منذ سقوط إمبراطورية كسرى و إلى يومنا هذا يتساءل الفرس كيف تمكن بعض الرعيان من هزيمتنا ؟ نحن التقدم و العلم ... نحن العرق الذي حكم العالم ... يأتينا رعيان من الصحراء و يدمروا إمبراطورية عمرها مئات السنين، أيعقل هذا ؟
لم تتغير نظرة الفرس للعرب و لن تتغير ، فالعرب بالنسبة لهم عرق و ليسوا طوائف و لا مذاهب و لا فرق بينهم ، الحل لإحتلال هذا العدو بالنسبة لمن يخطط في طهران منذ الهزيمة مع العراق بث الفرقة و لكن كيف ؟
حاول الفرس اللعب على الوتر القبائلي في الكويت و الإمارات و قطر لفترة طويلة إلا أن حكمة قيادة المملكة العربية السعودية الأخ الأكبر حالت دون ذالك في الفترة الممتدة من سنة ١٩٨٠ إلى سنة ١٩٩١ . فشل المخطط فولد مخطط آخر مبني على النجاحات في جبهة أخرى ألا و هي الصراع مع الغرب من أجل تطوير العظمة العسكرية للإمبراطورية .
مجموعة صغيرة من المقاتلين تقلق أقوى دولة في المنطقة ، هذه المجموعة مرتبطة عقائديا بمركز القيادة و وجودها رهن وجود هذه المنظومة أي أنها مستعدة للقتال حتى الموت دفاعا عنها متجاوزة الحاجز العرقي .
رأى بذالك قادة المشروع الفارسي سلاح فتاك له عدة أوجه إستعمال ، الوجه الأول تهديد لأمن إسرائيل ما يشكل ورقة ضغط على الولايات المتحدة و تبعدها عن المواجهة المباشرة ريثما تتطور القدرة العسكرية إلى حين تصبح المواجهة المباشرة مكلفة لدرجة تجبر القوة العظمة للتفاوض و يبقى الإشتباك بعيد عن الأراضي و الأرواح الفارسية و تبقى الخسارة المرحلية مادية ما يعتبر إستثمار شأنه من شأن أي إستثمار مادي .
و الوجه الآخر لهذا السلاح الفتاك التوغل في قلب الوطن العربي لبث الفرقة من بوابة الطائفية في سبيل تغير الأنظمة و الدمار تمهيدا لإعادة إحتلال شبه الجزيرة العربية و إعلان الإمبراطورية الثانية .
إقرأ أيضا : رسالة إلى صديق فارسي
المكر الفارسي و تآمر العدو الصهيوني الذي رأى فرصة لإبعاد الخطر الحقيقي عنه سبب بنجاح المخطط إلى أن أصبح حقيقة و سقوط ٤ عواصم عربية .
أتى ولي للعهد في السعودية أشبه بونستون شورشل و رأى في إيران ألمانيا النازية التي لا يمكن أن تقابل بغير النار لأنها تستعمل زمن السلم و المفاوضات للتوسع كما فعل هتلر بأوروبا قبل إندلاع الحرب العالمية الثانية .
اليمن إلى التحرير بين يوم و آخر ، فقدت إيران السيطرة على بغداد , تفاوض تحت النار في سوريا .
يبقى لبنان .... رغم وجود قلة قليلة من المقاومين للمشروع الفارسي و الذين تكبدوا خسائر فادحة بالأرواح و الخيانات من ضمن صفوفهم و إستسلامات قصمت ظهرهم أدت لشبه إلغائهم و سقوط البلد في قبضة إيران . يبقى السؤال ما هو الحل لإعادة هذا البلد للحضن العربي؟
هل يترك ؟ و يبقى أمثال الكتائب و نوفل ضو و فارس سعيد و خالد ممتاز و الأحرار و علي الأمين و إيلي الحاج و أشرف ريفي و غيرهم يصارعون وحدهم ؟
أم يتم وضع خطة لتحرير البلد ؟