ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس اختتام أعمال سينودوس أساقفة الكنيسة المارونية، في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي، بمشاركة مطارنة لبنان وبلدان الإنتشار.

والقى الراعي عظة بعنوان "أحمدك يا أبت، يا سيد السماء والأرض"، قال فيها: "في ختام أعمال سينودس أساقفة كنيستنا البطريركية المقدس، يأتي كلام الرب يسوع في إنجيل اليوم، ليدخلنا في جوهر هذه الأعمال ضمن الخط المثلث الذي يرسمه لنا ربنا يسوع، وهو الصلاة، وكشف الحقيقة، والدعوة".

وقال: "الصلاة وكشف الحقيقة والدعوة، هذه الثلاث تشكل أسلوب الحياة. نحن كرعاة في أبرشياتنا والكنيسة نرفع كل يوم باسم شعبنا صلاة الحمد لله على جميع نعمه، ونعمل جاهدين على تعليمهم حقيقة الله والإنسان والتاريخ، وندعوهم إلى ينابيع الراحة من تعبهم وقلقهم في شخص المسيح وكلامه، وفي ما توفر لهم الكنيسة، بتنوع مؤسساتها، من أساليب خدمة وراحة، باسم المسيح. هذا الأسلوب المثلث مطلوب على مستوى الدولة، من الحكام والمسؤولين السياسيين. فهم بحاجة إلى وقفة صلاة يومية وجيزة للإقرار بجودة الله، والتماس أنوار حكمته، ونعمته التي تقوي وتقدس، لكي يعملوا من أجل الخير العام والعدالة ونمو الإنسان والمجتمع. إذا مارسوا مسؤولياتهم ظلما واستبدادا وقهرا وإهمالا وسعيا إلى مصالحهم الشخصية والعائلية والفئوية، خانوا وظيفتهم والأمانة التي أوكلها الشعب إليهم".

وختم: "أما الآن، وقد انتخب مجلس نيابي جديد، وفيما الكل ينتظر تأليف حكومة جديدة تكون على مستوى التحديات؛ وفي مقدمتها النهوض الاقتصادي، والقضاء على الفساد بكل أنواعه، والإصلاحات في الهيكليات والقطاعات وتأمين فرص العمل، وتحديث القوانين وتحفيز النمو من كل جوانبه، إذا بنا نفاجأ ببعض المسؤولين السياسيين يتراشقون الإساءات الحادة التي لا تبشر بالخير، بل تخلق المزيد من خيبات الأمل في الإصلاحات التي تنتظرها الدول الصديقة الداعمة، وأول إصلاح هو الإداء السياسي الذي يشكل الأساس لكل إصلاح. فعندما تصلح الذات الشخصية، تصلح المؤسسات، وتصلح الأقوال والأفعال. وفي آخر المطاف يتم تأليف الحكومة الموعودة. وفي كل حال يبقى رجاؤنا الوحيد في عناية الله. وفيما نحمد الله على كل شيء، نرفع نشيد الشكر الدائم والتسبيح للثالوث القدوس، الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".