قال مسؤولون من البلدين يوم الاربعاء ان الرئيس ترامب والرئيس الروسي فلاديمير ف. بوتين سيعقدان اجتماعًا منفردا في الاسابيع القليلة المقبلة وهو اجتماع أثار مخاوف بين الحلفاء الاوروبيين الكبار في الامم المتحدة.
وأكد مستشار الأمن القومي، جون ر. بولتون، الذي سافر إلى موسكو لإرساء أساس المواجهة ، في مؤتمر صحفي أن الاجتماع سيعقد. في وقت سابق، قال مسؤول روسي، يوري أوشاكوف، إن القمة ستعقد في "بلد ثالث" في غضون بضعة أسابيع.
التقى الزعيمان للمرة الأولى في يوليو الماضي خلال اجتماع قمة مجموعة العشرين في ألمانيا، واجتمعا مرة أخرى على هامش اجتماع دولي آخر، في فيتنام في نوفمبر.
لكنّ احتمالية عقد لقاء رفيع المستوى، والّذي من المفترض أنّه سيركز على العلاقة بين الولايات المتحدة وروسيا ، أثار مخاوف في أوروبا في ضوء التوتر المتزايد بين ترامب وحلفائه الأميركيين الكبار مثل ألمانيا وفرنسا وكندا.
وردًا على سؤال حول سبب عقد الاجتماع رغم التوترات بين البلدين، قال بولتون: "أود أن أسمع أحدهم يقول إن هذه فكرة سيئة".وقال إنه سيتم الإعلان عن موعد ومكان الاجتماع يوم الخميس.
وردا على سؤال حول ما إذا كان اللقاء يدل على "علاقة خاصة" بين البلدين - وهو مصطلح استخدم تقليديًا لوصف العلاقة بين الولايات المتحدة وبريطانيا، حليفها التاريخي - ردً بولتون بأنّ الفكرة "هراء كامل".
لم يقم بولتون بالإجابة على أحد المراسلين الذي طلب منه توضيح التقارير التّي وصفها ترامب بأن شبه جزيرة القرم - المنطقة الأوكرانية التي احتلتها وضمتها روسيا في عام 2014 - هي إقليم روسي لأن الناس يتحدثون اللغة الروسية هناك.
بولتون، وهو سفير سابق لدى الأمم المتحدة لسنوات قبل الانضمام إلى إدارة ترامب متشددًا على روسيا، لكنّه افتتح اجتماعًا مع بوتين يوم الاربعاء بمجاملة، وقال انّه يتطلع الى الاستماع من الزعيم الروسي "كيف تعامل مع كأس العالم بنجاح كبير" .
في الجزء المتلفز من الاجتماع، قال بوتين لبولتون: "يجب أن أقول مع الأسف أن العلاقات الروسية الأمريكية ليست في أفضل حال ، وقد سبق أن قلت ذلك مرارًا وتكرارًا في العلن وأنا أقول هذا الآن "إنّي أعتقد أن هذا يعود بشكل كبير إلى الصراع السياسي الداخلي الحاد داخل الولايات المتحدة. "
أعرب مسؤولون أوروبيون عن مخاوفهم من أن اجتماعا بين ترامب وبوتين قد يحجب أو يقوض اجتماع قمة لحلف الناتو في بروكسل يومي 11 و 12 يوليو، لا سيّما إذا ما انتهى اجتماع المجموعة بحدّة، حيث أن اجتماع مجموعة 7 في كندا فعل.
لقد كان أعضاء حلف الناتو متحمسين لتقديم جبهة موحدة، لكنّ ترامب قال إن الدول الأوروبية لا تتحمل نصيبها العادل من النفقات العسكرية، وقد تصادم بمرارة مع القادة الأوروبيين بشأن التجارة والهجرة.
