بالرغم من التحسن الملموس الذي طرأ على حالة الرئيس الفلسطيني محمود عباس الصحية منذ خروجه من المستشفى فان الحديث الإعلامي حول مرحلة ما بعد تركه منصبه الرئاسي ما زال يتصدر عناوين كبرى الصحف ووسائل الاعلام.
هذا وتشير مصادر في رام الله الى أن جهات في السلطة الفلسطينية أعربت عن تخوفها مؤخرا من أن الصراع المتوقع على خلافة الرئيس أبو مازن قد يتطور الى نشوب صراع عنيف الأمر الذي سيعيد منطقة الضفة الغربية بأكملها عقودا الى الوراء.
مع ذلك فقد صرحت مصادر من جهات مقرّبة من مفاصل القوة الأكثر أهمية في حركة فتح أنهم يعتبرون فرص اندلاع صراع مسلح بين مسؤولي فتح بعد ترك أبو مازن لمقاليد الحكم ضئيلة جدا.
وتضيف الجهات المنوه عنها أن هناك اجماع بين قادة فتح على أن مثل هذا الصراع قد يؤدي الى اضعاف الحركة وتفكّكها وهو ما سيفسح المجال أمام أعدائها لتعزيز قوتهم بل والسيطرة على السلطة الوطنية الفلسطينية.
وأشارت المصادر في هذا السياق الى توفّر معلومات مؤكدة حول وجود جهات خارج السلطة الوطنية في حالة ترقب الفرصة المواتية لمحاولة جرّ المشهد الفلسطيني كله الى هاوية الفوضى والدم. وعليه تصرّ جهات قيادية في فتح على أن الطريق الصحيح هو عكس ذلك تماما أي رصّ الصفوف والتعامل مع بعضهم البعض بطرق الحوار السلمي والتفاهم المتبادل انطلاقا من المصالح والأهداف المشتركة بينهم.
وذكرت مصادرنا ترجيح البعض من مسؤولي السلطة بان اندلاع صراع مسلح على خلافة أبو مازن سيؤدي بأعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح الى نهاية طريقهم السياسي وعليه فانه لا بد من بذل قصارى الجهد لمنع الأمور من التدهور الى مثل هذا الوضع.