لفت البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، خلال ترؤسه قداس عائلة قلب يسوع، إلى "أنّنا نهنئ عائلة قلب يسوع بعيدها، وهي تختبر كلّ يوم كيف يريح الرب كلّ التعبين بوداعة قلبه وتواضعه"، مشيراً إلى "أنّنا نرفع هذه الإفخارستية، صلاة شكر للرب يسوع على محبّته العظيمة لنا وللجميع، وصلاة تعويض عن الإساءات البشرية لمحبّته، وصلاة التزام بتحقيق ما طلبه من أجل أن يجد عابدوا قلبه المحب والرحوم، السلام الداخلي ، فعبادة قلبه هي مصدر الخير والنعم لنا ولكّل إنسان"، مؤكّداً أنّ "من كثرة رحمته، ننال الصفح عن خطايانا".

ونوّه إلى أنّ "كما أنّ آلام وموت المسيح أثمرت الخلاص للعالم، هكذا كلّ عذاب وألم في الإنسان يمكن أن يصير وسيلةً للخلاص ويقود إلى الحياة"، مركّزاً عل أنّ "العبادة لقلب يسوع هي مدرسة الفضائل الإلهية والإنسانية: القوة والعدالة والفطنة التّي تنظّم أعمالنا بعقل واع، والفضائل الأخلاقية، أي عمل الخير والصلاح".

وشدّد البطريرك الراعي، على أنّه "فيما كان الشعب ينتظر بأمل ولادة حكومة جديدة تكون على مستوى التحديات والوعود، إذ بالسلطة تصدم الشعب بمشكلة في غير محلّها، بإصادر مرسوم تجنيس لمجموعة من الأجانب من غير المتحدرين من أصول لبنانية، وهو مرسوم مخالف للدستور في مقدّمته الّتي تنصّ على أنّ لا تقسيم ولا توطين"، مؤكداً أنّ "التوطين هو منح الجنسية لأي شخص غريب لا يتحدّر من أصول لبنانية"، متسائلاً "كيق يمكن قبول ذلك وفي وزارتي الخارجية والداخلية هناك آلاف الملفات المكدسة لطلبات خاصة لطالبي الجنسية".

وأشار إلى أنّ "ما القول عن الجدال على مستوى المسؤولين السسيايين بشأن عودة النازحين السوريين إلى بلدهم ووطنهم"، مبيّناً أنّ "جوهر ما في الأمر أنّ الأسرة الدولية لا تشجّع النازحين على العودة إلى وطنهم، بل تخوّفهم، وهذا ما قلناه شخصّياً للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ولكبار المسؤولين أثناء الزيارة الرسمية الّتي قمنا بها مؤخّراً إلى باريس"، موضحاً "أنّنا خلال الزيارة، طالبنا أوّلاً بفصل الشأن السياسي في سوريا عن عودة النازحين إلى وطنهم، وثانياً تشجيع النازحين على العودة بالتركيز على حقّ المواطنة، وواجب المحافظة على تاريخهم وحضارتهم، بدلا من تخويفهم".