رعت النائب بهية الحريري احتفال تخريج الدفعة التاسعة والعشرين من طلاب ثانوية رفيق الحريري، في حضور مفتي صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان، الأب توفيق حوراني ممثلا المطران ايلي حداد، رئيس بلدية صيدا محمد السعودي، المنسق العام ل"تيار المستقبل" في الجنوب ناصر حمود، رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في صيدا والجنوب محمد حسن صالح، رئيس جمعية المقاصد الخيرية الاسلامية في صيدا يوسف النقيب وفاعليات تربوية واقتصادية واستشفائية وأهلية واهالي وعائلات الخريجين وأسرة المدرسة ولجنة الأهل.

بعد النشيد الوطني وكلمة للطالبة جنان القادري، ألقت الحريري كلمة توجهت فيها بالشكر لطالبات وطلاب ثانوية رفيق الحريري وإدارتها ومعلماتها ومعلميها على "هديتهم المميزة لصيدا وأهلها لما حققوه في نتائج الشهادة المتوسطة فحازت ثانوية رفيق الحريري المرتبة الأولى على مستوى لبنان بفوز طالبتها المميزة نادين فادي الحاج شحادة إبنة إقليم الخروب في الجوار العزيز وأعطى طلاب المدرسة مرتبة الجيد جدا لأهالي المدينة وجيد جدا للادارة والهيئة التعليمية الذين نشكرهم على تعبهم ونقدر جهودهم من أجل تحقيق هذه النتيجة المميزة. هذه النتائج تضعنا جميعا أمام مسؤولياتنا لكي تكون صيدا وجوارها دائما مدينة ومجتمعا تليق بطموحات أبنائها وإرادتهم بالعيش الكريم والمميز وطموحاتهم الكبيرة في العلم والمعرفة والعمل. هذه النتائج نهديها لكل من رافقنا على مدى 36 عاما، منذ العام 82، يوم أسس الرئيس الشهيد رفيق الحريري هذه المدرسة في مجمع كفرفالوس الذي اعترض سبيله الحقد الأعمى على صيدا وجوارها فكان الشهيد الأول الذي دمره الإحتلال الإسرائيلي الذي لم يستطع أن يثني من عزيمتنا أو يقهر إرادتنا بما نريده لصيدا وجوارها بأن تكون منطقة نموذجية وأن يتسلح أبناؤها بالعلم والمعرفة تحقيقا للعدالة التربوية والاجتماعية والاقتصادية".

أضافت: "36 عاما ونحن وإياكم نواكب طموحات بناتنا وأبنائنا وها نحن اليوم نحتفل بالدّفعة التاسعة والعشرين من خريجات وخريجي ثانوية رفيق الحريري التي ملأ خريجاتها وخريجوها الجامعات والمعاهد بنجاحاتهم وتفوقهم وأسسوا أسرا مستقرة وساهموا في نهضة مدينتهم وتحديثها وتأمين كل أسباب الإستقرار المعيشي والمدني والعمراني. فخورون بأن صيدا هي من أكثر المدن اللبنانية تحضرا وتكاملا في بنيتها التحتية ومشاريعها الإنمائية ومخططاتها المستقبلية، ومدينة صيدا تكاد تكون من المدن القليلة التي سلكت طريق التكامل البيئي وتحدياته الكثيرة والمتجددة بعد أن استطعنا أن نعالج تراكمات عقود طويلة من الإهمال والفوضى، والكثير من المناطق تتطلع لأن تبلغ ما بلغته صيدا تربويا وصحيا وتجاريا وبيئيا، إذ أننا أنجزنا الكثير ونحتاج إلى مزيد من الإنجازات لاستكمال مسيرة النهوض والتقدم. وأردنا هذا العام أن ننتقل إلى تحدي ما بعد التخرج".

وشددت على ان "مدينة صيدا وحدها تعرف كيف يفكر أبناؤها بمستقبلهم معلنة عن نتائج استمارة وضعتها مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة في تصرف الشباب ليعبروا من خلالها عن طموحاتهم وتطلعاتهم وهواياتهم وتوجهاتهم العلمية والوظيفية، وهذه الاستمارة على صعيد طلاب الثانوية اظهرت ان 34% لديهم توجهات في العلوم الطبية، و2% يرغبون في دراسة الحقوق و1% الآداب ، 7% السياحة ، 3% الإعلام ، 3.6 % الصيدلة ، 2.3% الزراعة ، 1% العلوم ، 5% العلوم الإجتماعية ، 32 % الهندسة - 40% منهم إناث و60 % ذكور، 3% إدارة الأعمال والمحاسبة ، 3.35% التربية ، 3.6% الفنون، و2% الإنخراط في القوى الأمنية والجيش. هذه الأرقام تستدعي منا أهال وإدارة ومؤسسات تربوية وأهلية أن نحلل هذه النتائج ونقارنها مع مقتضيات سوق العمل والضرورات الاقتصادية والاجتماعية لأن مسؤوليتنا ما بعد التخرج أكبر بكثير من مسؤوليتنا في بلوغهم مرحلة التخرج".

وتابعت: "بعد ستة وثلاثين عاما نريد وإياكم الاستمرار في المشاركة في المسؤولية اليومية في تأمين الإستقرار الأمني والإجتماعي والإقتصادي والمهني لكي يجد بناتنا وأبناؤنا البيئة الضرورية للبقاء في مدينتهم والإستثمار فيها والنهوض بمستقبلها. كما فعلتم أنتم بتمسككم بالبقاء في هذه المدينة والحفاظ على وجهها الجميل وتماسكها الإجتماعي، ومنعنا معا العبث في الأمن الإقتصادي والإجتماعي وكيف أننا استطعنا بالصبر والثبات والإرادة في النهوض والتقدم وأن نحقق الإنجاز تلو الإنجاز".

