التظاهرات في إيران بعد انهيار العملة الإيرانية، وهتافات المشاركين بها ضدّ "حزب الله" وحماس وسوريا، هي التعبير الأكثر وضوحاً عن المأزق الإيراني في المنطقة.
التقهقر الحوثي في الحديدة اليمنية أمام التحالف العربي، السعودي الإماراتي، واحتمال "خنق" الحركة الحوثية بإقفال معابرها حيث تستمدّ الغذاء والدواء والسلاح، هو تعبير آخر.
"الخسارة" شبه الرسمية للمحور الإيراني في انتخابات العراق، وتقدّم الصدر على حساب المالكي، هو تعبير إضافي.
الإشارة الرابعة هي الانعطافة الروسية باتجاه إسرائيل، وابتعادها عن إيران، وضرب الوجود الإيراني والحزب اللهي في سوريا، بشكل مستمرّ ووفق أجندة لا تتوقف، عبر ذراع جويّة إسرائيلية، و"طرد" "حزب الله " من مناطق عديدة، وصولا إلى تمركز قوات روسية على حدود البقاع اللبناني، بدلاً من النفوذ الإيراني، متمثلاً بـ "حزب الله".
إقرأ أيضًا: تكامل بين سليماني والأسد وباسيل: لا حكومة في لبنان قبل العراق واليمن
المشروع الإيراني يتعرّض لضربات ونكسات في اليمن وسوريا والعراق، في العواصم التي تفاخر الإيرانيون طويلاً بأنّهم يسيطرون على قرارها.
يبقى لبنان.
يريد "حزب الله " حكومة تترجم "انتصاره" النيابي، الذي أعلنه قاسم سليماني قبل أسبوعين. لكنّ أيّ عاقل يعرف أنّ حكومة سريعة في بيروت هي هدية مجانية لإيران، أيّاً كان شكلها. وهي أيضاً هدية مجانية لميشال عون، الذي كان له "اليد الطولى" في مواجهة القيادة السعودية خلال أزمة الرئيس سعد الحريري في الرياض.
بيروت ورقة في مهبّ الصراع الإيراني السعودي. حكومة سريعة ستجعل الورقة في يد إيران، والتمهّل سيكون في مصلحة السعودية وفريق الرئيس سعد الحريري، الذي ستمهّد التطوّرات في الإقليم ليحصّل شروطاً أفضل. تماماً كما ساعد "الإقليم" "حزب الله " على فرض شروط لا تراعي نتائج الانتخابات، بعد خسارته في انتخابات 2009.
إيران تريد الشروع في استعمال لبنان، سياسةً وأمناً ومالاً، لوقف تطويق "حزب الله"، ولحماية ظهره خلال توسيع أعماله في اليمن، وحماية وجوده في سوريا وضمان استمرار تأثيره في العراق، وحكومة غلبة لـ "حزب الله" في بيروت هي الباب الأساسي.
بدأ اللعب يصير مشوّقاً.