اعتبر وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الاعمال النائب بيار بو عاصي ان "موضوع الصناعات التقليدية والحرفية كان يؤخذ بخفة معينة، وتحولت النظرة اليه وكأنه دعم لبطالة مقنعة"، مشيرا الى انه "في غياب السياحة تتضرر هذه الصناعات".
وخلال افتتاح مؤتمر "تعزيز دور الحاضنات الصناعية والتكنولوجية في تنمية الصناعات التقليدية والحرفية" الذي نظمته وزارة الشؤون الاجتماعية بالتعاون مع "المنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين"، لفت بوعاصي الى ان "هذه الصناعات لا يمكنها أن تستمر إن لم تتوافر اسواق لتصريفها، وبالتالي يتم البحث خلال هذا المؤتمر عن التنمية المستدامة والحد من الهجرة الداخلية لابقاء المواطن في ارضه والمحافظة عليها".
وشدد على ان "الصناعات الحرفية مرتبطة بالهوية، ما يحتم المحافظة عليها. وبعض الصناعات يعرف مصدرها فور رؤيتها، فتشكل بطاقة هوية على الصعيدين المحلي والثقافي"، موضحاً أن "هذه الصناعات كانت تصرف بسبب حاجة الناس لها وحب ابناء المدن لهذه الحرف".
وأشار الى ان "التحدي الفعلي في احلال التوازن بين ما هو تقليدي وبين الابداع من خلال ادخال الابداع الى المنتج الكلاسيكي العادي"، مؤكدا ان "الدول العربية تتميز بابتكارها وابداعها" ورأى ان "هذه الطريقة يمكن ان تشكل حلا للخروج من الركود الذي يضرب الصناعات التقليدية والحرفية، ويجب التفكير فيه باسرع وقت وخلال عملنا ضمن برنامج دعم الاسر الاكثر فقرا لمساعدتهم لخروجهم من وضعهم الاقتصادي، تبين لنا اهمية توافر صنعة او حرفة معينة لهذه الاسر، ما يساعدها على الخروج من فقرها وتأمين استقرار مادي لها، ومن خلال ذلك تنتقل الوزارة من مساعدتهم بتأمين الغذاء الى تدريبهم ونقل المعرفة لهم. فالحصول على مهنة يمنح استقلالية مادية تؤدي الى نسج شبكة آمان لمن يعاني الفقر الشديد".
وتطرق الى الصناعات الزراعية التي قد تشكل مدخلا اساسيا لتطوير التنمية المستدامة في المجتمعات الريفية، وهي صناعة لها اسواق لتصريفها، الا انها تتطلب اهتماما بالشكل والنوعية"، متمنياً على المجتمعين "الاستفادة من هذا المؤتمر وتبادل الخبرات لوضع تصور واضح يستفيد منه الجميع ويدفع بالدولة لاخذ القرارات اللازمة لمساعدة هذه الصناعات وتطويرها".