اتصل بأصدقائه أخبرهم أنه في طريقه إلى المنزل، طالباً منهم البدء بتحضير الإفطار، الا أنه لم يتمكن من الوصول، فقد كان الموت بانتظاره، خطف روحه في بلاد الاغتراب، غير آبه بقلبي والديه اللذين فقدا قبل سنوات أحد أبنائهما بحادث على جرار زراعي، وفي الأمس فقدا ولدهما الثاني علاء ياسين بحادث سير مروّع.
الوداع الأخير
"قبل نحو اربع سنوات اتخذ علاء ابن بلدة جبال البطم، قضاء صور، قراره بالاغتراب، بعدما أتعبه العمل بمطعم في لبنان، حمل حقيبته، قطع آلآف الأميال، وكل أمله أن يؤمّن مستقبله ويعود الى وطنه للارتباط"، بحسب ما قال صديقه في زامبيا وجاره في لبنان رزق الله مهنا لـ"النهار". شارحاً: "عمل بداية في مطعم في زامبيا لينتقل بعدها الى فتح محل للحدادة الفرنجية، ومنذ اشهر ترك المهنة وبدأ العمل في شركة لتجارة الألبسة، وبعد ان انقطع غيابه عني نحو ثلاثة أشهر بسبب انشغالاته، زارني في الأمس عند الساعة الثانية إلا ثلثاً من بعد الظهر في محلي قبل ساعات من وفاته، تبادلنا الحديث، بحضور شقيقي وصديقين، ليغادر بعدها الى مستودع الألبسة الذي يعمل فيه، ودّعني بلهفة وكأنه كان يشعر أنه الوداع الأخير، لأتلقّى بعدها اتصالاً أُخبرت خلاله بتعرضه عند الساعة الخامسة والنصف لحادث سير أودى بحياته".
اصطدام قاتل
"كان علاء (28 سنة) يقود السيارة، إلى جانبه عامل هندي وفي الخلف يجلس عاملان يحملان الجنسية الأفريقية، وجهته كانت المنزل بعد الانتهاء من عمله، تواصل مع اصدقائه في السكن وأطلعهم انه في طريق عودته لتناول الإفطار، لكن للأسف لم يتمكن من ذلك، بعدما اصطدم بحائط، ليفارق الحياة على الفور"، قال رزق الله قبل أن يضيف: "التحق بشقيقه محمد الذي وافته المنية قبل نحو تسع سنوات إثر تعرّضه لحادث سير في ضيعته بينما كان على جراره الزراعي، لتصبح اليوم الخسارة مزدوجة على عائلة ياسين".
"بناء على رغبة والديه زار علاء لبنان قبل نحو 10 أشهر، ليعود بعدها إلى زامبيا لإكمال مسيرته وتحقيق طموحه المتمثل بالانتهاء من بناء منزله في بلدته، ليُزفَّ عريساً ويفرح بما أنجزه في غربته، إلا أن القدر شاء أن يعود إلى بلده جسداً بلا روح، حيث يقوم شقيقاه المتواجدان في زامبيا بإنجاز معاملات سفره التي من المتوقع ان تنتهي اليوم، ليطير في الغد إلى وطنه ويُزفُّ إلى مثواه الأخير ".