لازالت قضية إعطاء تأشيرات الدخول والخروج (للرعايا الإيرانيين) إلى لبنان وفق بطاقات منفصلة عن جوازات سفرهم، موضع نقاش سياسي، وسط صمت حكومي لبناني عن الإجراءات المتعلقة بمراقبة الجوازات خصوصاً (الإيرانية) في المطار.
وفي هذا السياق، اعتبرت مصادر سياسية لبنانية، نقلاً عن صحيفة "العرب"، أن "الإجراء الذي اتخذته السلطات اللبنانية المعنية والقاضي بإعفاء المواطنين (الإيرانيين) الذين يدخلون لبنان من ختم جوازاتهم يندرج في سياق التقارب (اللبناني – الإيراني)، خصوصاً منذ انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية في أواخر أكتوبر 2016" على حد قولها.
وأوضحت أن "مثل هذا الإجراء الذي يسمح للإيراني بأن يكون ختم دخوله إلى لبنان على ورقة منفصلة عن الجواز يسهل عملية انتقال (رجال الحرس الإيراني) إلى لبنان ومنه إلى (سوريا)".
كاشفةً، أن "الجانب الأهمّ في الإجراء هو في تطبيق المعاملة بالمثل على اللبنانيين الذين يزورون طهران، فهؤلاء لا تختم جوازاتهم عند منافذ (الحدود الإيرانية) وذلك كي لا يتعرضوا لأي مضايقات لدى محاولتهم الحصول على تأشيرات أوروبية أو أميركية".
ومن ناحية أخرى، لفت المراقبون إلى "الحملة التي تشنها الصحافة الغربية، وما أثارته صحيفة "واشنطن تايمز" الأميركية مؤخراً من تسليط الضوء على وضع مطار بيروت وسيطرة (حزب الله) عليه وتحويله إلى معبر لتهريب (عناصر الحرس الإيراني)".
ويستغرب هؤلاء "صمت الطبقة السياسية الحاكمة عن هذا الأمر بحيث نأت وزارة الخارجية اللبنانية بنفسها عن الإجراءات المتعلقة بمراقبة الجوازات".
وتكشف بعض المعلومات أن "واشنطن وعواصم القرار الكبرى غير مرتاحة للدور الذي لعبته بيروت في هذا الصدد ما منع أجهزة الأمن الدولية من رصد دقيق لحركة تنقل الإيرانيين...".
أما من الناحية الخليجية، اعتبرت مصادر خليجية أن "إخفاء (التأشيرة الإيرانية) عن جوازات اللبنانيين يشوه المعلومات الخاصة بمن يتقدمون بطلب تأشيرات من دول الخليج".
وبدورها، تتخوف بعض الأوساط اللبنانية من أن "تؤدي الحملة الدولية بشأن أمن مطار بيروت وسيطرة (حزب الله) عليه إلى تعليق بعض الدول لا سيما الخليجية رحلاتها إليه عشية موسم الاصطياف والسياحة في لبنان"، بينما تربط بعض الأوساط "إثارة موضوع غياب التأشيرات عن الوافدين الإيرانيين إلى لبنان ووضع مطار بيروت من قبل الصحافة الغربية بمسألة التأخر في تشكيل الحكومة اللبنانية".
اما المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم فقد نفى مجدداً أن يكون الأمن العام ميز الرعايا الإيرانيين عن سائر الرعايا بعدم ختم جوازات سفرهم في المطار، موضحاً نقلاً عن محطة L.B.Cأن "عدم ختم جوازات السفر هو لمن يرغب ولمن لديه أسباب خاصة، وأن هذا الإجراء ليس جديداً تكفله القوانين الدولية وحرية التنقل".
وكشف إبراهيم أن كل "المعلومات حول حركة المطار تحفظ في الكومبيوتر، والأمن العام بصدد إنشاء معابر الكترونية في المطار".