لأيام متتالية تتصل بمهرجانات الصيف الدولية، وبتنظيم مشترك بين السفارة الفرنسية في لبنان و«سوليدير» وبلدية بيروت، تصدح الموسيقى والأغاني لتتحول العاصمة بيروت وعدد من المناطق اللبنانية الأخرى إلى فضاء مفتوح على التلاقي في الهواء الطلق مع التيارات والاتجاهات الموسيقية الحديثة، وبنبض شبابي تعددي ومتنوع... إنه «عيد الموسيقى» في نسخته الدولية الـ37.

تتنفس بيروت التظاهرة مع العديد من العواصم العالمية لا سيما باريس، التي تشهد تظاهرة موسيقية استثنائية لأول مرة في قصر الأليزية، حيث تعزف موسيقى الالكترو، ويتقدم الحضور الرئيس الفرنسي ماكرون وعقيلته.

غالبية المدن والبلدات في العالم تقدم المشاهير والهواة، الذي يحيون حفلاتهم، وستعزف فرق عدة غربية وشرقية، ومنها فرق عدة احتشدت للعيد أمس في وسط بيروت، في ساحة النجمة، وأدراج الحمامات الرومانية، والواجهة البحرية، امتداداً إلى شوارع مار مخايل والجميزة والأشرفية، وصولاً إلى منطقتي الحمراء وكليمنصو.

تظاهرة موسيقية كبيرة، وبأصوات مغنين اتخذوا من هذه المناسبة موعداً سنوياً. يخاطبون خلاله الآخر بلغة عالمية إنسانية كافة الأذواق الشبابية، وفرق عديدة في العالم تحيي حفلات لأطفال اللاجئين والمهاجرين تخفف عنهم معاناتهم ومآسيهم، فيما تخصص عائدات بعض الحفلات لأعمال ترميم مبان وساحات تراثية.

كل أنواع العزف على آلات البيانو والغيتار والإيقاع والساكسوفون، وغناءً لأعمال فنية وأخرى تحاكي شباب اليوم وأنغام «التكنو» والالكترو...

الأماكن بناسها، والجميع من مختلف الفئات والأعمار مع طغيان العنصر الشبابي، احتفلوا أمس بليل مديني مفتوح حتى ساعات متأخرة، وبايقاع إيجابي جداً، وصدحت في المدينة موسيقى البوب و«الإلكترو بوب» و«الفيوجن» و«إلكترو شرقي» و«الروك» وغيرها من أنواع الموسيقى، أدتها مباشرة أمام الجمهور فرق عدة في عروض موسيقية حية، وصاخبة، ومنها فرق لبنانية معروفة كـ«آسيد آراب» و«ليموناد» و«مدرسة الفنون لغسان يمين»، إضافة إلى هيصات فنية وموسيقية أخرى يقدمها الـ«دي جي» جو حداد وفريق «بيتلاليبوس» لأغاني الراب و«إن سانيتي كيو» لموسيقى الروك، وسواها.

أما محبو الموسيقى الغربية من نوع «نيرفانا» و«غوريلاز» و«ذا كيور» فكانوا في شارع مار مخايل الذي استضاف الموسيقيَّين فادي طبال وإلياس مارون.

تظاهرة ودية ينظمها كل سنة «المركز الثقافي الفرنسي» و بنسختها 18 في بيروت، ستطال مناطق أخرى خارج العاصمة في بلدات ومدن شمالية وشوفية وكسروانية وبقاعية وجنوبية ومتنية، تستمر لأيام، في أجواء تتنفس الحرية والهواء والبهجة بالموسيقى والأغاني ومن المفترض أن تصل أصداؤها إلى مدينة بعلبك وإلى 13 بلدة وقرية في مناطق لبنان، إضافة إلى العاصمة بيروت، كل هذه الموسيقى مع نحو 90 فرقة محلية وأجنبية وعربية والناس ترقص وتغني مجتمعة بكل لغات العالم، وبعيداً عن الأجواء السياسية، وهموم الحياة اليومية، التي يعيشها اللبنانيون. فالموسيقى تعطيهم الحب والثقة بلبنان، وبلغة تخاطب تعددية موسيقية، تعطي بيروت هويتها وحيوتها، وصخبها، مختبراً للفنون والثقافات العالمية.

(يقظان التقي)