أسوأ عناوين الفلتان... وشهوات مُحتدمة لتقاسم جبنة الحكومة!
 

مقابل الإيجابية التي تمّ ضخها على سطح المشهد الداخلي، هناك قراءة متشائمة لمرجع سياسي، قال فيها نقلًا عن صحيفة "الجمهورية": إنّ نظرة معمّقة الى مسار التأليف والمشاورات التي تجري بين القوى السياسية، تظهر أن ليس في حوزة طبّاخي الحكومة دليل حسّي ولَو بسيط، أو مادة صلبة يمكن الركون اليها للقول إنّ لهذه الإيجابية التي يجري ضخّها في الأجواء، مَعنًى، وأنّ حبل التعقيدات الطويل قد قُطع، وبدأ الوصل الجدّي لخيوط التأليف بذهنية التفاهم والتنازل والموضوعية، بعيدًا عن الذهنية السياسية المعقّدة التي تعطّل كل هذا المسار، والتي تبدأ وتنتهي عند شهوة الحكم والاستئثار والتسلّط.

بدوره، أضاف المرجع: هذه الإيجابية، سواء أكانت جدية أم ظاهرية، تسبح في بحر التجاذبات السياسية والشهوات المحتدمة على تقاسم جبنة الحكومة ومغانمها وملذّاتها، ولا تعني اللبنانيين الذين لا همّ لهم سوى إخراجهم من سحن المعاناة المتعددة الوجود والالوان الذي يُحبَسون خلف قضبانها، فالناس تشكو ممّا آلت اليه أحوالهم، التي هي انعكاس لحال بلدهم المهترىء على كل المستويات، حتى صار وكأنه يعيش بالصدفة ويتنفّس رغمًا عنه، فيما تستفحل السموم القاتلة التي تنخر جسمه اقتصاديًا وماليًا واجتماعيًا ومعيشيًا وبيئيًا، ناهيك عن الفلتان السياسي الذي يضرب عميقًا في التخاذل والاستلشاء، وهنا الباعث والمسبّب الأساس لكل تلك السموم، وأخطرها الفلتان الأخلاقي الذي يُرهب الناس بالتسيّب وفوضى اللصوصية والسرقات والجرائم في كل مكان.

من جهته، أكد المرجع "أنّ أسوأ عناوين الفلتان هي افتقاد الناس للراعي الصالح الذي يضع همومهم وأولوياتهم فوق كل اعتبار، وأنّ من يفترض أن يشكو الناس إليه، هو المَشكو منه، الذي يبدو أنه يعيش في كوكب آخر يصمّ آذانه إلّا عن مصالحه، ويحقق رغباته التي يريدها لنفسه فقط، ومن بعده الطوفان".

في السياق، يخلص إلى القول أنه "في ظل هذا الوضع، وفي ظل العقلية القائمة أيّ حكومة ستتشكّل، وفي ظل هذا الوضع يصبح الكلام عن إيجابية أشبَه بنكتة سخيفة، فضلًا عن انّ لهذه المُفرَدة حكاية طويلة وقديمة مع اللبنانيين، الذين اعتادوا سماع هذه الاسطوانة بين حين وآخر، وأكد لهم تكرارها أنّ هذا النوع من الإيجابية، ما هو سوى تعبير كلامي يَستبطن الهروب إلى الأمام من الفشل، الغاية منه نَثر غبار في الأجواء الداخلية لحجب الرؤية عن حقيقة أنّ الأمور ما زالت في مربّع السلبية.