ليلة عصيبة شهدتها طوارىء مستشفى الهراوي الحكومي في زحلة بعد وصول حالة طارئة لابنة الـ 33 عاماً، كانت تتقيأ دماً وحالتها حرجة جداً، عمل الطاقم الطبي في قسم الطوارىء كل ما بوسعهم إلا انها لم تصمد طويلاً، أغمضت العاملة الأثيوبية عينيها الى الأبد دون ان يفهم احد ما جرى معها. هي التي لم يمرّ على وجودها في لبنان سوى شهرين، ستعود الى بلادها بتابوت بعدما خطفها الموت سريعاً مخلفة وراءها أكثر من فرضية طبية وتساؤلات لا تنتهي.
وصلت الفتاة الاثيوبية الكسي زنبش الى الطوارىء بحالة حرجة جداً، فجأة بدأت تتقيأ دماً وتعجز عن التنفس، الإسعافات الاولية والعلاجات الضرورية لمثل هذه الحالة تمّ القيام بها لكنها لم تستجب كثيراً وما لبثت ان فارقت الحياة.
لم تنجح كل المحاولات
"لم نكن نعرف من اين تنزف، وما سبب النزيف هذا حتى قمنا بصورة للرئة كشفنا لنا عن وجود كمية كبيرة من الدم. كانت تعجز عن التنفس وهذا امر طبيعي نتيجة الدم الموجود في الرئة ما دفعنا الى وضع انبوب لسحب الدم من الرئة وتعويض السوائل نتيجة النزيف ورفع نسبة الاوكسجين بعد ان وصل الى 60%". هكذا وصف طبيب الطوارىء في مستشفى الياس الهراوي الحكومي حالة الكسي الصحية.
احتمالات وفرضيات طبية كثيرة، أُخذت عينات دم وسائل من المعدة بالإضافة الى الصورة الشعاعية للرأس الرئة وفحص الطبيب الشرعي لكتابة التقرير النهائي لسبب الوفاة. يتابع طبيب الطوارىء حديثه قائلاً "لقد توقف قلبها ونجحنا في انعاشه لكنها سرعان ما توفيت. لم تنجح كل محاولات انعاشها والاسعافات الطبية في انقاذها ، كانت تنزف بغزارة. لا استبعد بعض الفرضيات التي تعتبر اقرب الى المنطق وحالة الكسي وأهمها : الاصابة بجلطة رئوية، او فاريز بالمريء، او قرحة مزمنة او انفجار شريان. لكن تبقى هذه الاحتمالات مجرد فرضيات الى حين انتهاء التحقيقات".
شكوك وفرضيات
يصعب على الطبيب ان يصدق ما جرى، حزين وغير مصدق يقول: "انا حقيقة لم انم، افكر ما قد يكون سبب هذا النزيف، كانت تتقيأ دماً كثيراً، حزنت كثيراً عليها لقد توفيت شابة. حتى اني شككت من احتمال اصابتها بالسل لكن العائلة التي تعمل لديها اكدت لنا ان فحوصاتها كلها جيدة وهي لم يمر على قدومها الى لبنان سوى شهرين".
في المقابل، أوضحت السيدة سمر الجباوي التي تعمل لديها الكسي في حديث لـ"النهار" انها لم تكن تعاني من شيء، لم يكن هناك اي عارض، علماً اننا اجرينا لها كل الفحوص ولم يتبين وجود اي خلل او ما يدعو للخوف او القلق. حتى قبل توجهنا الى المستشفى، لم تكن تشكو من شيء، رتبت المنزل بشكل طبيعي".
وفق الجباوي "مرّ على وجودها معنا شهرين ونصف شهر وكنا نعمل على اوراقها وتحضير اقامتها لتستمر بالعمل معنا. كانت ستحل مكان زميلتها التي ستغادر بعد شهر، لكن الموت غدر بها وكُتب لها الموت باكراً..."الله يرحمها ما بعرف شو بدي قول".