دخلت البلاد ومعها ملف التأليف الحكومي، وملفات أخرى أبرزها مرسوم التجنيس، في إجازة عيد الفطر. الكل ينتظر ما سيحمله معه رئيس الحكومة سعد الحريري الذي سيشارك، اليوم، إلى جانب عدد من رؤساء الدول والحكومات والوفود الرسمية في افتتاح مونديال العام 2018.
ومن المرجح أن يلتقي الحريري على هامش زيارته الروسية بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في ظل تقديرات بأن يتوجّها معاً الى الرياض لتهنئة الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز بحلول عيد الفطر.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد استقبل الحريري في قصر الكرملين، وقال الأخير بعد اللقاء إنه كان يتمنى الانتهاء من تأليف الحكومة قبل عيد الفطر «ولكن كل فريق له طموح وأتواصل مع الجميع لنصل الى نتيجة». وأضاف: «أننا تطرقنا خلال اللقاء إلى العلاقات الثنائية بين البلدين، كما تم البحث مطولاً في ما يخص عودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم ومساعدة روسيا في هذا الشأن خصوصاً في شرح القانون رقم 10 الذي مدد لمدة سنة»، مشدداً على وجوب حث النظام في سوريا على شرح هذا القانون!
بري: الصحة لحزب الله
وبحسب ما كشف رئيس المجلس نبيه برّي، فهو متفق مع الرئيس المكلف على ان الحصة الشيعية، بمقاعدها الستة، ستتوزع مناصفة بين حركة امل وحزب الله. ما يتضمنه اتفاق «الثنائي» حصول رئيس المجلس على حقيبة سيادية (المال) ــــ وقد بُتت نهائياً ــــ وحقيبة خدماتية لحزب الله، في الغالب ستكون الصحة. اما الحقائب الاربع الباقية فيقول بري: «نتحدث عنها في وقتها مع الرئيس المكلف».
الا ان برّي يجزم سلفاً انه ليس في وارد تقديم تنازل جديد عن جزء من حصته، او حصة «الثنائي الشيعي»، بعد تنازل اول عن مقعد شيعي في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي عام 2011 بغية تسهيل توزير سنّي حليف لقوى 8 آذار هو فيصل كرامي، وبعد تنازل ثان في الحكومة الحالية للحريري عام 2016 بالتخلي عن حقيبة الاشغال لتيار المردة تسهيلاً لتأليفها. هذه المرة، يقول برّي: «ليس لديّ حقيبة يمكن التخلي عنها. السيادية عندي والخدماتية عند حزب الله. ليتدبّروا امرهم».
ولا يتردّد رئيس المجلس في ابداء امتعاضه من التباطوء في التأليف: «محركات الحكومة ليست معطلة، بل معطلة ونص. منذ اسبوع لم يطرأ اي تقدّم. نحن على ابواب العيد. اذا انقضى الاسبوع الاول بعد العطلة بلا حكومة، فلن يجدونني هنا، وسأكون في اجازة في الخارج».
مرسوم القناصل الفخريين
وعلى وقع إعطاء الرئيس ميشال عون، في الأيام الأخيرة، إشارات سلبية متكررة، يعبّر فيها عن انزعاجه من عدم وجود جدية في متابعة ملف تأليف الحكومة، خصوصاً من جانب الرئيس المكلف، استقبل الرئيس برّي، أمس، النائب تيمور جنبلاط الذي وضعه في أجواء زيارته ووالده إلى الرياض واجتماعهما بولي العهد السعودي وعدد من المسؤولين السعوديين، وقال جنبلاط إن اللقاء مع بري، «صاحب الدور الوطني وحارس اتفاق الطائف، تميّز بإيجابية نحتاج إليها اليوم أكثر من أي وقت مضى للنهوض بالوطن».
إلى ذلك، علمت «الأخبار» أن وزير المال علي حسن خليل ينتظر أن يعيد وزير الخارجية جبران باسيل إليه مراسيم تعيين القناصل الفخريين الـ 32 من أجل توقيعهم وإعادة إحالتهم مجدداً إلى رئاستي الحكومة والجمهورية، على أن يصدر باسيل مراسيم لاحقة تؤدي إلى تحقيق التوازن الطائفي في قضية القناصل الفخريين. وقالت أوساط عاملة على خط باسيل - خليل لـ«الأخبار» إن الأول سيحيل الملف إلى وزير المال في غضون اليومين المقبلين.
من جهة ثانية، علمت «الأخبار» أن مراجعات رئاسة الجمهورية ووزارة الداخلية مع المديرالعام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم أفضت إلى تكوين قناعة مشتركة بأن مهمة دراسة ملفات مرسوم التجنيس الأخير تحتاج إلى وقت إضافي، وربما يقتضي الأمر تمديد مهمة فرق الأمن العام حتى نهاية شهر حزيران الجاري.