يبدو أن لا حكومة في الأفق المنظور. كلّ التسريبات عن تشكيلة بعد عيد الفطر يبدو أنّها تعرّضت لانتكاسة، بعد تصريح القيادي في "تيار المستقبل" مصطفى علوش بأنّ "التحضيرات لا تزال في مراحلها الأولية".
السعودية استدعت وليد جنبلاط، بعد قطيعة لنحو 10 سنوات، منذ انقلابه على 14 آذار في آب 2009 (قام بزيارة في 2015 لم تُعِد وصل الودّ فعلاً)، استدعته السعودية هذه المرّة في لحظة مواجهته محاولة الرئيس ميشال عون سلب وزير درزي من حصّته. أسندته، هو الذي بدا بلا ظهير إقليميّ، ليسندها، هي التي تبحث عن شتات حلفائها في لبنان. وذلك بعدما عاد الرئيس المكلّف سعد الحريري من الرياض بلا صورة مع محمد بن سلمان. قال الحريري إنّه "نام" في السعودية لأنّه "مكسور عليه نوم"، لكنّ لجنبلاط كلّ الصور.
إقرأ ايضًا: رسالة الموتسيكلات الإيرانية: أمن لبنان مقابل التصعيد الأميركي
الردّ على السعودية جاء من قاسم سليماني. قال القيادي في الحرس الثوري الإيراني إنّ "حزب الله لديه 74 صوت من أصل 128 في البرلمان اللبناني"، وفي هذا ترسيم لحدود "التدخّل" السعودي. قبلها بأسبوع كانت جريدة "الأخبار" شنّت هجوماً هو الأوّل من نوعه ضدّ الحريري منذ عودته من المنفى قبل عامين تقريباً.
في اليمن، تقدّمت قوات التحالف العربي وتراجع الحوثي. في سوريا القوات الإيرانية والحليفة لها، بينها "حزب الله"، تتعرّض لضربات شبه يومية من إسرائيل، ومن روسيا في ظلّها. في العراق تراجع النفوذ الإيراني بالانتخابات، في البرلمان. وفي لبنان أدار السعوديون محرّكات كانت مطفأة منذ العام 2009، ليس آخرها جنبلاط.
تصريح سليماني ليس زلّة لسان، بقدر ما هو إشارة إلى عودة أجواء المواجهة على "ساحة" لبنان. الحريري ردّ من بعبدا بأنّ "من خسر في العراق لا يستقوي علينا في لبنان". وهذه أعلى نبرة من الحريري باتجاه إيران منذ سنوات.
لبنان على خطّ النار. العقوبات الأميركية والعربية ضدّ "حزب الله "مستمرّة وإلى تصاعد. مؤتمر "سيدر" قد يتعثّر. لكنّ الأكيد أن لا حكومة جديدة في الأفق اللبناني.