سيكون «برازيليو أوروبا» أمام فرصة إنهاء الدور الأوّل في صدارة المجموعة إذا حققوا، في مواجهة إيران، نتيجة أفضل من إسبانيا التي تلاقي المغرب اليوم أيضاً في كالينينغراد، في التوقيت نفسه لمباراة البرتغال وإيران المُقامة في سارانسك.
وتتساوى البرتغال وإسبانيا في كل شي في المجموعة. 4 نقاط من فوز وتعادل، 4 أهداف لصالحهما، هدف في مرمى كل منهما... الفاصل الوحيد هو نقاط اللعب النظيف التي منحت إسبانيا صدارة المجموعة.
اليوم، سيكون التأهّل والصدارة على المحك. منتخب أسود الأطلس الذي ودّع المنافسة بعد تلقّيه خسارتين في مباراتين، وعد بلسان مدرّبه الفرنسي هيرفيه رونار أن ينهي المونديال ضد إسبانيا، في المشاركة المغربية الأولى بعد غياب 20 عاماً، كما كانت حاله أمام البرتغال، «إظهار أنه منتخب يلعب كرة قدم» مع الميل إلى «المخاطرة».
تعادل المغرب أو فوزه يصبّان في مصلحة البرتغال، بشرط أن يفوز المنتخب الأخير على إيران الذي يشرف عليه المدرّب البرتغالي كارلوس كيروش.
وسيعرف البرتغاليون، قبل أن تطأ أقدامهم أرض الملعب، ما إذا كان متصدّر مجموعتهم الثانية سيقابل في ثمن النهائي روسيا أو الأوروغواي، اللذين يتقابلان قبل ساعات في لقاء يحسم صدارة المجموعة الأولى بين منتخبين ضمنا التأهّل إلى الدور ثمن النهائي على حساب مصر والسعودية.
والأفضل بالنسبة إلى البرتغال أن تتفادى منتخب الأوروغواي الذي يتمتع بخبرة دولية أكبر من الروسي، ويقوده قلب الدفاع دييغو غودين، ويضمّ في صفوفه مهاجمين من العيار الثقيل هما إدينسون كافاني ولويس سواريز.
إضافة إلى ذلك، على البرتغاليين عدم المغالاة والاستخفاف بالمنافس لأنّ هزيمتهم تؤهّل إيران إلى ثمن النهائي، بينما يفيد التعادل البرتغال «التي جاءت إلى روسيا للفوز بكل مبارياتها» بحسب المدافع جوزيه فونتي.
ولتحقيق هدفها، تعتمد البرتغال بشكل أساسي على رونالدو، نجم ريال مدريد البالغ 33 عاماً، ويدرك أنه يخوض آخر مونديال له في روسيا.
إسبانيا - المغرب
وبعدما طمأن إيسكو لاعب وسط ريال مدريد الإسبان بأنّ منتخبهم الوطني موحّد و»أقوى في الشدائد» قبل لقاء إيران، يؤمن هذه المرّة بضرورة التمسّك بالفلسفة الناجحة التي قادت «لا روخا» إلى إحراز لقب 2010 في جنوب أفريقيا، للخروج بالنتيجة المرجوّة خلال المباراة المصيرية أمام المغرب في الجولة الثالثة من منافسات المجموعة الثانية.
وافتتح منتخب «لا روخا» مشواره في المونديال بتعادل مع البرتغال (3-3)، قبل أن يفوز على إيران (1-0)، وهو في حاجة إلى نقطة واحدة على الأقل من موقعة كالينينغراد أمام المغرب لحجز بطاقته إلى الدور ثمن النهائي.
ويدرك صانع ألعاب النادي الملكي مدى أهمية اللقاء المنتظر، لذا قال أمام الصحافيين: «علينا أن نؤمن حتى النهاية بأسلوب اللعب الذي يميّزنا».
وتابع: «علينا أن نلعب وأن نمرّر الكرة كثيراً وأن نحتفظ بها. في حال لعبنا بسرعة في كل أرجاء الملعب سوف نَخلق الفرص».
وإلى جانب زميليه في ريال مدريد لوكاس فاسكيز وماركو أسنسيو، يمثّل إيسكو جيلاً كروياً جديداً من المواهب الإسبانية يسعى إلى تعويض الفراغ الذي خلّفه اعتزال لاعب خط الوسط الأسطورة تشافي هرنانديز.
روسيا - الأوروغواي
من جهة أخرى، وبعدما وضعت خلفها الانتقادات وبلغت الدور ثمن النهائي للمرّة الأولى منذ انهيار الاتّحاد السوفياتي، تتطلّع روسيا المضيفة إلى حسم صدارة المجموعة الأولى عندما تتواجه اليوم مع الأوروغواي في سامارا.
وضمن المنتخبان تأهّلهما إلى ثمن النهائي على حساب ممثلي العرب مصر والسعودية، اللذين خسرا في الجولتين الأوّليين وودّعا النهائيات.
