رسائل العيون أبلغ تعبيراً من الكلمات؛ فكيف اذا كانت من ابن السنوات الثلاث وهو يراقب مغيب الشمس في سهل البقاع الفسيح. شمس لونت بخيوطها الذهبية أشجار الحور الباسقة عند المنحنيات؛ ورمت على الجبال المطلة ألف علامة استفهام عما يجري في الطرف الآخر من منحدراتها وكيف سيكون مستقبل من يعيش عليها بعد عقد أو عقدين من الزمان؟
تراه قد سمع عن أخبار الحروب وويلات الشعوب وجشع الأنظمة فراح يسأل نفسه عن القادم من الأيام؟ أم انه يتساءل عما يحل بعد المغيب والى اين تذهب الشمس ولماذا يتعاقب الليل والنهار وهل مثلهما يتعاقب الحزن والفرح في حياة الإنسان الفرد ؛ العسر واليسر؛ الخير والشر؟
النظرات البعيدة الحالمة مع اليد على الخد تشعرك انك أمام كهل عجنته السنون وزادت في رأسه الهموم. فهل نقبل على الدنيا نحمل جينات الأحداث المفجعة كما نحمل جيناتنا الوراثية فنتشبث بالأمل وسيلة بقاء ويبقى الخوف رفيق يومياتنا؟.
ترى أهي لحظة تأمل في لحظة سكون ام لحظة تساؤل عما سيكون؟
نحاول قراءة أفكار أبنائنا وفي الحقيقة نقرأ أفكارنا. فنحن ندرك انهم ولدوا لزمان غير زماننا وربما لمكان غير مكاننا. في النهاية أحلامنا أصبحت من الماضي ولم نعد نملك للمستقبل إلا الدعاء. ودعاؤنا لك أيها الحفيد أن تكون أيامك هانئة وأن تكون نفسك راضية مرضية.
أنت المستقبل ونحن الماضي ولحظة الحاضر المشترك بيننا مساحة حب لا يقدر بثمن.
كل الحب، كل الدعاء.