لم يبق خطاب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الموجه إلى إيران من دون رد وان جاء الرد المماثل الرسمي متأخرا بعض الشيء من قبل نظيره الإيراني محمد جواد ظريف.
ونشرت صحف إيرانية يوم الأمس مقالا لوزير الخارجية ظريف يخاطب فيه ظريف نظيره الأمريكي ويطرح مطالبات بلده من الولايات المتحدة الأميركية تتشكل من 15 بندا مقابل 12 بندا طرحه بوميو.
وقبل طرحه المطالب 15 يستهل ظريف مقاله بالغاء مصداقية مطالب نظيره معتبرا تلك المطالب مسيئة لسيادة إيران الوطنية وتدخلا في شؤون إيران ومناقضا للاعراف الدولية وخرقا للقانون الدولي وتصرفا غير حضاري.
ويصف ظريف في المقال الرئيس الامريكي وحاشيته بانهم يتبعون سلوكا غير منطقي ويتخذون قرارات فجائية ولا يكترثون بالقوانين والأعراف الدولية وتستند سياساتهم على الأوهام والخيال.
ثم طالب ظريف امريكا باحترام استقلال وسيادة إيران وعدم التدخل في شؤونها والتخلي عن استخدام لغة التهديد والتعويض عن الخسائر المترتبة على الإجراءات غير القانونية التي اتخذتها ضد الشعب الإيراني والتعهد بعدم العودة اليها.
إقرأ أيضًا: أكاذيب ترامب وبومبيو عن إيران
وأشار ظريف الى لائحة لتصرفات الولايات المتحدة العدائية تجاه إيران ومنها مصادرة اموال إيرانية بعد انتصار الثورة وشن عدوان عسكري ضد إيران ونقديم المساعدة العسكرية اللا محدودة لديكتاتور العراق البائد وتقديم المأوى لمن يروجون لاستخدام العنف ضد إيران داعيا واشنطن بإيقاف سياساتها العدائية الاقتصادية التي استمرت لأربعة عقود ضد إيران وإزالة العقوبات المفروضة على طهران والتخلي عن دعم اسرائيل و التعويض عن الخسائر الناجمة من نكثها الصريح للاتفاق النووي.
وهكذا يعتبر ظريف ان لا جدوى من وراء المفاوضة مع الولايات المتحدة لأنها لا تلتزم بتعهداتها ولا تحترم قراراتها وهنا يكمن سر رفض إيران العودة إلى المفاوضات مع أمريكا.
وبالرغم من ان إيران ترفض الدخول في المفاوضات مع أمريكا بشكل مباشر الا ان الحوار بين الطرفين يجري عبر الخطابات والمقالات والردود الشفهية والرسائل.
ان الولايات المتحدة لا تريد اسقاط النظام الإيراني وانما تحاول ان تجبرها على التفاوض عبر فرض اشد العقوبات على إيران. يرى الرئيس ترامب ان للعقوبات تاثير كبير وحاسم على تغيير سياسات إيران واخضاعها الى الجلوس معها على طاولة المفاوضات، وصرح ترامب اكثر من مرة بان العقوبات ضد إيران كانت لتؤدي الى استسلامها لو انها استمرت لشهرين اضافيين ولكن سلفه اوباما خسر تلك الفرصة.
وما يغفل عنه ترامب هو أن اوباما لم ينجح في إخضاع إيران الى الدخول في المفاوضات معها إلا بعد ابداء المرونة تجاهها وتقديم وعود صادقة التزم بها رغم تشدد النواب الأمريكيين. فأين ترامب من أوباما؟!