أكد وزير الدولة في حكومة تصريف الأعمال علي قانصو أن التفاؤل الذي تمت اشاعته في الفترة الماضية عن قرب تشكيل الحكومة كان تفاؤلا "منفوخا الى حد كبير"، معتبرا أن "حيثيات التأليف غير مكتملة كما ان هناك تعقيدات معروفة، هي نفسها تقريبا ترافق كل عملية تشكيل وترتبط بشكل أساسي بموضوع الأحجام والحقائب وتوزيع الوزارات السياديّة".
ورأى قانصو في حديث لـ"النشرة" ان التعقيدات تزيد وتنقص بحسب الأجواء المحلية وربطا بالتفاهم بين القوى السياسية او الاختلاف في ما بينها، لافتا الى ان "العامل الداخلي مؤثر جدا في عملية التشكيل، ولا شك أن حُمى السجالات المسيطرة والمستمرة منذ الانتخابات وما بعدها على أكثر من ملف لا تسهل عملية التأليف بل تزيدها تعقيدا". وأضاف: "المطلوب اطلاق حوار داخلي يكون مبنيا على تنازلات متبادلة يقوم بها كل الفرقاء، باعتبار ان ذلك من شأنه ان يسرع التشكيل ويحصره حتى في 48 ساعة".
الولادة الحكومية متأخرة
وأشار قانصو الى ان "العامل الخارجي اما يحد عادة من الخلافات الداخلية أو يفاقمها، وللأسف نحن في مرحلة العامل الخارجي السلبي بموضوع التشكيل وهو يلعب على الأوتار غير التوحيديّة ما يعيق عملية التأليف سريعا". واضاف: "الخارج الذي نتحدّث عنه لديه بالنهاية مصالح يسعى لتأمينها من خلال الورقة اللبنانية التي يربطها بالوضع اليمني والعراقي والسوري".
واعتبر قانصو أن "الولادة الحكومية متأخّرة والمطالبة مصارحة اللبنانيين بالموضوع لأن الأمور لم تستو بعد". وقال: "أما بما يتعلق بتمثيلنا كحزب قومي سوري اجتماعي في الحكومة الجديدة فأمر نصر عليه ونتمسك به باعتبار ان لدينا كتلة من 3 نواب وحضورنا يمتد على كامل الأرض اللبنانية اضافة لتاريخ طويل من النضال".
لا نبحث عن prestige
وأكد قانصو أن حزبه وباصراره على التمثل بالحكومة "لا يبحث عنprestige معين، من منطلق أن البلد هو الذي يحتاج لأن يكون الحزب السوري القومي الاجتماعي ممثلا في كي يعطي بُعدا وطنيا واضحا وصريحا لهذه الحكومة". وقال: "نحن بالنهاية لا يهمنا على الاطلاق أن نتمثل بوزير من لون طائفي معين لأن ذلك خارج قناعاتنا ومفاهيمنا لذلك تم انتخاب 3 نواب من الحزب من الطائفة المسيحيّة الكريمة، ونحن اليوم نتمثل في حكومة تصريف الاعمال بوزير شيعي وكنا في الحكومات السابقة نتمثل بوزير درزي وايضا بآخر سني".
وشدّد قانصو على امتلاك "الحزب السوري القومي الاجتماعي" كفاءات وقيادات من كل الطوائف، لافتا الى ان كل الفرقاء الذين فاتحناهم بموضوع تمثيلنا كانوا مرحبين به، وأضاف: "المطلوب من الجميع أن يحرصوا على مشاركتنا اذا كانوا حقيقة يريدون تشكيل حكومة وحدة وطنية، أما خلاف ذلك سنكون على موعد مع حكومة على صورة الواقع الحالي تضم حصرا ممثلين عن الطوائف".