم بحصص في موازين ربحها وخسارتها، وقد لا تفعل فتستمرّ مرحلة المراوغة وإضاعة مزيد من الوقت".
وأوضح في بيان، أنّ "من هنا، يمسي الكلام عن الفساد مطوّلات شعرية لا تقدّم ولا تؤخّر، فالفساد المعشعش في نفوس الناس، وسلوكيّاتهم اليومية ومواقفهم السياسية وصوتهم الإنتخابي، عمّقته القوى السياسية في البلد لتخلق نوعًا من مصلحة للناس وتحافظ على القطعان المشكلة هنا وهناك"، مؤكّدًا أنّ "العلاج يحتاج فعلًا إلى مبضع الجراح، فلنكف عن حفلات الزجل ولنصارح اللبنانيين بعمق مشاكل بلدهم ولاسيما الإقتصادية، عسى اللبناني يعي دوره في لعب دوره كمواطن، في محاسبة نفسه وتنقية سلوكياته، وهذا إنّ صحّ يشكّل المدخل الرئيسي للإصلاح، والدرب الفعلي لمكافحة الفساد".
وركّز طعمة على أنّ "لا شكّ في أنّ المصالحات في البلد تسهم بشكل كبير في تعزيز الإصلاح المأمول، ولكن أي مصالحات؟ إنّ تكريس الهوية الطائفية للمواطن اللبناني في إطار تعاطيه مع أخيه المواطن، هي إعادة هيكلة لما هو موجود وموروث"، سائلًا "ماذا تعني عبارة المصالحات الضيقة الّتي يتحدّثون عنها، وضرورة المحافظة عليها؟ هل المطلوب أن تتصالح كلّ جماعة دينية مع نفسها، لتحاول أن تحصل مغانم أكثر من حصص الآخرين؟ أم المطلوب أن يتصالح اللبناني مع ذاته أوّلًا، مع قيمه المنفتحة على كلّ الناس، ليقيم شراكات عابرة للطوائف ومتجاوزة للذات، فالبلد يحتاج إلى منطق العطاء لا الأخذ، ما يتكامل مع فكرة الإصلاح التي ذكرناها آنفا".
ونوّه إلى "أنّنا نشدّ على يد رئيس حكومة تصريف الأعمال المكلف تشكيل الحكومة الجديدة سعد الحريري أن يكمل سعيه، ومحاولاته الواضحة لعدم حرق أوراق التشكيل، ولكن ليس إلى أمد غير محدود"، متوجّهًا إلى الحريري، قائلًا إنّ "مصارحة اللبنانيين تحفظ أوّلًا مكانتك الكبيرة في قلوبهم، وتعزّز ثقتهم بك الّتي ترجموها بوضوح في الإنتخابات النيابية الّتي خضتها مراهنًا على حضورك بينهم وليس على أي شيء آخر".