أشار النائب في تيار "المستقبل" بكر الحجيري أن السلطات السورية وافقت على عودة 400 فقط من اصل 3000 نازح سوري سجلوا أسماءهم في عرسال للعودة الى بلداتهم وقراهم، لافتا الى ان اللجنة التي تتابع هذا الملف هي من تولت ارسال الأسماء فأتت الموافقة على نحو 400 اسم لا غير.
وأوضح الحجيري في حديث لـ"النشرة" أنه "بعكس ما يتم الترويج له أن الدولة السورية تسهل عودة النازحين والمشكلة الحقيقية هي مع سياسة الأمم المتحدة، فان ما نلمسه على الأرض هو أن السلطات السوريّة لا تريد لكل النازحين أن يعودوا الى ديارهم". وأشار الى أن القانون رقم 10 الذي أقرّه النظام السوري مؤخرا كما موافقته على عودة عدد من أفراد عائلة معينة ورفضه دخول باقي الأفراد الى سوريا ما يدفع الكثير من العائلات للبقاء في لبنان، كلها خطوات ومؤشرات تؤكد أن لا رغبة للنظام بعودة السوريين الى بلدهم.
ولفت الحجيري الى ان "عرسال عانت 7 سنوات من أزمة النازحين وقد تحملت البنى التحتية فيها أكثر مما تحتمل، حتى بتنا نعاني من أزمة بيئية نتيجة الصرف الصحي، وبالتالي نحن أول المستفيدين من اتمام هذه العودة في ظل وجود حوالي 65 ألف نازح من القصير وحمص والقلمون في بلدتنا". وقال: "لكنني كمواطن عرسالي أرفض تماما التواصل مع رئيس بلد هجّر أهله وقتلهم وقصفهم على مدار السنوات الماضية، كما أنني أعتبر أن قطع العلاقات بين الحكومتين اللبنانية والسورية موقف أخلاقي لا يجب التراجع عنه".
ورأى أن "الحل الأمثل لعودة النازحين، التي نتمنّاها بأسرع وقت ممكن، هي برعاية دوليّة كاملة، ليتمّ تأمين الحماية اللازمة للعائدين داخل سوريا، أما طردهم واجبارهم على العودة من دون أي غطاء، ومن دون موافقتهم، فأمر لا نؤيده".
وتطرق الحجيري للملف الحكومي، فأكد ان رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري يقوم بجهد استثنائي لتشكيل الحكومة الجديدة بأسرع وقت ممكن، لافتا الى أن هناك امكانية لحل العقد المطروحة حاليا. وقال: "رئيس الجمهورية العماد ميشال عون متجاوب تماما مع مساعي الحريري وهو أيضا متفائل جدا، وبالتالي المطلوب من كل الفرقاء تقديم التنازلات المتبادلة للانتهاء من عملية التأليف قريبا لأن البلد لا يحتمل الدلع".
وأشار الحجيري الى أن الحريري لا يعتبر أن هناك ما يسمى "عقدة القوات"، لافتا الى ان رئيس الحكومة المكلف يؤكد على حقهم بالتمثل كما يطالبون. وأضاف: "من المفترض أن تكون الامور قد تبلورت تماما خلال أسبوع".
وعن تلويح البعض بامكانية سحب التكليف من الحريري، قال الحجيري: "أصوات النشاز هذه التي نسمعها مرفوضة ومردودة لأصحابها الذين وصلوا الى المجلس النيابي بظروف غير صحيّة والكل يعرف ممارساتهم في حقبة غازي كنعان".