أقامت جمعية شؤون المرأة اللبنانية - دائرة جبل عامل الإقليمية، برعاية وزيرة الدولة لشؤون التنمية الادارية في حكومة تصريف الأعمال عناية عزالدين، احتفالها الخيري السنوي في قصر الخزامى، في حضور رئيسة جمعية شؤون المرأة اللبنانية رباب عون، عضو المجلس الإستشاري في حركة "أمل" نهاد الحسيني، عضو المكتب الإستشاري عايدة مزرعاني، الهيئة الإدارية للجمعية، مسؤولة مكتب شؤون المرأة في إقليم جبل عامل الحاجة هدية عبدالله، رؤساء جمعيات وفاعليات بلدية واجتماعية وثقافية وتربوية وصحية.
بداية تلا عباس عبدالحسين آيات بينات من القرآن، ثم النشيد الوطني ونشيد حركة "أمل".
وألقت عبدالله كلمة تحدثت فيها عن "المرأة الجنوبية المقاومة التي ثارت أمام مصاعب الحياة، والتي انطلق منها مكتب شؤون المرأة في حركة "أمل" وجمعية شؤون المرأة اللبنانية، ويعملان معا لتمكين المرأة وشخصيتها لتتخطى العواقب والقيود، مما أدى إلى توسيع آفاقها، وما هذا إلا من خلال فكر الإمام القائد السيد موسى الصدر الذي رسمه من سيرة سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء والسيدة زينب، فأبدعت المرأة اليوم بجدارة ومنها من سارت على خط الإمام القائد السيد موسى الصدر فرافقها بأي خطوة تطور، مؤمنة بأننا بحاجة إلى نساء يقوين العزائم في بناء أسرة صالحة لبناء مجتمع صالح، ودأب على هذا النهج دولة الأخ الرئيس الأستاذ نبيه بري وما زال الأول الذي يسجل دعمه للمرأة في كل المواقف".
وأضافت: "ما حفلنا اليوم إلا ترجمة لتلك الجهود المبذولة لعمل واقعي، والمرأة بشكل عام وفي حركة أمل بشكل خاص ترافق مسيرة المجد والشهداء والعلماء بل إنها في كل الميادين.
من هنا أقامت النساء ميادين المقاومة والجهاد، وبرزن مع المجاهدين فأثمر عزا وعنفوان، وشرف لنا أن يكون بيننا من هذه النماذج".
ثم ألقت عزالدين كلمت قالت فيها: "الحديث من خلال منبر مكتب شؤون المرأة في حركة امل له بالنسبة الي اهمية كبيرة. هذا الجسم الحركي الذي آمن به سماحة الامام السيد موسى الصدر منذ اطلاقه حركته المباركة في لبنان وخلال كل مراحل عمله وجهاده وكفاحه.
منذ البداية اعطى الامام الصدر المرأة دورا مهما ووظيفة فعالة وحضورا مميزا، وقد كانت المرأة اللبنانية عامة والجنوبية خاصة على قدر الثقة التي منحها اياها. فكانت في مقدم المسيرة، السباقة لأداء الدور الملائم في الظروف المختلفة، مقاومة ومربية للمقاومين والمقاومات وللمثقفين والمثقفات وللأطباء والطبيبات والمهندسين وللشعراء والمزارعين والمعلمين. كانت مدماكا اساسيا في هذه النهضة التي اسس لها الامام الصدر للجنوب وللبنان، فانتقلنا من مرحلة التهميش والاقصاء على مختلف المستويات الى مرحلة الشركاء الحقيقيين في صناعة القرار في هذا الوطن وفي تحديد مصيره ومساره".
وأضافت: "الحق يقال، ان دولة الرئيس نبيه بري استكمل المسيرة، فكانت حركة امل بقيادته من اكثر التنظيمات السياسية ايمانا بدور المرأة حيث كان القرار بوصول النساء الحركيات الى مواقع القرار داخل الحركة ومن ثم المشاركة في الانتخابات البلدية ترشحا وكان قرار توزير النساء واخيرا الترشيح الى الانتخابات النيابية".
