لم تحمل التحركات الأخيرة التي يقوم بها الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري أي جديد لافت على صعيد تأليف الحكومة، في ظل العقد التي لا تزال تتحكم بالتشكيل، رغم "أننا على أبواب تذليل كل العقد أمام تشكيل الحكومة"، كما قال نائب عن تكتل "لبنان القوي" الذي يترأسه وزير الخارجية ورئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل.
وفي ظل غياب أي أفق لموعد تشكيل الحكومة، أصدر الرئيس الحريري تعميمًا على الوزارات في ظل حكومة تصريف الأعمال يتعلق بوجوب التقيد بأحكام المادة 64 من الدستور في معرض تصريف الأعمال بعد اعتبار الحكومة مُستقيلة، نصَّ على الطلب من جميع الوزراء حصر ممارسة صلاحياتهم خلال فترة تصريف أعمال إدارتهم في نطاق الأعمال الإدارية العادية بالمعنى الضيق.
بدوره، رأى النائب سليم عون، عضو تكتل "لبنان القوي" نقلًا عن صحيفة "الشرق الأوسط": "إننا على أبواب تذليل كل العقد أمام تشكيل الحكومة رغم أننا لم ندخل في الوقت المحظور، وبإمكان الأمور أن تنتظر قليلا حتى تكون طبخة الحكومة قد نضجت"، موضحًا أن "مسؤولية معالجة العقد لا تقع على عاتق فريق واحد ومن حق الجميع أن يطالب بحصّته والحل بيد الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري".
وعن العلاقة بين "التيار" و "القوات اللبنانية" قال عون أن الهدنة سارية والحملات المتبادلة متوقفة، كما أن الاتفاق بين الطرفين ما زال ساريا إلا أن هناك بعض النقاط التي واجهت خللًا بالتطبيق بحاجة إلى معالجة ولكن من الصعب معالجتها قبل تشكيل الحكومة.
من جهة أخرى، تصدرت التباينات بين "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" في الأيام الأخيرة المشهد السياسي اللبناني، في ظل فشل المباحثات في حل العقدة المسيحية التي تتمثل بحصّة "القوات" تحديدًا، حيث تطالب الأخيرة بأربعة مقاعد وزارية بينها حقيبة سيادية أو خدماتية، بالإضافة إلى منصب نائب رئيس الحكومة، في وقت يتمسّك رئيس الجمهورية بأن يبقى مقعد نائب رئيس مجلس الوزراء من حصته، وفق العرف المعتمد منذ ما بعد اتفاق الطائف، فيما يعارض الوزير جبران باسيل بشدّة حصول "القوات" على أكثر من ثلاث حقائب وزارية، بما يجعل منه باسيل صاحب التمثيل المسيحي الأقوى في الحكومة.
من جهته، أوضح عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب جورج عقيص أن "القوات اللبنانية" قامت بخطوات في اليومين الأخيرين لتسهيل ولادة الحكومة، وهي تبدي دائماً المرونة والإيجابية تجاه مختلف الأطراف سعيًا منها لحلحلة العقد الحكومية وتحديداً العقدة المسيحية، لافتًا إلى أن حصة "القوات" في الحكومة تحددها نتائج الانتخابات والتفاهمات مع الشركاء المسيحيين التي لم تسقط ولا يجب أن تسقط، سائلًا: ما الذي يمنع حصول "القوات" على منصب نائب رئيس الحكومة وعلى وزارة سيادية؟ وقال عقيص إن الجميع يدرك أن اليوم ليس زمن المماحكات السياسية والتنازع على الصلاحيات الدستورية بل هو زمن معالجة المشاكل الإقتصادية الملحة، ومعالجة ملف النازحين، وهذه المعالجة تستوجب ولادة حكومة سريعة ومتجانسة.