وفي الوقت نفسه، ظل ترامب مترددًا في انتقاد بوتين وحريصًا على سير الاجتماع، على الرغم من التوترات المرتفعة بين روسيا والغرب بشأن أوكرانيا وسوريا والتدخل في الانتخابات. وقال أوشاكوف إن بولتون والمسؤولين الروس ناقشوا لفترة وجيزة مسألة التدخل في الانتخابات. وأكدّ أوشاكوف: "من جانبنا، أعلنا بوضوح أن الحكومة الروسية لم تتدخل في العمليات الأمريكية، لا تتدخل ولن تتدخل في انتخابات عام 2016".
يسعى ترامب لعقد اجتماع مع بوتين منذ مارس، عندما اتصل بالرئيس الروسي لتهنئته بالفوز بفترة أخرى في انتخابات كان ينظر إليها على نطاق واسع في الغرب على أنها خدعة. خلال محادثتهم ، طرح ترامب فكرة أن بوتين يمكن أن يزور البيت الأبيض، وهو أمر لم يفعله الرئيس الروسي منذ عام 2005.
لقد قاوم بعض المسؤولين في الإدارة مثل هذا الاجتماع، واعتبروه ذا نتائج عكسية في وقت يخضع فيه التدخل الروسي خلال الانتخابات الأمريكية 2016 والروابط المحتملة لحملة ترامب للتدقيق. كما طرد البلدان في الآونة الأخيرة بعض دبلوماسيي بعضهما البعض بعد تسميم مارس الجاسوس الروسي السابق الذي يعيش في بريطانيا.
وفي هذا الشهر، حثّ ترامب الأعضاء الآخرين في مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى على إعادة روسيا، التي طُردت بعد تدخلها المسلح في أوكرانيا في عام 2014 والاستيلاء على شبه جزيرة القرم.
ورفض أعضاء آخرون هذا الاقتراح باعتباره غير مناسب ، طالما استمر الكرملين في دعم الانفصاليين المتمردين في شرق أوكرانيا. وتعثرت تسوية سلمية في أوكرانيا تعرف باسم اتفاق مينسك الثاني إلى حد كبير. ولم يتضح ما إذا كان بولتون سيسعى للحصول على تنازلات من روسيا بشأن أوكرانيا أو مسائل أخرى في اجتماعاته يوم الأربعاء.ويمكنهم، حسب قول كاراجانوف، إضفاء الطابع الرسمي على التعاون في سوريا الذي يجري بالفعل، وتمديد أو تعديل اتفاقات الأسلحة الاستراتيجية. "لا يمكن أن يكون هناك انفراجات واتفاقيات نهائيّة".
هناك فكرة واحدة يُعرب عنها على نطاق واسع في موسكو هي أنّ ترامب سيحب عقد صفقات مع روسيا ، إلا أن المؤسسة السياسية الأمريكية التي لا رجعة فيها تتعارض مع روسيا في وجهات نظرها. وقال فاليري غاربزوف ، مدير معهد للدراسات الولايات المتحدة وكندا في الأكاديمية الروسية للعلوم، لوكالة تاس ،" سوف نرى مرة أخرى أن ترامب يرغب في تغيير شيء ما في العلاقات مع روسيا لكنّه غير قادر على فعل أي شيء على هذا المنوال."
كحافز لتخفيف العقوبات، كان المسؤولون الروس يروجون لإحياء شركات النفط الأمريكية أي مشاريع في سيبيريا والقطاع الروسي من المحيط المتجمد الشمالي. التقى وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك هذا الأسبوع في واشنطن مع وزيري الطاقة والخزانة ريك بيري وستيفن منوشين لمناقشة أعمال النفط والغاز الطبيعي، بما في ذلك فرص لشركات الولايات المتحدة في روسيا، حسبما أفادت وكالة أنباء انترفاكس. "لقد ناقشنا ، من بين أمور أخرى، عمل الشركات الأمريكية في السوق الروسية ، بما في ذلك إكسون موبيل ، شلمبرجير ، هاليبورتون ، هانيويل وغيرها"، قال السيد نوفاك. "اتفقنا على الحفاظ على الاتصالات والتعاون في هذا المجال، لأنّ الطاقة لديها القدرة على أن تصبح القوة الدافعة لعلاقاتنا".
ترجمة وفاء العريضي.
بقلم أندرو إي كرامر نقلًا عن نيويورك تايمز