لفت النائب السابق خالد الضاهر خلال مؤتمر صحافي إلى أنه "في ظل الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية الصعبة التي يعيشها لبنان، والكل يعترف بذلك، كنا نتوقع بعد الانتخابات النيابية التي حصلت منذ نحو شهر أن تقوم القوى السياسية بواجبها في هذا المجال وتسهل عملية تشكيل الحكومة وأن تدرك خطورة الأوضاع التي يعيشها لبنان وتقوم بما يمليه عليها واجبها تجاه هذا الشعب الذي يعاني الكثير على كل المستويات".
وأضاف: "لا أحد ينكر الواقع الذي يعيشه لبنان، والأوضاع الخطيرة التي تعيشها المنطقة والأحداث الجسام التي تجري سواء في فلسطين أو سوريا أو العراق او اليمن، أو في المحيط العربي ككل. وبعد الإنتخابات النيابية، صحيح أن كتلة المستقبل قد خسرت عددا من أعضائها، لكن الرئيس سعد الحريري وتيار المستقبل قد أبليا في هذه الإنتخابات بلاء وطنيا قام من خلاله الرئيس الحريري وتيار المستقبل بمد الجسور مع كل القوى السياسية، ولا أحد ينكر أن هذا الأمر كان على حساب تيار المستقبل، ولكن كل القوى السياسية من التيار الوطني الحر، إلى القوات اللبنانية، إلى الحزب الإشتراكي، إلى المردة إلى حزب الله، كل هؤلاء استفادوا من هذه الإنتخابات النيابية، وكان هنالك تسامح من تيار المستقبل والرئيس الحريري".
وأشار الى أن "كل القوى السياسية كسبت نوابا على حساب تيار المستقبل، وهذا الأمر يفرض على هذه القوى أن تسهل عملية تشكيل الحكومة، لا أن يكون هنالك جشع من أجل المناصب الوزارية، ولا أن يكون هناك تحد لمصلحة لبنان من خلال المطالبات غير الدستورية التي تخالف الأصول الدستورية في التشكيل".
وأكد أن "رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري اليوم هو حاجة وطنية، ومصلحة كل القوى السياسية ان يشكل الحكومة في ظل الإجماع الذي حصل نيابيا وفي ظل الرعاية الإقليمية العربية والسعودية والدولية والأوروبية، وكل العالم الذي ينتظر تشكيل الحكومة ليخدم لبنان ويساعده. لكن يا للأسف الشديد، نجد أن هنالك أبواقا واصواتا لا تفقه الدستور ولا الأصول الدستورية ولا قضية تشكيل الحكومة، حتى يطالعنا بعض الجهلة بالدستور وبعض الجهلة في أصول تشكيل الحكومة من النواب الجدد الذين أطلقوا بدعة جديدة مضحكة، بالقول إن هنالك ضرورة لإطلاق عريضة من 65 نائبا ترسل إلى رئيس الجمهورية، والله هذا الفقه الدستوري الذي أطلقه النائب المستجد جميل السيد أمر مضحك، لكنه يحمل في طياته حقدا وضغينة على البلد كله وليس على الرئيس سعد الحريري او على صلاحيات رئيس الحكومة الذي عليه أن يلتزم الدستور والأصول في تشكيل الحكومات".
وتابع: "كلنا يعرف، وكل عاقل يعرف أن رئيس الجمهورية يستشير النواب في إستشارة ملزمة، ويكلف بنتيجتها الرئيس تشكيل الحكومة، ويقوم هذا الرئيس بإستشارة كل القوى السياسية، ثم يتقدم بلائحة بتشكيلة حكومته إلى رئيس الجمهورية، وليس مجبرا على تلبية رأي هذا النائب أو ذاك، إنما يختار تشكيلتة ويتقدم بها، ومن اراد أن يوافق عليها فأهلا وسهلا، ومن اراد ان يكون معارضا فله الحق بذلك، ولكن أن يأتي بعض الناس الذين يحملون الأحقاد على الرئيس سعد الحريري وعلى البلد ويهددوا بعريضة، فهذا مرفوض".
