يزداد عدد العاملين خارج أوطانهم، ليس في لبنان وحسب، لكن على اتّساع الكرة الارضية ليسجّل حالياً أعلى مستوياته التاريخية. ويقدّر عددهم حالياً بنحو 258 مليون شخص. يساهمون ليس فقط بتمويل عائلاتهم في أوطانهم الاصلية من خلال تحويل الاموال وبالتالي دعم اقتصاداتهم الوطنية، بل ينقلون أيضاً خبراتهم ومهاراتهم وثقافاتهم وطموحاتهم الى الدول التي يعملون فيها.
وتعتبر التحويلات المالية أبرز وأهم ثمار العمالة الخارجية، وهي ما زالت تزداد بقوة مند العام 1990 وحتى اليوم، وقدّرت قيمتها في العام 2017 بنحو 466 مليار دولار اميركي، وتتفوق على القروض في القطاع الخاص وعلى حجم المساعدات الدولية، وهي بالتالي قوة اقتصادية لا يستهان بها وتلعب دوراً إنقاذياً للقطاعين العام والخاص معاً. وهناك نحو 800 مليون شخص يتلقّون الدعم المالي من العمالة في الخارج، أي من الاقارب العاملين في الاغتراب.
وترفع التحويلات القدرة المالية للعائلات، كما تساهم في تحسين ظروفهم الصحية والغدائية والتعليمية والسكنية والمشاريع الفردية الجديدة، وتقلّص عدم المساواة في المجتمع.
وفي حين انّ كلفة تحويل الاموال تبقى مرتفعة، يجري العمل وعلى المستوى الدولي لتقليصها. وقد خفّضت فعلياً وبشكل عمومي الى ما دون الـ 3% في دول أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى.
ومن جهة اخرى هناك اكثر من 3000 شركة تحويل اموال في العالم.
وسجّل مؤخراً تحوّل من اللجوء الى المصارف لصالح مؤسسات اخرى أقل تكلفة، مثل التحاويل الإلكترونية ووسائل وأدوات رقمية او افتراضية مختلفة، ومنها استخدام العملات الرقمية. ولكن تبقى الوسائل الجديدة معرّضة أكثر لمخاطر عمليات الاحتيال والقرصنة...
وتأتي الولايات المتحدة الاميركية في مقدمة الدول التي ترسل منها التحويلات المالية للعاملين الاجانب الى أوطانهم الاصلية مع 61.38 مليار دولار سنوياً، ثم المملكة العربية السعودية 38.79 مليار دولار، ثم سويسرا 24.38 مليارا، فالصين 20.42 مليارا وروسيا 19.70 مليارا والمانيا 18.56 مليارا والكويت 15.20 مليارا وفرنسا 12.68 مليارا وقطر 12.19 مليارا، وأخيراً اللوكسمبورغ 11.35 ملياراً، وتعود هده الارقام الى العام 2015.
بورصة بيروت
تراجع نشاط البورصة المحلية أمس وسط تباين في اتجاهات الاسعار. وسجّل تداول 105363 سهماً بقيمة 0.69 مليون دولار في ردهة البورصة الرسمية، وذلك من خلال 54 عملية بيع وشراء لـ6 انواع من الاسهم. والتي ارتفع سهمان منها وتراجعت 3 اسهم واستقر سهم واحد. وفي الختام، زادت قيمة البورصة السوقية 0.05% الى 10.574 مليارات دولار. أما أنشط الاسهم فكانت على التوالي:
1) اسهم بنك بلوم التي استقرت على 10.50 دولارات مع تبادل 48769 سهماً
2) اسهم شركة سوليدير الفئة أ التي تراجعت 0.5% الى 7.84 دولارات مع تبادل 41598 سهماً.
3) اسهم شركة سوليدير الفئة ب التي تراجعت 2.25% الى 7.80 دولارات مع تبادل 7252 سهماً.
4) شهادات إيداع بلوم التي تراجعت 0.19 % الى 10.50 دولارات مع تبادل 6000 سهم.
5) اسهم بنك بيبلوس التي زادت 0.68 % الى 1.46 دولار مع تبادل 1544 سهماً.
أسواق العملات
تراجع الدولار أمام الين في التعاملات الآسيوية أمس ليحوم قرب أدنى مستوياته في أسبوعين، مع استمرار تقوّض شهية المستثمرين للمخاطرة جرّاء اشتداد النزاع بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين. وتأثرت الأسواق سلباً برسائل تجارية متباينة من واشنطن.
ورغم أنّ الدولار قلّص خسائره لفترة وجيزة بعد تصريحات نافارو، فقد تراجعت العملة الأميركية إلى 109.57 ينات لتنزل 0.2 بالمئة وتقترب من أدنى مستوياتها في أسبوعين 109.365 ينات الذي لامسته يوم الاثنين.
وبلغ مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية أمام سلة من 6 عملات رئيسية، 94.259 ليواصل تراجعه من أعلى مستوى في 11 شهراً البالغ 95.533 الذي لامسه يوم الخميس.
وحددت الصين اليوم سعر الدولار أمام اليوان عند 6.5180، ليقلّ قليلاً عن التوقعات التي تقارب 6.5220. وتوقع بعض المحللين أن تحاول السلطات الصينية في الأيام المقبلة مواجهة ضعف اليوان.
