جعجع أكّد لجيرار دعم “القوّات” لموقف الرئيس عون في مسألة النزوح
 

أكّد رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" سمير جعجع لممثلة المفوضية العليا للاجئين في لبنان ميراي جيرار، خلال لقائهما في معراب أمس الخميس، أنه يدعم موقف عون في ما يتعلّق بضرورة عودة النازحين السوريين إلى بلادهم في أقرب وقت ممكن، وعدم انتظار الحل السياسي للأزمة في سوريا والذي من الممكن أن يتأخر.

بدورها، ردّت جيرار، قائلة: "هذا قرار سيادي لبناني، والمفوضيّة تعنى فقط بالجانب الإنساني من الأزمة".

في السياق، قالت مصادر "القوات اللبنانية" نقلًا عن صحيفة "الجمهورية" انّ الهدف الأساس من هذا اللقاء، هو الإبلاغ الى جيرار موقف "القوات"، وهو حرصها على مسألتين أساسيتين:

ـ الأولى، أن تظهر أنّ موقف لبنان الرسمي هو موقف موحّد، وأن "القوات" حريصة على أن تُظهر أنّ موقفها يتطابق مع موقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لجهة عودة النازحين. وتبلّغت جيرار رسميًا أنه يجب على مفوضية اللاجئين التناغم مع موقف رئيس الدولة في لبنان.

- الثانية، إطلاع جيرار على تصوّر "القوات" إزاء قضية النازحين، وهو أنّ عودتهم النازحين قرار سيادي لبناني، وعلى المنظمات الدولية أن تتعاون مع لبنان من أجل إعادة النازحين، وعلى المجتمع الدولي أن يأخذ في الاعتبار أنّ هذه المسألة أصبحت تُشكّل همًا وقلقًا لبنانيًا، كذلك تُشكّل نوعًا من أزمة لبنانية داخلية انطلاقاً من عوامل واعتبارات عدة، أبرزها اقتصادية، لذلك يجب على المجتمع الدولي الحريص على الاستقرار والتوازن في لبنان، أن يدفع في اتجاه تنفيذ هذه السياسة اللبنانية.

من جهتها، أوضحت هذه المصادر أنّ "القوات" حريصة على أبعاد ثلاثة في هذه المسألة، بحسب ما نقلت "الجمهورية":
- البعد الأول سيادي، فعلى المجتمع الدولي أن يَعي أنّ انهيار لبنان سيؤدي إلى نزوح لبناني إلى جانب النزوح السوري.

- البعد الثاني دولي، فلبنان جزء من الشرعية الدولية، وحريص على أن يكون المجتمع الدولي الداعم والمظلة له في أكثر من ملف اقتصادي وسياسي وأمني سَند له في موضوع النزوح لا العكس.

- البعد الثالث إنساني، فلا يجب أن ندفع بالنازح السوري إلى الموت إذا عاد إلى بلده، لذلك تطرح "القوات" العودة الفورية للنازحين الموالين للنظام، وعلى المجتمع الدولي أن يساهم في نقل المعارضين منهم إلى دولة ثالثة، أو إلى المناطق الآمنة في سوريا.

من جهة أخرى، أشارت المصادر نفسها إلى أنّ جعجع شدّد في لقائه جيرار، على عنوان واحد وأساسي، وهو أنّ لبنان لم يعد يتحمّل اقتصادياً أعباء هذا النزوح، وبالتالي على المجتمع الدولي أن يسارع لإعادة النازحين إلى بلادهم، ولفت إلى أنّ جيرار أكّدت أنّ المفوضية معنية بتنفيذ القرار السيادي اللبناني، وأنّ عملها إنساني ولا خلفيات سياسية له. 

وبدوره، شدد جعجع على البعد الانساني لقضية النازحين، منبّهًا إلى أنّ العبء أصبح كبيرًا إلى حد لم يعد في استطاعة لبنان تحمّله.

من ناحيتها، رأت مصادر "القوات" أنّ هذا الملف "يتطلّب مزاوجة بين الحزم والحكمة، فالحزم بمفرده قد يؤدي الى تفجير هذا الملف بين أيدينا".