تأليف الحكومة يتعثر، والإفلاس يهدد لبنان بحسب المسؤولين أنفسهم، سواء الرسميين منهم أو ممثلي القطاع الخاص، آخرها إشارة رئيس غرفة التجارة والصناعة محمد شقير في حديث إذاعي الى جدية المخاطر الاقتصادية، ومما اقترحه كحل سريع لتفادي الانهيار التام العودة عن سلسلة الرتب والرواتب.
وهكذا حين يعجز المسؤولون عن إيقاف إهدار المليارات نتيجة سياساتهم وحين يكون الفساد قد اصبح سرطانا مستشريا يعانيه المجتمع ككل، لا يبقى سوى مد اليد لرواتب الموظفين واسترجاع السلسلة التي حصلوا عيها لتوفير مليار أو مليارين كان يمكن توفيرها فقط من وقف الإهدار المشرع على مصراعيه في ملف الكهرباء.
يكفي أن نراجع عناوين الصحف في الايام الماضية، كي نكتشف حجم الخراب الذي يغرق فيه الوطن، لدرجة تجعلنا نسأل هل لا يزال لدينا وطن حقاً أو مجرد ساحة وملعب نتناتش الكرة فيه!؟
ومنذ ان تسربت انباء صفقة التجنيس العتيدة هذه عينة من بعض عناوين الصحف:
من أوقع الرئيس عون في شر توقيع مرسوم التجنيس؟
من أخفى عن رئيس الجمهورية المعلومات الحقيقية عن بعض المجنسين؟
3 كتل نيابية تتحضّر للطعن...
الاحتجاجات على "التجنيس" تتسع والرئاسة تعتبره "ملفات شخصية"
أضرار دائرية للتجنيس ونقطة خطر خارجية
عقوبات دولية قد تتقدم صفقة التجنيس هل يبادر عون إلى إلغاء المرسوم الملتبس؟
تجنيس الأغنياء يفيد لبنان أم خطر عليه؟
وقبل أن يجف حبر مشكلة التجنيس برزت مشكلة الخلاف بين وزير الخارجية ومفوضية اللاجئين، ومن العناوين:
باسيل يتّخذ أول اجراء ردعي بحق "مفوضية اللاجئين"
وقف باسيل طلبات إقامة لمصلحة مفوضية اللاجئين يثير ردوداً... والحريري كان أبلغه رفضه طالباً سحبه
باسيل يواجه الأمم المتحدة...
الاشتباك مع مفوضيّة اللاجئين يتمدَّد داخليّاً!
ثم برز مقال روبرت فيسك عن تشويه جبال لبنان وبيعها وكتب عنه عقل عويط مقالته:
" إنهم يبيعون لبنان!" جاء فيه أن "جبال لبنان تُمحى من الخريطة: هل هناك مَن يبالي؟"، لبنان بلد السياحة والاصطياف!!
وقبل ان يغلق أي من الملفات السابقة أتحفنا قاسم سليماني بوضع يده رسمياً على البرلمان: معلناً ان "حزب الله" "فاز للمرّة الأولى بـ74 صوتًا في البرلمان من أصل 128 مقعداً". وانه وللمرة الأولى في تاريخ لبنان، فازت شخصية منسوبة لـ"حزب الله" في بيروت وهي شيعية... موقعاً بالخط العريض ان حلفاء ايران مجرد ارقام بتصرف الولي الفقيه، وان ولاية لبنان صار لها "ساتراب" اضافي رسمي وأصيل بدل وكلائها المحليين...
اما آخر نكتة سوداء وصلتني تلخص وضع الاخلاق والقيم في بلاد الارز فهي:
أن مواطناً اعطى الموظف مئتين الف ليرة رشوة لإنجاز معاملة وبسكوتة كانت في جيبته...
الموظف أخد المئتي الف ورجع البسكوتة ....
قال: صايم .وياما بتغطي "اللهم إني صائم" مما لا يرضاه لا الدين ولا الأخلاق.
هذه حالنا وحال البلدان العربية ايضا كما يشير مؤشر المركز العربي، حيث يجمع الرأي العام العربي تقريباً وبنسبة تبلغ 91% على أنّ الفساد الماليّ والإداريّ منتشرٌ في بلدانه، مقابل 6 في المئة قالوا إنه غير منتشرٍ على الإطلاق.
55% في المئة منهم قيّموا الوضع السياسي لبلدانهم بأنه سلبيّ مقابل 39 في المئة قوّموه بأنه إيجابيّ. أما ما يجمع أكثر من ربع المواطنين العرب، 26%، فهي ترك بلدانهم والهجرة منها بلا رجعة.