وتابعت: "لقد كان الرئيس بري المسؤول الذي صدق مع النساء ونفذ وعده لهن بإيصال سيدات الى مواقع القرار على عكس المسؤولين الآخرين. وطبعا هذا هو عهدنا بدولة الرئيس نبيه بري، وهذا ما نتوقعه دائما منه".
ورأت أن "قضية المرأة اليوم من اهم القضايا المطروحة عالميا، وهي أحد أهم عناوين الحرب الناعمة في العالم، ما يزيد المسؤولية على عاتقنا. تصنف مكانة الدول انطلاقا من وضع النساء فيها وتصنع صورة المجتمعات بناء على صورة النساء فيها وكذلك قوة الاحزاب والتنظيمات السياسية اليوم التي لا يمكن ان نفصلها عن دور النساء وادائهن وفاعليتهن في مختلف المستويات التنظيمية.
إن هذا الواقع يضاعف علينا المسؤولية. نحن الحاملات لفكر الامام الصدر معنيات بتقديم صورة المرأة المسلمة كما يريدها الاسلام الحقيقي الذي حمله الامام الصدر في فكره وعقله وقلبه وخطابه. المرأة المتسلحة بكل المقومات العلمية والفكرية والثقافية الضرورية لمواكبة العصر وفي نفس الوقت المرأة المؤمنة بالله سبحانه وتعالى والتي تحافظ على اصالة قيمها الاجتماعية وعلى خصوصيتنا الثقافية. هي ليست بطبيعة الحال ولا بأي شكل من الاشكال المرأة التي ارادها الفكر الديني التكفيري الظلامي الذي مثلته داعش مؤخرا وفي نفس الوقت ليست المرأة الخاضعة والمرتهنة بشكل اعمى للمنظومة الثقافية الغربية التي اساءت للنساء وسلعتهن ومارست عليهن كل انواع العنف الرمزي وجعلت النساء اداة لتحريك وتزخيم الثقافة الاستهلاكية التي ساهمت بتراكم مشكلات العالم الاخلاقية والاقتصادية والسياسية".
واعتبرت أن "ما نحتاج اليه في مجتمعاتنا اليوم وفي لبنان وفي الجنوب هو المرأة الواعية المثقفة المنتجة المربية للاجيال المساهمة في العملية التنموية بكل ابعادها. كل التجارب والدراسات اليوم تؤكد ان لا تنمية دون مشاركة النساء ولا تطور ثقافي واجتماعي وسياسي دون مشاركة واعية وفاعلة من النساء لتحقيق اهداف منبثقة من تقديرات للاوضاع وتحديد للأوليات".
وختمت: "هذا ما يفترض ان تقوم به النخب الفكرية والثقافية والسياسية والحزبية. واعتقد ان مكتب شؤون المرأة في حركة امل هو من الجهات التي يمكن ان تقوم بهذا الدور وان تحدد الاهداف على مستوى لبنان كما على مستوى كل اقليم وكل منطقة وكل قرية ومن ثم بناء شراكات مع كل الاطراف المعنية لان الشراكة شرط لنجاح اي مبادرة مع التشديد على شرط اخر وهو الانفتاح على الاخرين وعلى كل مكونات المجتمع لاننا ابناء مدرسة الامام الصدر ومدرسة الرئيس بري القائمة على الانفتاح على الاخرين خاصة داخل مجتمعنا وبيئتنا".
وتضمن الحفل قصائد للشاعرة أسيل سقلاوي، وعرض فيديو يتضمن ابرز محطات حياة السيد موسى الصدر تحت عنوان: "شذرات من مسيرة الإمام موسى الصدر".
بعدها تم تكريم عزالدين والنساء اللواتي تعاقبن على مسؤولية شؤون المرأة المركزي في حركة "أمل" منذ التأسيس: رباب الصدر شرف الدين، نهاد الحسيني، أم محمد بيضون، عايدة مزرعاني، رحمة الحاج، شهناز ملاح، سعاد مهدي، وزوجة الشهيد مصطفى شمران غادرة جابر شمران.
وإختتم الاحتفال بتواشيح دينية للقارئة رنا حمزة.