وقالت: "ندعو كل طاقات صيدا وفي مقدمتهم رجال الأعمال الكبار لكي يتنافسوا في الإستثمار في صيدا لكي تبقى صيدا مدينة تليق بطموحات أبنائها الذين منحوها المرتبة الأولى على مستوى لبنان والجيد جدا والامتياز في كل امتحاناتهم وفي انتظامهم في الحياة التربوية والاجتماعية التي هي إنعكاس لانتظام أسرهم وإرادتهم في بناء السلم الأهلي والاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، وخصوصا أن الإستبيان يقول أن 78% من طالباتنا وطلابنا يتطلعون إلى العمل في القطاع الخاص و12، 7% في القطاع العام، و7% في كلا المجالين. كما أن نسبة استعدادهم للتطوع وخدمة المجتمع 75،4% .. و21،2 % لا يرغبون. وكما أن نسبة التطلع من طالبات وطلاب صيدا للدراسة في الجامعات المركزية والعالمية هي 92،4%".

ودعت الى "لقاء موسع يصار فيه لمناقشة هذه الإستمارة لما تضمنته من ميول ومواهب ومهارات رياضية لكي نحقق معا صيدا المدينة المتكاملة والمتطورة التي تحاكي مستقبل بناتها وأبنائها".

وختمت الحريري: "صيدا لن تعود إلى ما قبل مسيرة هذه الثانوية التي أسسها الرئيس الشهيد رفيق الحريري لكي تكون منطلقا ونموذجا للبنان العدالة والمساواة والإستقرار الإقتصادي والإجتماعي، لبنان النهوض والتقدم والإزدهار. وإنني بانتظار المرتبة الأولى والجيد جدا في نتائج الشهادة الثانوية في الأيام المقبلة لتبقى صيدا في المرتبة الأولى على مستوى لبنان، وكلي ثقة بطالباتنا وطلابنا والهيئة الإدارية والتعليمية لثانوية رفيق الحريري وبأهالي صيدا ومدارسها، وسنبقى وإياكم نعمل ليل نهار من أجل تحقيق طموحات بناتنا وأبنائنا في وطن يليق بإنسانيتهم وعلومهم ومهنهم وطموحاتهم".

ابو علفا
بعد ذلك تحدثت مديرة الثانوية هبة ابو علفا فاعتبرت ان "يوم التخرج هذا هو تتويج ل 2500 يوم دراسي أي ما يقارب الـ20000 ساعة تعلم وتعليم وتحضير وتخطيط وتدريب وترقب للنجاح أحيانا وخيبة الأمل عند الفشل في أحيان أخرى وحلم الوصول إلى هذا اليوم، يوم استلام شهادة التخرج والإنطلاق إلى العالم الأوسع". وقالت: "منذ 36 عاما طمح الرئيس الشهيد رفيق الحريري إلى إنشاء مدرسة نموذجية تمثل مبادئه وتطلعاته وعمل القيمون من حينها على تحقيقِ هذه الرؤية الرائدة. وها نحن اليوم وبتضافر جهود جميع أفراد أسرة المدرسة، نحرص على متابعة المسيرة عبر تمكين طلابنا من المهارات الأكاديمية، الحياتية، الإجتماعية والشخصية. إنها مهمة تتطلب عملا دؤوبا وسعيا متواصلا لمواكبة كل المستجدات التربوية محليا وعالميا لاختيار المناسب والفعال. ونذكر على سبيل المثال لا الحصر افتتاح فرع الاجتماع والإقتصاد وفرع المنهج الأجنبي American System والتعاون مع مركز ليبس لدعم ومساعدة الطلاب المتعثرين وتأسيس مركز الكتابة writing center باللغات الثلاث. ونتيجة هذه المشاريع وغيرها، حقق طلابنا نجاحات في أكثر من مجال ومسابقة ونالوا منحا جامعية بجدارة".

وشددت على "أهمية التكامل بين المدرسة والأهل لتثبيت هذه الركائز التربوية التي تحقق الخير للخريجين والخريجات وتؤمن لهم فرص النجاح"، مثنية على الدور الفعال الذي لعبه فريق من الخريجين القدامى وأضفى على المدرسة نكهة مميزة من خلال نشاطات قاموا بتنظيمها وعملوا على نجاحها.
وختمت بتوجيه الشكر لرئيسة المؤسسة النائب بهية الحريري على دعمها ورعايتها الدائمة لإستمرار هذه الرسالة وإلى الهيئتين الإدارية والتعليمية وجميع العاملين في المدرسة على تعاونهم وجهودهم".

وبعد كلمة بإسم الخريجين القاها الطالب آدم عبدالله وعرض فيلم من اعدادهم، قامت الحريري بمشاركة المديرة ابو علفا بتوزيع الشهادات على الخريجين والجوائز على الأوائل على الدفعة، وتقديم منحة السيدة رندة درزي الزين بمشاركتها، وتكريم الطلاب الأوائل في الشهادة المتوسطة، واختتم الاحتفال بلوحة فنية راقصة لفتيات نادي الرقص في الثانوية من تدريب المعلمة البينا يقطين. ورافق الاحتفال عزف على البيانو للطالبة ياسمين سعدالدين الزعتري.