وقال: "أذكر مقولة لأحد المفكرين مفادها أن "العسكر نربيهم ليدافعوا عنا وليس ليحكمونا". لكن النائب جميل السيد لم يفلح في العسكر ولا في الأمن ولا في السياسة، وها هو اليوم يتبرأ من كل القوى السياسية لأن كلامه أصاب الجميع بإساءة واضحة بعدما إنحدر إلى هذا المستوى من الأداء السياسي الذي لا يحمل مصلحة للبلد ولا حرصا عليه".
وتوجه إلى "كل القوى السياسية وخصوصا إلى الرئيس نبيه بري، بأن هؤلاء ال65 نائبا الذين أراد السيد ان يوقعوا العريضة، وأسال هل كتلة الرئيس نبيه بري من ضمنهم أم لا؟ لا أعتقد أن هذا الأمر قد احتسب كتلة الرئيس بري، لذلك أستغرب أيضا هذا الهجوم على الكبار، على المملكة العربية السعودية وعلى الرئيس سعد الحريري وعلى الوزير جنبلاط والدكتور جعجع، هجوم يراد منه سجن الرئيس الحريري، في حين أن من يعرقل تشكيل الحكومة، ليسوا هؤلاء. لذلك نطالب كل القوى الفاعلة بأن تقوم بواجبها في هذا الموضوع ولا نسمع كلاما يسيء إلى مصلحة البلد الذي هو بأمس الحاجة إلى الإسراع في تشكيل الحكومة وفق الأصول، دون أن تنتقص صلاحيات رئيس الحكومة ولا صلاحيات رئيس الجمهورية ولا القوى السياسية التي يستشيرها رئيس الحكومة ثم يتقدم بتشكيلته".
وأضاف الضاهر: "نرفض تلك الآراء التي تريد أن تفرض على الرئيس سعد الحريري شروطها وتتقدم بتهديداتها، فالرئيس الحريري لن تخيفه التهديدات التي يقوم بها جميل السيد او أمثاله".
واستغرب "قيام بعض النواب السنة بالمطالبة بالوزارات بشكل غير منطقي، أنتم إستشرتم، وتعرفون صلاحيات رئيس الحكومة ودوره، فالأفضل والأصلح لهذا البلد ولأبنائه، لتقوية موقع رئاسة الحكومة والمواقع الدستورية كلها، أن نلتزم الأصول الدستورية وأن تكونوا عونا لمن يشكل الحكومة، لا أن تكونوا سببا لإضعاف رئيس الحكومة من زاوية وإضعاف الساحة الوطنية والسنية تحديدا من زاوية أخرى".
وتوجه إلى "النواب السنة الذين فازوا من غير لائحة المستقبل، وأستثني طبعا دولة الرئيس نجيب ميقاتي الذي كان مرنا ومتجاوبا وحريصا، وأتمنى على الآخرين أن يحذوا حذو الرئيس ميقاتي في دعم تشكيل الحكومة ودعم رئيس الحكومة وفي دعم صلاحيات رئيس الحكومة وعدم الإنتقاص منها، فالأمور في لبنان تستلزم من الجميع التعالي عن المصالح الضيقة وعن المصالح الحزبية والطائفية والإرتقاء إلى مستوى مصلحة الوطن ومصلحة البلد ومصلحة الشعب الذي يحتاج إلى هذه الحكومة بأسرع وقت، وكذلك المصلحة الوطنية تقتضي الإسراع في تشكيل هذه الحكومة لأن الخارج ينظر إلى هذا البلد".
وقال: "كلكم يعرف وضع حزب الله، والنظر إليه من الدول العربية والغربية وأميركا، والحكومة التي تشكل وفيها حزب الله فيها مصلحة كبرى له، فعلى الحزب أن يسكت هذه الأصوات النشاز مثل جميل السيد وغيره من الأبواق التي لا تقوم بواجبها في تحمل المسؤولية والشعور بالحس الوطني الذي يقتضي من الجميع حماية البلد ورعاية مصالح الشعب وحماية لبنان ككيان واحترام التوازنات الوطنية ومصالح الشعب اللبناني الذي هو بحاجة إلى أن يعطي صورة إلى الخارج تعبر عن الإستقرار السياسي وعن الأداء السياسي الراقي الذي يحظى بإحترام الخارج ويؤدي إلى مصلحة لبنان".
وختم: "لا يجوز الإستمرار في هذا المنطق الأعوج وفي هذه الأصوات التي لا تراعي إلا مصالح ضيقة وتعمل على إضعاف مناعة الساحة الوطنية ومصلحة هذا البلد".