وارتفع اليورو 0.1 بالمئة في التعاملات الآسيوية إلى 1.1716 دولار، مواصلاً تعافيه من أدنى مستوى في 11 شهراً 1.1508 دولار الذي بلغه يوم الخميس.
كما سجّل الدولار الاسترالي والنيوزيلندي والكندي، وهي عملات مرتبطة بتجارة السلع الأولية، أداء دار بين الاستقرار والتراجع الطفيف، مع انحسار زخم موجة صعود أسعار النفط الخام وتراجع أسعار النحاس. ونزل الدينار البحريني إلى أدنى مستوياته في 17 عاماً عند 0.38261 أمام الدولار في السوق الفورية أمس، مع إقبال صناديق التحوط على بيع العملة في السوق الآجلة بسبب المخاوف من الدين العام المتنامي للمملكة.
ويربط مصرف البحرين المركزي سعر صرف الدينار بالعملة الأميركية عند 0.376 للدولار. وقال مصرفيون إنهم لم يرصدوا أي استهداف منسّق للعملة، لكنّ هبوط أسعار السندات الدولية البحرينية في الأسابيع الأخيرة أذكى المخاوف في سوق الصرف الأجنبي.
الأسهم العالمية
إرتفعت الأسهم الأوروبية ارتفاعاً طفيفاً في التعاملات المبكرة امس، لتتعافى قليلاً بعدما تسبّبت التوترات التجارية المتصاعدة في هبوط أسواق الأسهم وسط إقبال المستثمرين على بيع الأصول العالية المخاطر.
وارتفع مؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.2%، لكنه لا يزال بعيداً عن تعويض جميع الخسائر التي مُني بها في الجلسة السابقة وبلغت 2%.
وزاد مؤشر داكس الألماني الزاخر بأسهم شركات التصدير، والأكثر تأثراً بالتوترات التجارية، بنسبة 0.5%. وكانت القطاعات الأكثر تضرراً من موجة الهبوط المرتبطة بالتجارة هي أكبر الرابحين اليوم، وقادت قطاعات البنوك والموارد الأساسية والنفط المكاسب، وتعافت أسهم التكنولوجيا أيضاً. وقادت أنباء الدمج والاستحواذ أكبر تحركات الأسهم.
فقد انخفض سهم إنمارسات البريطاني للأقمار الصناعية 6.3%، مسجّلاً أسوأ أداء على ستوكس 600، بعدما قالت يوتلسات الفرنسية إنها لا تعتزم تقديم عرض لشراء الشركة، عقب قولها أمس إنها تدرس عرضاً محتملاً.
النفط
سيطر التوتر على أسواق النفط امس لتصعد الأسعار نتيجة تعطّل إنتاج كندي وشكوك بشأن صادرات الخام الليبية، لكن حدّ من مكاسبها زيادة إمدادات أوبك والصراع التجاري المحتدم بين الولايات المتحدة واقتصادات رئيسية أخرى.
وكانت العقود الآجلة لخام برنت عند 74.80 دولاراً للبرميل مرتفعة 7 سنتات بما يعادل 0.1 بالمئة عن إغلاقها السابق.
وسلّمت قوات القائد العسكري خليفة حفتر، المتمركز في شرق ليبيا، السيطرة على موانئ نفطية إلى المؤسسة الوطنية للنفط التي مقرها في شرق البلاد.
في خطوة تزيد مخاطر توقّف إنتاج النفط الليبي، لأنّ مؤسسة النفط التي في طرابلس هي الكيان القانوني الوحيد الذي له الحق في بيع النفط. وسجلت عقود الخام الأميركي غرب تكساس الوسيط 68.24 دولاراً للبرميل بزيادة 16 سنتاً أو 0.2 بالمئة.
الذهب
تراجعت أسعار الذهب إلى أدنى مستوياتها في أكثر من ستة أشهر امس، تحت وطأة احتمالات رفع أسعار الفائدة الأميركية في ظل تنامي قوة الاقتصاد. وكان السعر الفوري للذهب منخفضاً 0.3 بالمئة عند 1260.72 دولاراً للأونصة، بعد أن لامس أدنى مستوياته منذ 18 كانون الأول 2017 عند 1257.74 دولاراً في وقت سابق من الجلسة.
ونزلت عقود الذهب الأميركية الآجلة تسليم آب 0.5 بالمئة إلى 1262.40 دولاراً للأونصة.
وقال إدوارد ماير المحلل لدى اف.سي ستون، في مذكرة، انّ «التوترات التجارية المتنامية كان ينبغي أن تساعد الذهب كثيراً (لكنها لم تفعل). بدلاً من ذلك يبدو أنّ القلق من رفع أسعار الفائدة، ولا سيما في الولايات المتحدة، ما زال ينال من الذهب. وانخفضت الفضة بنسبة 0.4% إلى 16.24 دولاراً للأونصة.
وتراجع البلاتين 0.7 بالمئة إلى 858.22 دولاراً، وزاد البلاديوم 0.1% إلى 938.51 دولاراً بعد أن لامس أقلّ سعر في أكثر من شهرين، عندما سجّل 936 دولاراً للأونصة في الجلسة السابقة.