تُعتبر الشائعات الطبّية من أكثر السلبيات المضرّة بالمجتمع، بسبب إمكانيّتها على قتل المرضى قبل إصابتهم بالمرض ذاته، لا سيما الأمراض الخطيرة كالسرطان بجميع أنواعه. فما هي أبرز الحقائق والشائعات التي يتناقلها اللبنانيون عن السرطان؟
 

ارتفعت نسبة الإصابة بالسرطان في السنوات الاخيرة في العالم ككل ولاسيما في لبنان، الامر الذي يُرعب اللبنانيين الذين يرفض بعضهم حتى تسمية هذا المرض بل يعرفون عنه بـ»هيداك المرض» أو بالـ»المرض الخبيث». ولعلّ هذا الخوف من الإصابة ساهم في نشر الشائعات بهدف الوقاية، الّا أنّ تناقل هذه المعلومات الخاطئة تؤثر على الوعي والتعامل مع المرض. في هذا السياق طرحت «الجمهورية» أبرز الشائعات على خريج مستشفيات الولايات المتحدة والبروفيسور السابق في جامعة فلوريدا، والرئيس الحالي لقسم علاج الأورام بالإشعاع في مركز كليمنصو الطبي البروفيسور نيقولا زوين الذي اوضح لنا عن الحقائق والشائعات المرتبطة بهذا المرض.

حمّالة الصدر تسبّب السرطان

يقول د. زوين «اظهرت كل الدراسات أن لا علاقة لحمالة الصدر بالسرطان. ونحن فقط ننصح المرأة بارتداء الحمالة الرياضية المكوّنة من القطن والخالية من الحديد بعد خضوعها للعلاج الشعاعي للحدّ من الضغط على الثدي ومن اجل راحتها. وتجدر الاشارة الى أنه ليس صحيحاً أيضاً أنّ تعرّض الثدي الى رضوض يحفّز الإصابة بالسرطان».

تجميل الثدي و«البروتيز» يسبّبان السرطان

يكشف د. زوين أنه «في السابق كنّا نستعمل «السيليكون» عند تجميل الثدي، وكانت هذه المادة تسبّب الالتهاب وليس السرطان في حال تمزّقت وتسرّبت داخل الثدي. أمّا اليوم، فتغيّرت تركيبة «البروتيز» التي باتت تتألف من الماء والملح، وبالتالي فإنّ تمزقها لا يحمل أيَّ خطر على صحة المرأة. ولكن يوجد امر اساسي على اطباء التجميل الانتباه له، وهو اخضاع ايّ سيدة الى التصوير الشعاعي للثدي والتصوير بالرنين المغنطيسي للتأكد من عدم وجود السرطان، قبل التجميل».

مزيلاتُ العرق تسبّب السرطان

شائعة اخرى غير صحيحة، لا سيما أنّ العبوات الحديثة لا تحتوي حتّى على الكحول.

السرطان وراثي

بحسب د. زوين «في لبنان، يظنون أنه اذا أصيب فرد من العائلة بالسرطان، فهذا يزيد فرصة اصابة الافراد الآخرين به، لأنّ الموضوع وراثي بالنسبة لهم. ولكن في الحقيقة يهمّني أن اوضح أنّ معظم السرطانات ليست وراثية، وقسم ضئيل جدّاً منها وراثي، فالامر متعلق بالجينات التي لا علاقة لها بالوراثة».

الميكروويف يسبّب السرطان

يوضح د. زوين أنّ «الشعاع داخل الميكروويف، لا يملك الطاقة الكافية لتكسير الحمض النووي (DNA) للإنسان الواقف بجانبه والتسبّب له بالسرطان، كذلك لا يؤثر على المرأة الحامل. ولكن انتبهوا من وضع «البلاستيك» في الميكروويف، فبعضها لا يصلح لهذا الاستعمال ويؤدي الشعاع الى ذوبان المواد المسرطنة منها ودخولها الى الاكل»، مضيفاً «الزجاج آمن من ناحية تسخين الاكل في الميكروويف، وفي حال اللجوء الى البلاستيك تأكّدوا أنها مخصّصة لهذا الاستعمال، كما أنّ الاكل لا يتأثر بالشعاع ولا يصبح مسرطِناً».

القهوة تسبّب السرطان

يشير د. زوين الى أنه «كشفت دراسات سابقة اجرتها الامم المتحدة في سنوات 1980-1990 أنّ القهوة تسبب بعض السرطانات، الّا أنه سرعان ما نفت دراسات دقيقة اخرى هذه المعلومة. ولكن حديثاً طلبت ولاية كاليفورنيا وضع إنذار على علب البن للتحذير من امكانية الاصابة بالسرطان بناءً على الدراسة القديمة. كما انه لا توجد ايّ دراسة تؤكد أنّ البن يحمي من السرطان».

الوجبات السريعة والحلويات تسبّب السرطان

يلفت د. زوين الى أنّ «هذه المعلومة منطقية، لأنّ البدانة تزيد نسبة الهرمونات في الجسم فتسبّب سرطان الرحم للسيدات وسرطان البروستات عند الرجال، كما أنّ البدانة تصعّب علاج السرطان».

الجراحة تنشر السرطان في الجسم

يقول د. زوين إنّ «الجراحة لا تنشر السرطان بشكل عام، ولكن بعض انواع السرطان «كالساركوم» الذي يصيب العضل أو العظم، يسبب القصّ داخل هذا التورّم من انتشار السرطان».

السرطان مرض تجاري؟

ينفي د. زوين هذا الموضوع مبرّراً «أنّ كل المخلوقات كالحيوانات مثلاً تصاب بالسرطان، وهو مرض قديم جداً. وهو ليس مرضاً تجاريّاً ولكنّ المشكلة التي نعاني منها في دول العالم ككل، أنّ كلفة الادوية والعلاجات الجديدة مرتفعة، لأنّ كلفة الابحاث باهظة جدّاً».

لا عوارض تدلّ على الإصابة

يشرح د. زوين أنه «لا توجد عوارض خاصة بهذا المرض، بل إنها تشبه عوارضَ أيِّ مرض آخر، ما يؤخّر التشخيص في الكثير من الاحيان بسبب ظنّ الطبيب أو المريض أنها عوارض مرض آخر».

بعض الأعشاب تشفي من السرطان؟

يشير د. زوين الى أنّه «تكثر المقالات غير الطبّية والخاطئة على مواقع التواصل الاجتماعي التي تنصح ببعض الوصفات العشبية والعلاجات الشعبية للعلاج والوقاية من السرطان.

ونحن نتمنّى لو كانت الامور بهذه السهولة، وأدعو الجميع الانتباهَ الى هذا الموضوع لأنّ هناك الكثير من الشركات التي تتاجر بالاعشاب والفيتامينات وتستغلّ المرضى دون تحقيق ايّ نتيجة. والوقاية تكون بالحياة العادلة والابتعاد من المحفزات التي تسبّب بعض انواع السرطان كالتدخين والكحول والشمس وبعض المكولات، اضافةً الى الكشف المبكر عبر الفحوصات، كما أنّ الشفاء يرتبط بنوع السرطان ومدى انتشاره، والكثير من المرضى شفوا بالكامل من المرض عندما اكتشفوه باكراً».