أكثر من 4 ملايين شخص يعانون إلتهاب القولون التقرحي ومرض الكرون حول العالم، وشهدت الدول الصناعية الجديدة ارتفاعاً في نسب الإصابة حيث سُجل إصابة 6.3 لكل 100.000 شخص مصابين بإلتهاب القولون التقرحي و5.0 حالة لكل 100.000 شخص مصابين بمرض الكرون بما في ذلك دول الشرق الأوسط.
مما لا شك فيه ان مرض الأمعاء الإلتهابي مرتبط بشكل وثيق ومعدلات مرتفعة بالقلق والاكتئاب لدى المرضى ويعود سبب ذلك الى انخفاض جودة الحياة. فما هو مرض التهاب القولون التقرحي والكرون، وما هي الأسباب المسؤولة عن ارتفاع الإصابة في لبنان؟
يُصادف اليوم العالمي لمرض الأمعاء الإلتهابي ( IBD) مع عيد الاب، وبالمناسبة رفع الخبراء الصوت لإلقاء الضوء على هذا المرض والنسب المرتفعة وكيفية معالجتها والوقاية منها؟ يشدد خبراء بارزون في لبنان على ضرورة رفع الوعي حول تزايد الإصابة بهذا المرض بين المجتمعات. ويرتبط مرض الأمعاء الالتهابي بحدوث اضطرابين هما التهاب القولون التقرحي (UC) ومرض كرون (CD) اللذان ينجم عنهما التهاب مزمن في الجهاز الهضمي.
مرض مزمن يمكن التعايش معه
وعند الإصابة بمرض الأمعاء الالتهابي، تكون الاستجابة المناعية الطبيعية في الجهاز الهضمي في حالة عالية النشاط. مما يترتب عليه حدوث التهاب في الجهاز الهضمي والذي ينتج عنه تورم وتقرحات وانسداد والتهابات.
حتى الآن، لا توجد أسباب واضحة للإصابة بالتهاب القولون التقرحي ومرض كرون، الا ان العلماء يعتقدون ان التفاعل بين الجينات او الجهاز المناعي او عوامل البيئة المختلفة يمكن ان تؤدي الى حدوث المرض. وغالباً ما يتم تشخيص التهاب القولون التقرحي ومرض كرون خلال مرحلة البلوغ. ويعتبر هذان المرضان من الأمراض المزمنة التي يتوجب على المرضى التعايش معها طوال حياتهم.
تحديات واحتياجات كثيرة
وفي هذا الصدد، رأى استاذ طب الجهاز الهضمي في المركز الطبي في الجامعة الاميركية في بيروت الدكتور علاء شرارة، "إن التعايش مع هذه الظروف المرضية يترك تأثيراً كبيراً في الصحة البدنية والذهنية للمريض، وقد تؤثر بشكل كبير في نمط الحياة الاجتماعية للمريض والعلاقة الأسرية والعملية والدراسية. ومع تطور مراحل المرض، يواجه المرضى تحديات كبيرة وحاجات غير ملباة لهم. لذلك يجب علينا كأطباء الاستمرار في اكتساب المزيد من المعرفة العميقة لهذه الأمراض من أجل مواصلة تطوير خيارات العلاج باكتشاف أساليب جديدة".
الأعراض الشائعة
يؤثر التهاب القولون التقرّحي فقط في القولون والمستقيم، ألا وهي الأمعاء الغليظة. ويظهر على شكل قرحات (القروح المفتوحة). أما عن الأعراض الأكثر شيوعًا لالتهاب القولون التقرحي فتتمثل بـ:
* الشعور بعدم ارتياح في منطقة البطن
* ظهور دم او صديد في الخروج.
اما بالنسبة الى مرض كرون فهو قد يؤثر في أي جزء من الجهاز الهضمي.وقد تشمل الأعراض الشائعة:
* ألم في البطن
* الإسهال
*نزيف المستقيم
* فقدان الوزن
* الحمى.
اهم العلاجات
بدوره، أكد المدير التنفيذي للخدمات الطبية والتنظيمية وضمان الجودة في شركة "تاكيدا" في الشرق الأدنى ومنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا الدكتور ماجد كامل اننا "نهدف في الشركة إلى تحسين حياة المرضى الذين يعانون أمراض الجهاز الهضمي من خلال تقديم الأدوية المبتكرة التي تستهدف تثبيط مسببات المرض الأساسية. إن إلتزامنا بالعمل الجاد على البحوث المتقدمة في مرض الأمعاء الالتهابي، يأتي من فهمنا العميق للتحديات والحاجات الفريدة لكل من الأشخاص الذين يعانون هذا المرض والأطباء الذين يعالجونهم. ومن جهة أخرى، نحرص على أن تكون لدينا النظرة العميقة والإحاطة بمختلف وجهات النظر المتعلقة بتجربة المرضى، والعمل على توفير أدوات أفضل لتحسين علاج المرض".
ولكن كيف يمكن تشخيص المرض؟ يتم تشخيص الفرد المصاب بمرض الأمعاء الالتهابي على أساس الأعراض المصاحبة للمرض والتاريخ الطبي له، لذلك يتم استخدام سلسلة من الاختبارات للتأكد من صحة التشخيص. وقد تشتمل هذه الاختبارات:
- على فحص الدم والبراز
- إجراء التنظير الداخلي
- التصوير.
اما على العلاجات فتختلف وفق الحالة والأعراض، ويكون العلاج اما أدوية أو تدخل جراحي أو مكملات غذائية أو مجموعة من هذه الخيارات. وتهدف هذه الإجراءات العلاجية إلى تخفيف حدة المرض ومنع تفاقمه وتحسين نمط الحياة.
ويمكن شركاء القطاع المختلفين بما في ذلك الحكومات والجمعيات العلمية والمستشفيات وشركات صناعة الأدوية أن يلعبوا دوراً تكاملياً لزيادة الوعي حول مرض الأمعاء الالتهابي في لبنان والمنطقة، لتحسين حياة الأشخاص الذين يعانون التهاب القولون التقرحي ومرض كرون.