اصبحنا دون منازع من الدول المستهلكة للنرجيلة بنسبة عالية ومتزايدة، فالممارسات المتبعة لتسويق النرجيلة والأرقام الناتجة عن مدى انتشارها في منطقة الشرق الأوسط ولبنان تكشف عن اننا "بلد مدخّن" بشكل مخيف.  

أظهرت الدراسة التي أعدت في منطقة شرق البحر المتوسط ان نسبة الأشخاص الذين دخّنوا النرجيلة في الكويت ومصر وسورية ولبنان ولو مرة في حياتهم تتراوح بين 20% و70%، في حين ان نسبة الأشخاص الذين يدخنون النرجيلة حالياً تتراوح بين 22% و44%.

هذه النتائج والأرقام التي خلصت اليها الدراسة التي أعدّتها مجموعة البحث للحدّ من التدخين في الجامعة الأميركية في بيروت تكشف ان واقع النرجيلة وانتشارها يتزايدان بشكل كبير.

حقيقة النرجيلة في لبنان

وكشفت منسقة عمل "مجموعة البحث للحد من التدخين" في الجامعة الأميركية في بيروت الاستاذة والمشاركة ريما نقاش في اتصالها مع "النهار" انه "في الدراسة التي أجريت بين النساء الحوامل في لبنان، أن نسبة 18% من النساء أفدن انهن دخّنّ النرجيلة ولو مرة واحدة خلال حملهن، في حين ان نسبة 1% منهن أفدن انّهن دخّن النرجيلة طيلة فترة الحمل. ان النساء يتحولن الى مدخنات نرجيلة بشكل متزايد". 

وتضيف نقاش ان "في ظل المونديال والسهرات، تزداد حملات الترويج والتسويق للنرجيلة بطريقة مباشرة وغير مباشرة، ولقد أثبتت الدراسات ان الترويج للنرجيلة يؤثر في سلوك الشخص والإدمان على النرجيلة دون الشعور بذلك".

بين السموم والترويج

ان الترويج المكثف للأدوات، كالمبسم والفلتر اللذين يتخيّل الناس انهما يجعلان تدخين النرجيلة غير مؤذٍ، هو ترويج مضلل يزيد بشكل خاطئ من سلامة استعمال هذه الأدوات. وتشير الدراسة الى ان الفحم "الذي يوضع على التنباك ليحترق يُرجح انه يزيد من المخاطر الصحية لأنها تنتج سمومها الخاصة عندما تحترق، ومنها اول أكسيد الكربون الذي يُشكّل أخطر هذه السموم. كما ان أنواعاً جديدة من الفحم يتمّ تسويقها للاستعمال الخاص بالنرجيلة. 

كذلك ان ورق الألومنيوم الذي يستعمل مع التنباك المعسّل قد يكون مصدراً للمعادن في الدخان، نحن بحاجة الى إجراء المزيد من التحقيقات عن الموضوع. كما ان وضع العلامات المضلّلة كمحتوى القطران والنيكوتين الذي قد يشير ضمناً الى السلامة يجب ان يمنع.

اهم المخاطر الصحية

وفق دراسة "مجموعة البحث للحدّ من التدخين" في الجامعة الأميركية في بيروت فإن "دخان النرجيلة يُنتج كمية قطران في جلسة واحدة توازي الكمية التي يُنتجها تدخين علبة كاملة من السجائر. يحتوي دخان النرجيلة على مركبات سامة كأول اكسيد الكربون، والفورمالديهايد والهيدروكربون العطري المتعدد الحلقات والنيتروجين وأسيد النيتريك والزرنيخ والمعادن الثقيلة وغيرها من المواد الكيميائية المسبّبة للسرطان. وحتى إذا مرّ الدخان الذي ينتج عن النرجيلة عبر الماء، فهو لا يزال يحتوي على مستويات مرتفعة من المركبات السامة. لذلك فإن مدخّني النرجيلة معرّضون للإصابة بالأمراض نفسها التي يُسبّبها تدخين السجائر بما فيها السرطان وأمراض القلب وأمراض الجهاز التنفسي".