على وقع التطورات المتسارعة التي تشهدها المنطقة والعالم وعلى امتداد الأزمات المتلاحقة من سوريا إلى اليمن والعراق وإيران، تتجه الأنظار الى القمة المرتقبة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين حيث أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه قد يلتقي نظيره الروسي فلاديمير بوتين في هلسنكي بعد قمة حلف الناتو في بروكسل الشهر القادم، وإنه سيبحث خلال اللقاء قضايا سوريا وأوكرانيا، وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون - الذي التقى بوتين في موسكو - إن الرئيسين الأميركي والروسي يتشاركان الرأي بأن القمة بينهما ستكون بناءة.
كما أكد مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف أن الجانبين اتفقا على موعد ومكان اللقاء، وسيتم الكشف عن التفاصيل في وقت لاحق.
لا شك أن القمة المرتقبة ستشكل مناسبة لبحث الكثير من الملفات الشائكة بين الطرفين بعد جملة من الأزمات تعرضت لها العلاقات الأميركية الروسية وأدت إلى توتر غير مسبوق عبر عنه الطرفان بطرد عدد من الدبلوماسيين في كل من واشنطن و روسيا.
وتأتي القمة اليوم على وقع الأحداث المتسارعة في المنطقة سيما ما يشهده الجنوب السوري من تطورات تتصل إلى حد كبير بالموقف الأميركي المستجد من الأزمة السورية الذي اعتبره متابعون بمثابة التخلي عن المعارضة السورية في مرحلة دقيقة و حساسة من الأزمة السورية.
وكشف معلق أمريكي في صحيفة "واشنطن تايمز" أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعلق أهمية استراتيجية على لقائه المرتقب بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأوضح تود وود عبر الصحيفة المذكورة أن سيد البيت الأبيض على دراية بمدى خطورة الوضع المخيم على الولايات المتحدة الأمريكية لذا فهو يسعى جاهدا إلى إقامة صداقة مع روسيا، وقال وود أن الزعيم الأمريكي أدرك أن الخطر المميت على بلاده يأتي من الصين وليس روسيا.
إقرأ أيضًا: ماذا يريد حزب الله من إطلاق حملة مستمرون على التواصل الإجتماعي؟
إبرام "صفقة" حول سوريا
وقالت مصادر متابعة أن الرئيس الأميركي ينوي مناقشة الأوضاع السورية مع الرئيس بوتين فيما خص وجود القوات الأميركية في سوريا، ويأمل الرئيس الأمريكي أن تؤدي مناقشة هذا الموضوع خلال لقائه المرتقب بالرئيس الروسي إلى إبرام "صفقة" لجلاء القوات الأمريكية عن سوريا، ويأتي ذلك إنطلاقا من رغبة سابقة لدى ترامب لإخراج القوات الأمريكية من جنوب غرب سوريا حيث عبر في أكثر من موقف أنه من الضروري أن يفعل ذلك في أسرع وقت.
ويأمل ترامب في تحقيق نيته هذه من خلال التفاهم مع الرئيس الروسي ووضع خطة تغادر بموجبها القوات الأمريكية منطقة الحدود السورية الأردنية، مقابل أن تضمن القوات السورية التي تستعيد السيطرة على هذه المنطقة مدعومة من قبل روسيا، خروج فصائل المعارضة السورية الآمن من هذه المنطقة، وفقا لشبكة "سي إن إن" الإخبارية.
وكشف ترامب للصحفيين أنه يتلهف للقاء بوتين ويتطلع إلى تحقيق التفاهم معه في إشارة إلى أن الولايات المتحدة ترغب في إنهاء الأزمة السورية بعد استنفاذ السبب التي أدت إلى التواجد الأميركي في سوريا وبعد انتهاء الأمور لصالح التنسيق الأميركي الروسي حول الأزمة السورية، وما يشهده الجنوب السوري اليوم لعله يكون التسويات الأخيرة للأزمة السورية وبالتأكيد فإن هذه التسوية لن تكون إلا بتفاهمات أميركية روسية قائمة على ضمان مصالح كل من الدولتين.