وتأمل روسيا في أن تؤكد المستوى الذي قدّمته في مباراتيها ضد السعودية ومصر، حين اكتسحت الأولى 5-0 وفازت على الثانية 3-1 بفضل تألّق دينيس تشيريتشيف (3 أهداف) وأرتيم دزيوبا (2).
وقلب لاعبو المدرّب ستانيسلاف تشيرتشيسوف الأمور رأساً على عقب منذ صافرة بداية النسخة الـ 21 من المونديال، وخالف المنتخب الذي دخل البطولة كأدنى المصنفين عالمياً بين المنتخبات الـ32 المشاركة (70)، التوقعات، لا سيّما بعد فشله في تحقيق أي فوز طيلة 8 أشهر و7 مباريات متتالية، وهو أمر لم يحصل في تاريخ البلاد والاتّحاد السوفياتي.
وعلى رغم خوضه النهائيات بفريق خال من النجوم ويعاني الإصابات، التي دفعت مدافع سسكا موسكو المخضرم سيرغي إيغناشيفيتش (38 عاماً) للعودة عن اعتزاله الدولي لمساعدة بلاده، حافظ تشيرتشيسوف على هدوئه وتعامل مع الضغط بروح النكتة، على غرار ما حصل عندما ردّ على سؤال لأحد الصحافيين الألمان قبَيل البطولة: «الضغط؟ أحياناً لا أفهم الصحافيين. هل تسألون عن ضغط دمي؟».
السعودية - مصر
في المقابل، يأمل منتخبا السعودية ومصر في تعويض خروجهما المبكر من الدور الأوّل عندما يتواجهان في مباراة شرَفية اليوم في فولغوغراد.
وبعد سحب قرعة النهائيات في كانون الأوّل، إستبشر المنتخبان خيراً، خصوصاً لغياب منتخب من الوزن الثقيل عن المجموعة كالبرازيل وألمانيا وإسبانيا وفرنسا، بيد أنّ مشوارهما كان سيئاً من حيث النتائج ومخيباً إلى حدّ ما لجهة الأداء.
وقال الأرجنتيني هكتور كوبر في غروزني بعد التمرين الأخير في معسكره الشيشاني: «نحاول ان نستعيد عافيتنا، فالخروج من الدور الأوّل شكّل ضربة قوية. نتمنى أن نكون أفضل ولا أعذار لدينا».
وعن إمكانية إجراء تغيير أو منح اللاعبين تعليمات خاصة لهذا الدربي العربي، أضاف: «اللاعبون الـ23 جاهزون وسأختار الـ11 الأنسب. هدفنا واحد وهو الفوز... لا تعليمات خاصة فالأمر لا يخرج عن كونها مباراة كرة قدم. هذه مباراة في كأس العالم، والفريقان سيخوضانها بشكل منضبط».
مصير كوبر مع المنتخب سيتحدّد بعد النهائيات، وهو الذي قاد مصر إلى نهائي كأس الأمم الأفريقية 2017 بعد غياب عن البطولة القارية منذ 2010، وإلى نهائيات كأس العالم بعد غياب 28 عاماً.
واعتبر المدرّب المخضرم «أنّ معظم اللاعبين لم يصل إلى مستوى عالمي في مسيرته. هذه أوّل بطولة دولية نخوض مُعتركها. حتى أنا، هذه أوّل تجربة لي في كأس العالم. أعتقد أنها أوّل مرّة يلعبون في ملاعب ممتلئة والضغط العصبي كبير عليهم. إنّ تَراكم الخبرات يمكن البناء عليه».
وستكون المواجهة الثالثة بين منتخبين عربيين في تاريخ النهائيات، بعد لقاء السعودية والمغرب في مونديال 1994 (فاز الأخضر 2-1)، والسعودية وتونس في مونديال 2006 (تعادل 2-2).
وعلى الجهة السعودية، حسّن المنتخب الأخضر من وضعه نسبياً في المباراة الثانية، بعد تغييرات أجراها مدرّبه الأرجنتيني خوان أنطونيو بيتزي على التشكيلة الأساسية التي خاض بها المباراة الأولى.
وقال بعد مباراة الأوروغواي: «ربما لم يكن أداؤنا كافياً لتحقيق نتيجة أردناها، لكن استحوذنا كثيراً على الكرة ونقلناها جيّداً... الهدف الذي سُجّل في مرمانا كان سيئ الحظ. لكننا لا نملك إمكاناتهم، لم نستطع المعادلة لكننا سيطرنا على اللعب».
وكان بيتزي، الذي قاد تشيلي إلى لقب كوبا أميركا 2016 ووصافة كأس القارات 2017، قد تولى مسؤوليته في تشرين الثاني الماضي، بدلاً من مواطنه إدغاردو باوتسا الذي أمضى شهرين فقط على رأس المنتخب.