للتذكير فإنّ "اتفاق معراب" كان هو "عرّاب" التسوية الرئاسية"، وسقوطه يعني، في مكان ما، سقوط أهمّ التفاهمات التي قامت عليها تسوية وصول ميشال عون إلى قصر بعبدا. وأن يقول جبران باسيل إنّ هناك "اتفاقاً سياسياً لم يعد قائماً"، فهذا يعني أن "اتفاق معراب" انتهى، نعاه جبران باسيل، أحد طرفيه، ولا شيء يمكن أن يعيده إلى الحياة.
قبلها كان صدر عن رئاسة الجمهورية بيانٌ يقول إنّ "الانتخابات النيابية على أساس النسبية حدّدت أحجام القوى السياسية، وعليها احترام الأحجام حتى تكون عملية تشكيل الحكومة مسهّلة"، وهذه رسالة إلى الرئيس المكلّف سعد الحريري، بأنّ "حجم القوات" و"حجم وليد جنبلاط" أقلّ مما يطرح خلال زياراته إلى رئاسة الجمهورية.
إقرأ أيضًا: حكومة في بيروت لمواجهة خسائر إيران باليمن والعراق وسوريا
فإذا كان الرئيس الحريري مصرّاً على "حماية" القوات وحفظ حصّة جنبلاط، فإنّه بعد سقوط تفاهم معراب، قد يسقط "التفاهم الرئاسي" بين الحريري وعون، التفاهم على رئاستين متزامنتين طوال العهد. تفاهم تعرّض لضربات شديدة، لم يكن أوّلها إبعاد نادر الحريري، أحد عرّابيه، ونهاد المشنوق، أحد عرّابيه ومنظّريه.
في هذه الأثناء يملأ جميل السيّد الفراغ السياسي بقصف مركّز وتهديد للحريري بأنّ تكليفه يمكن أن يتبخّر "كأنّه لم يكن"، من خلال "عريضة من 65 نائباً"، في تهديد واضح بمحاولة عزله عن التكليف إذا لم يسرّع في تأليف الحكومة، نزولاً عند رغبة طهران.
إما تأليف سريع خلال ساعات و "تشكيلة أمر واقع" يتركها الحريري في عهدة عون، أو سيصحّ المشهد، وسنتذكّر 26 حزيران 2018، على أنّها ليلة تأهّل الأرجنتين، وأيضاً "ليلة سقوط التفاهمات".