سماحة العلامة السيد علي فضل الله حامل الأمانة بحق ,أمانة والده المرجع الكبير سماحة آية العظمى الله السيد محمد حسين فضل الله قدس الله سره.
حمل الأمانة ومازال صائناً للوصية حامياً للوديعة .
الوديعة التي تركها سماحة المرجع رحمه الله , وديعة المواقف الثابتة ,والفتاوى الجريئة .
وديعة تحديث الفكر الديني والشيعي على وجه التحديد.
لم يزل سماحة السيد علي فضل الله عنوان أبيه والناطق بإسمه بكلمة الحق وموقف الصدق.
الحوار مع سماحة السيد علي فضل الله لا ينتهي وهو البحر الزاخر بالفكر الاسلامي الحديث وهو المكتبة الاسلامية التي مازالت تنبض بتعاليم الدين والحياة.
التقينا سماحة السيد علي في دارته وكان الحوار حول قضايا الساعة في لبنان .
سماحة السيد وسط النزاعات القائمة في موضوع الزواج المدني نقل عنكم أن لا إشكال فيه إذا لم يكن مخالفاً للتشريع الاسلامي ما هي رؤيتكم لتطويع أو شرعنة الزواج المدني كما أشرتم؟
تحدثنا أن الزواج المدني هو بنفسه زواج إسلامي لناحية الشكل حيث لا يشترط أن يتم عقد الزواج عند عالم الدين لذلك فلا إشكالية فيه لناحية المضمون إلى جانب أن الاختلاف قد يكون في التفاصيل خصوصاً التفاصيل المتعلقة بإنهاء عقد الزواج وقد يكون الاختلاف في موضوع الزواج المدني فيما يتعلق بالإرث والحضانة وغيره من التفاصيل.
ونحن نؤكد على ضرورة أن نسعى لدراسة هذا الأمر جيداً لأننا نخشى أن يخل الزواج المدني بموضوع الاسرة والمجتمع، وأما في موضوع تطويع الزواج المدني فهناك جوانب يمكن معالجتها كموضوع الطلاق وحضانة الاولاد والارث وغير ذلك وكذلك الأمر في موضوع الطلاق أو الوفاة فيحق للمرأة أن تشترط في عقد الزواج ما تريد كما يحصل في ايران وغيرها من الدول الإسلامية مثلاً وفي هذه التفاصيل يأتي موضوع تطويع الزواج المدني.
ومن ناحية أخرى الزواج المدني الذي يطرح الآن في لبنان ينطلق من موضوع الدولة المدنية وهو خيار البعض لكن هنا نريد ان نحافظ على صيغة الاحوال الشخصية وأن تبقى في إطارها الديني حفاظاً على واقع الاسرة لا سيما في المجتمع الاسلامي في لبنان.
وأما الذين لا يريدون أن يكون هناك زواج ديني فنحن ندعوهم إلى اعادة النظر لأن الزواج الديني يحفظ الاسرة وجميع شؤونها ونعتقد أن أي تعقيدات يعتبرونها موجودة في الزواج الديني هي قابلة للحل انطلاقا من سعة الاسلام في هذا المجال.
ومن ناحية أخرى فإن طرح موضوع الزواج المدني لانرى فيه مصلحة في الوقت الراهن ونحن بحاجة الآن إلى توحيد الجهود للخروج من الازمات الحالية التي نمر بها في لبنان خصوصاً وأن هذا الموضوع هو موضوع خلافي بين كثير من اللبنانيين.
سماحة السيد , في حمأة المناقشات حول القانون الانتخابي ما هو برأيكم القانون الأفضل لمتثيل اللبنانيين.
المشكلة ليست دائماً بالقانون المشكلة بالانسان ما هي القواعد التي ينتخب اللبناني على أساسها وهل يتأثر اللبناني بالمصالح الخاصة بالانتخاب وعلى أي اساس ينتخب المواطن اللبناني وكذلك النائب المرشح هل يطرح مشروعاً معيناً أم مجرد شعارات لذلك علينا أن نفكر بدايةً بالانسان اللبناني.
وعلى مستوى القانون نحن نؤيد القانون النسبي الذي يكفل وصول كل فئات المجتمع للتعبير عن نفسها بعيداً عن قانون المحادل الكبرى.
سماحة السيد , في ظل الاحتقان الطائفي والمذهبي الذي نعيشه في لبنان هل تتخوفون من حرب مذهبية وما هي رسالتكم على هذا الصعيد؟
نحن نثق بوعي اللبنانيين ونثق بوعي المسؤولين وإن اللبنانيين جربوا كل الحروب فلم تنتج لهم شيئاً سوى القتل والخراب وبالنهاية لا بد لهم من الاتفاق فيما بينهم كما حصل سابقاً في الدوحة وقد آن الاوان أن يتعلموا من تجاربهم وأن لا يقعوا في المحظور وإن كنا نخاف من الذين يعملون على بث الفتنة سواء كانوا في الداخل أو في الخارج لذلك نؤكد على اللبنانيين أن يكونوا واعين بأن هناك من يسعى لاثارة الفتن ولكن نعتقد أن المرحلة الحالية لا تسمح باي حرب مذهبية لكن قد تكون هناك أحداث تحصل هنا وهناك ولا بد ان نفكر في كيفية وقاية هذا البلد في سبيل منع أي تداعيات على هذا الصعيد.
مولانا سماحة السيد , نشرت إحدى الصحف تلقيكم رسالة ايرانية تطلب عدم ذهابكم للمشاركة في أحد المؤتمرات في ايران ما هي حقيقة هذا الأمر؟
كن مدعوين لمؤتمر تكريم احد العلماء وكان لي كلمة في المؤتمر لكنهم ، اعتذروا فيما بعد ووعدوا بأن يبينوا الأسباب لاحقاً وهي رسالة غير سياسية وغير رسمية وأنا كنت منذ مدة في ايران وشاركت في أحد المؤتمرات والتقينا بعدد من المراجع في ايران ونحن لم نصنف الرسالة ضمن الاطار السياسي.
ما هي رؤيتكم للمواطنة خاصة في حال تناقضها مع بعض الفتاوى الفقهية؟
المواطنة لا تتناقض مع الدين فمن واجب الانسان من واجبه المحافظة على النظام العام ومن واجبنا المحافظة على المجتمع ولا مشكلة بين المواطنة والفتاوى إلا إذا كان هناك ما يخالف الحكم الشرعي كما أن الحكم الشرعي يراعي بعض الامور التي تعني المواطنة وليس للانسان أن يسيء إلى سلامة المجتمع.
حاوره كاظم عكر