ينتظر 3 آلاف لاجئ سوري من الذين فروا من قراهم في القلمون الغربي عبر جرود عرسال الحدودية المتداخلة بين لبنان وسورية إلى عرسال قبل أكثر من خمس سنوات، موافقة السلطات السورية على عودتهم في إطار برنامج المصالحة الذي تنفذه وزارة المصالحة السورية. وقال مسؤول لجنة تنظيم العودة في عرسال طالب عبدالعزيز لـ «الحياة»: «إننا ننتظر أن يبلغنا الأمن العام اللبناني موافقة السلطات السورية على عودتنا لنباشر في حزم أمتعتنا وخيمنا وتجهيز الماشية التي نزحت معنا، لنعود بكرامتنا إلى قرانا وبلداتنا».
وعبدالعزيز كان يملك مكتباً عقارياً في دمشق وعضو في غرفة التجارة في العاصمة السورية وكان تهجر مرتين الأولى من منطقة اليرموك إلى فليطا ومن فليطا إلى عرسال اللبنانية. وهو أشار إلى أن الأهالي الذين سجلوا أنفسهم من أجل العودة لم يترددوا، كما ذكر في الإعلام اللبناني، بل هم مصرون على العودة وهناك آخرون غيرهم يريدون العودة، ولكن الأمر في حاجة إلى ترتيبات جديدة، فنحن أوراقنا باتت عند السلطات السورية وننتظر الموافقة والأجواء حتى الآن إيجابية جداً من خلال التواصل مع المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم، وكنا نأمل بالعودة قبل العيد ولكن يبدو أن الأمر قد يتأخر أياماً».
والنازحون العائدون جلهم من بلدات القلمون الغربي: قارة، فليطا، السحل، يبرود، رأس المعرة، بخعة، رأس العين وجريجير. وقال عبدالعزيز: «كل هذه المناطق، وفق تواصلنا مع أهلنا هناك باتت آمنة ويمكن العودة إلى المنازل فيها وهناك بعض الأضرار في فليطا لكن المنازل يمكن ترميمها. والذي عاش في خيمة في عرسال على مدى سنوات يمكنه أن ينقل خيمته إلى بلدته ويعيش فيها ريثما يرمم منزله، أن ذلك أفضل من أن نعيش تحت رحمة الأمم المتحدة». ولفت إلى «أن لا يوجد بين العائدين من يرغب الآن بالعودة إلى القصير».
وأكد أن معظم الناس يملكون أوراقاً ثبوتية بأملاكهم في قراهم ومن لا يملك يمكنه إصدار بديل عنها فمراكز السجل العقاري في القلمون الغربي لم تتضرر».
وعن الشروط المطلوبة في العائدين في ظل المصالحة، أكد عبدالعزيز أن الوزير السوري علي حيدر وافق على تسوية في خصوص الخدمة العسكرية. وتقرر إمهال من لم يؤدِ خدمته لمدة تتراوح بين 6 أشهر وسنة من تاريخ العودة وبعدها يؤدي الخدمة العسكرية».
واعتبر عبدالعزيز «أن النازحين في مخيمات عرسال يفتقدون إلى حياتهم الكريمة فلا تعليم ولا طعام كما يجب، والناس تجلس في الخيم كل يومها، ولمن ينتقد عودتنا، عليه أن يعيش في الخيمة مثلنا ليعلم حجم معاناتنا، لكن الشعب السوري جبار وطيب ويريد العودة إلى دولته، بعدما هدأت الحرب وأصبحت مناطقنا آمنة. ونحن تحت أمر الدولتين اللبنانية والسورية».
ومن المقرر وفق عبدالعزيز أن تكون العودة عن طريق جرود عرسال إلى فليطا، في حين يتحدث رئيس بلدية عرسال باسل الحجيري عن خيار آخر هو «الطريق الرسمي عبر الأمانة السورية»، لكنه أشار إلى «أن الأمر يقرره الأمن العام اللبناني عندما تدنو خطوة العودة، والمؤشرات حتى الآن تشي بأن الأمور باتت قريبة».
وطرح عبد العزيز مسألة إعادة رفات الموتى من النازحين. وقال: «هناك جبانة للنازحين السوريين تضم ما بين ألف وألفي متوف سوري بينهم أطفال ونساء قضوا نتيجة المرض وفقدان العلاج. وهؤلاء سنعمل على إعادة رفاتهم بعد تقديم الطلب إلى السلطات السورية واللبنانية لاحقاً».
وقال الحجيري إن مكتب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في عرسال الذي افتتحه لإعادة تسجيل النازحين في المنطقة أغلق قبل يومين بعدما أنجزت المفوضية مهمتها. ولا وجود لممثلين عن المفوضية في عرسال إلا من خلال بطاقات المساعدة التي توزع على النازحين.
وجدد الحجيري التأكيد أن «النازحين لم يترددوا في قرار العودة بعد توجيه ممثلي المفوضية العليا للأمم المتحدة أسئلتها والتي تتمحور حول العودة الطوعية والآمنة».
وأشار عبدالعزيز إلى أن الضغوط التي تمارس على النازح في عرسال هي ضغوط حياتية، علماً أن إقاماتنا مجانية في عرسال ولا ندفع أموالاً للحصول عليها كما العامل السوري».
وكانت الناطقة الإعلامية باسم المفوضية العليا لشؤون النازحين ليزا أبو خالد أشارت إلى «أن ممثلي المفوضية سبق إن وجهوا الأسئلة المتعلقة بطوعية عودة النازحين، إلى نحو 500 نازح في شبعا عادوا منتصف نيسان (أبريل) الماضي إلى بيت جين السورية، ولم يتردد أحد منهم في العودة عن قراره».